أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شكل الربيع العربي














المزيد.....

شكل الربيع العربي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


مما يؤلم قلبي ويوجع صدري ومما يتسبب لرأسي بالصداع أن أرى ما يسمى بالربيع العربي على أرض الواقع خرابا ودمارا ومن ثم نطلق عليه لقب الربيع العربي,فإذا كان الربيع العربي بهذا الشكل فما هو بالله عليكم شكل الخريف العربي؟ كيف نسمي القتل ربيعا والذبح ربيعا وترك النساء أرامل ربيعا وترك الأطفال أيتاما ربيعا؟كيف بالله عليكم نسمي الموت حياة ونسمي الجوع ربيعا وهرب المواطنين من بيوتهم ربيعا؟ ألا نخجل من هذه الكلمة أو من هذا المصطلح؟زهورٌ تذبل ونقول عنها ربيعا وعيون تدمع ونسميها ربيعا ودماء تنزف في الشوارع نسميها ربيعا عربيا...فإذا كان بالفعل هذا هو شكل ربيعنا فما هو إذا شكل الصيف والخريف؟.

ومن مخرجات الربيع العربي دخول الأحزان والمصائب والويلات إلى معظم البيوت العربية ,وأطفال قُتلوا وذبحوا في الشوارع ونقول عنهم بأنهم يجنون ثمار الربيع العربي...أهذا هو هداكم الله شكل الربيع العربي؟ أهذا هو فعلا شكل الفرح...فإذا كان الفرح بهذا اللون لون الأحمر القاني فما هو إذا شكل العزاء؟؟...بأي حقٍ وبأي ذنبٍ يُقتل الأطفال؟ وبأي حق تُهدم المنازل والبيوت؟وبأي ذنب ولأي سببٍ يهجر السكان بيوتهم!!!؟؟...وتكاد أن تكون سوريا منطقة منكوبة سياسيا واجتماعيا وفكريا,ومن مخرجات الربيع العربي كشف الجماعات الإسلامية على حقيقتها وتآمر القوى الرجعية ودعمها من أجل إضعاف نشاط المفكرين والمثقفين,الإسلام السياسي هنا يتدخل باللعبة لكي نعود إلى عصر التنك..,فإذا كان الربيع العربي يحملُ معنى جميلا ومنظرا طبيعيا خلابا فكيف هو الحال إذا حمل منظرا دمويا وشرساً؟كيف نطلق مصطلح الربيع العربي ونحن نرى أمامنا الذبح والقتل وقطع الرؤوس وقصف الطائرات والمدفعيات؟؟ماذا سنقول للأجيال القادمة وماذا سنكتب للأجيال القادمة وكيف سنقنعهم بأننا كنا نصنع ربيعا زاهي الألوان؟,فلا أحد يتلاحم مع المعتقدات الدينية القديمة إلا من كانت في نفسه رغبة عارمة بإسقاط المشاريع النهضوية,ومن مخرجات الربيع العربي انتشار ظاهرة حرب العصابات في الشوارع وفي الطرق المزدحمة بدل كثرة بناء مؤسسات المجتمع المدنية ,وإن الحياة لا تساوي أي شيء بنعيمها أمام إراقة نقطة دمٍ واحدة بريئة على الأرض.

ومن مخرجات الربيع العربي:مصادرة الحريات وتكميم الأفواه والتحسر على أيام فساد المفسدين كالمثل القائل:( إتزوجنا حتى ننستر صرنا إنقول :سقالله على أيام الفضيحة),فأيام الفساد لم تكن حالة الشعب السوري بهذا الوضع ولم تكن مصر بهذا الوضع وما عليكم إلا أن تنتظروا عدة سنوات حتى تشاهدوا بأم عينيكم كيف سينهار الفن والأدب بكل أشكاله وألوانه.

ومن مخرجات الربيع العربي كثرة الازدحام على أبواب المحلات التجارية وخصوصا المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية,والتجارة بالثورات وخصوصا الثورة السورية واللاجئين السياسيين الفارين من بلدانهم في فصل الشتاء للبحث في الدول المجاورة على مكانٍ دافئ,أو الفارين من بلدانهم في فصل الصيف الحارق للبحث عن مكانٍ بارد في الدول المجاورة,ومما يدمي القلب والعين هو عودة بعض اللاجئين السياسيين هم وعوائلهم من الأردن وغيرها إلى بلدانهم للمجازفة بحياتهم متمنين الموت وهم في بيوتهم تحت قصف المدفعية والطائرات على العيش في داخل مخيمات لا يعرفون أين يتبولون أو أين يقضون حاجتهم.

وكل صاحب مصلحة تقي جدا ومتدين جدا ترك صنعته ومهنته واتجه إلى تزويد اللاجئين بالمواد الغذائية وسرقة أكثر من نصفها بل يكاد أن يعطي لصاحب الحاجة دينارا ويضع في جيبه عشرة دنانير.
وبدأ الشيوخ بالهجوم على الخيام في المخيمات لانتقاء العرائس لهم مستغلين بذلك الوضع المحزن للاجئين السوريين,وباسم الشفقة عليهم نكح أهل الخير بناتهم ونقلوهم من سجن ضيق إلى سجن أوسع منه بقليل.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانبراطورية السنية السلفية السعودية
- العقلية اليهودية صالحة لكل زمان ومكان
- اليهودية الإصلاحية
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع
- أحذية المصلين في المساجد
- الشيطان يخاف من الإنسان ولا يخاف من الله
- إلى أين ذهبت دمشق؟
- المحامي الذي كان يقرف من برازه ونفسه
- الفلسفة والدين والقانون
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شكل الربيع العربي