أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - اليهودية الإصلاحية















المزيد.....

اليهودية الإصلاحية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تؤمن اليهودية الإصلاحية بعدم وجود(المخلص-المسيا) من أصله ولكنها على الأقل لا تشك بقدراتنا كبشر ومؤسسات مجتمع مدنية على صنع السلام الدائم وخلق عالم آخر من حولنا يتزعمه اليهود أو الجيل الجديد من اليهود الباحث عن السلام الدائم والشامل لكل شعوب منطقة الشرق الأوسط بل والعالم كله,وإذا قمنا بحصر الأعمال التي ننتظر من المخلص المسيا أن يقدمها لنا فإنها تنحصر فقط في تحقيق السلام الشامل والعادل لكل الناس وهذه إذا قمنا بتكثيف جهودنا حولها فإننا على الأغلب سنقوم بتحقيقها قبل أن يظهر المخلص على خشبة المسرح وإدارة الكون من خلال قدراته الروحية الكبيرة والعظيمة والجليلة, إننا جميعنا ننتظر بالمخلص بأن يظهر ويقتل الدجال علما أن لدينا مليون دجال ودجال ولدينا بنفس الوقت أناس لديهم القدرة على منح الناس كافة وجبة دسمة من الحب والتسامح والصفح عن آثام وجرائم المجرمين, إننا في هذا الوقت بالذات نحاول تقديم كثيرٍ من الخدمات للناس كافة ولدينا القدرة أيضا على رعاية الإنسان والحيوان والحشرات نفسها من خلال تعميق مفهوم المنظمات الإنسان ومؤسسات المجتمع المدنية والمنظمات التي تهدف إلى حماية النظام البئي من حولنا وجعله نظيفا.

إن اليهودية الإصلاحية تتعامل مع وجود المخلص كما تعامل كاتب مسرحية(بانتظار غودو) مع كل معطيات ودوافع انتظار الإنسان المخلص الذي يكون نصفه إله ونصفه الآخر بشر وهذا من المستحيل وجوده,وعلاوة على ذلك تؤمن اليهودية الإصلاحية بإمكانية ظهور إنسان عادي من فوق إلى تحت بنصفيه أي أنها تؤمن بإنسان عادي مثلنا جميعا من دمنا ولحمنا ذلك البطل المخلص الذي تتحدث عنه كل الشعوب البشرية والذي لم يظهر يوما على خشبة المسرح,إن المخلص بنظر اليهودية الإصلاحية أو ظهور الإمام المخلص ما هو في الأصل إلا أوهام لا يمكن تحقيقها ,ومن انتقادات الجماعات اليهودية الأخرى على الديانتين المسيحية والإسلامية أنه لم يكن هنالك داعٍ للإدعاء بالنبوة وبنفس الوقت تقدم الشكر لمحمد وللمسيح على أنهم وضعوا اللبنة الأساسية في قهر الوثنية,أي أن الديانة المسيحية والإسلامية ساهمت بقهر الروح الوثنية وقامت بتعريف هؤلاء الوثنيين على الله الذي لم يكن الوثنيون من ذي قبل يعرفون الله حق المعرفة.
المهم في الموضوع من أصله أن ظهور المسيا أو المخلص لا يمكن أن نبقى جلوسا أو وقوفا ونحن ننتظر بظهوره لكي يخلصنا من العناء والتعب وظلم الأشرار الديكتاتوريين الذين يتسلطون علينا بكل ما أوتوا من قوة لقهرنا وتعذيبنا وبنفس الوقت تؤمن الحركات اليهودية الجديدة بالإيمان المطلق بقدرتنا نحن كبشر على تدشين عالم جديد من حولنا (يوتيبيا) خيالي جدا توجد في داخله جمعيات ومؤسسات مجتمع مدنية ومنظمات إنسانية تهدفُ إلى مساعدة الناس كافة بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والسياسية والدينية والمهم في كل شيء أننا كبشر لا يمكن أن نشك بقدراتنا على خلق المحبة وثقافة المحبة والسلام,وخصوصا أولئك الملاحدة الذين لا يؤمنون بأي ديانة فهؤلاء أيضا لديهم القدرة على خلق عالم حر من حولنا تسوده المحبة والسلام الدائمين فهؤلاء الفئة من الناس الذين لا يؤمنون بالدين والذين لا يؤمنون بظهور المسيا المخلص,نعم,كل هؤلاء عندهم قدرات على تقديم خدمات إنسانية من أجل الإنسانية وليس طمعا في الجنة والآخرة بل أنهم يقدمون خدماتهم من أجل العربق البشري ومن أجل أنسنة الإنسان نفسه, ذلك الإنسان الذي لا تشك اليهودية الإصلاحية بقدرته على خلق عالم جميل من حولنا اقتصاديا وثقافيا ودينيا وتبقى كل الناس أحرار بمعتقداتهم الدينية وكل الناس من خلال هذه المبادرة تنال من خير الإنسانية ما تناله ولكل إنسان الحق في اختيار معتقده أو في اختيار توجهاته الفكرية.

إن العالم المحيط بنا هو وكل أنواع الديانات والثقافات أغلبها واقفة مكتوفة الأيدي تنتظر ظهور المخلص في حين أن المخلص بطل المسرحية لا يمكن أن يظهر على أرض الواقع,حتى أننا في مجمل حياتنا دائما ما نتحدث عن ظهور المخلص أو المسيا بدون جدوى ونحن دائما ما نثرثر كثيرا من الكلام ونسرف إسراف المتكلفين في الحديث عن ظهور المخلص الذي يقتل الدجال دون أن يظهر هذا المخلص على خشبة المسرح ومن هذا المنطلق نحن واليهودية الإصلاحية نؤمن معها بقدرة البشر العاديين على تقديم أو على الاشتغال بمحل المخلص المسيا ونستطيع تقديم خدماته التي ينتظرها الناس من المخلص المسيا نفسه, نحن لدينا كبشر طاقة هائلة ورغبات مكبوته على تقديم نفس المساعدة التي ينتظرها الناس من المخلص نفسه وهذه لن تتحقق حاليا إلا من خلال إشراك اليهود فيها.
إن اليهودية الإصلاحية ستصلح العالم كله من خلال موقفها الجميل والوردي وتصوراتها الحديثة عن العالم القادم الذي نتطلع إليه جميعا وإن اليهود بقدراتهم وبطاقاتهم العقلية الهائلة لديهم القدرة على كشف الغم والحزن والهم عنا جميعا من خلال تحقيق السلام العادل والشامل وخصوصا في تصوراتها عن الله, فعلينا جميعا أن ننظر إلى الله نظرة واحدة مع اختلافنا في الديانات وتنوعاتها من ديانات سماوية أو أرضية,ونحن جميعا بحاجة إلى معرفة الله معرفة موحدة,علينا أن نعرف بأن الله لا يميز بين أحدٍ وآخر والذي يقوم بالتمييز العنصري هم أولئك البشر الذين لديهم تصورات شاذة عن الله تنبع من شذوذهم نفسه فالله الحقيقي ليس شاذا يميز بين الجنسين الذكري والأنثوي أو يميز بين مسلمٍ ومسيحي ويهودي وبوذي, فاليهودية الإصلاحية لديها معرفة واحدة عن الله ونحن بدورنا علينا أن نسعى إلى تحقيق هذا المفهوم,وإذا أتينا إلى الموضوع من بابٍ آخر وحسبنا وحصرنا مهمة المخلص المسيا فإنها من هذا الباب تنحصر في مفهوم واحد وهو أن ظهور المسيا المخلص سيخلص الإنسان من ظلم الطغاة وظلم الديكتاتوريين وهذه المهمة ليست صعبة على الإنسان فيستطيع الإنسان تحقيق هذه العدالة الشاملة ويستطيع الإنسان إقامة علاقة كاملة مع الله تبحث وتهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة ورفع الظلم عن البشر وهذه هي مهمة المسيا, فهل أنتم لديكم تصورٌ آخر عن المسيا؟ إنكم تنتظرون ظهور المسيا لتخليصنا من الظلم والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أن هذه المهمة يستطيع أن يقدمها الإنسان العادي أو الخارق الذكاء وإذا استعصى علينا وجود مثل هذا الشخص فإن مؤسسات المجتمع المدنية والمنظمات الحقوقية لديها القدرة على تقديم هذه الخدمة للناس جميعا من خلال التواصل بين تلك المؤسسات ومن خلال تشبيك العلاقات المتينة والقوية بين فئات المجتمعات وبين المؤسسات المجتمع مدنية.
_____________________________________________________________________________________________________________________

مواضيع ذات صلة للكاتب نفسه:
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=317215

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=352034
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=227620

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=134863

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=92129



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع
- أحذية المصلين في المساجد
- الشيطان يخاف من الإنسان ولا يخاف من الله
- إلى أين ذهبت دمشق؟
- المحامي الذي كان يقرف من برازه ونفسه
- الفلسفة والدين والقانون
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - اليهودية الإصلاحية