أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من الذي تغير,أنا أم الناس؟














المزيد.....

من الذي تغير,أنا أم الناس؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 10:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الذي تغير؟أنا أم أنت؟أم الناس؟وهل أنا ما زلت في مكاني كما أنا أم أن الظروف بدلتني وغيرتني؟ولماذا لا نحافظ على أنفسنا من التغيير؟لماذا لا نتصرف مثل كل الحكومات العربية التي تقاوم التغيير, إنه مهما حاولنا أن نحافظ على أنفسنا إلا أننا لن نستطيع مقاومة التغيير,إننا نتغير بالرغم عنا وبالغصب وبالإكراه وفي أغلب الأحيان نستيقظ على أنفسنا ونحن بمكانٍ جديد وبتصرفات غريبة تحكمنا فيها بعض الظروف الخارجة عن إرادتنا,تتغير ملامح الوجوه وتتغير ملامح القلوب والمصيبة أننا نحن من نتغير وفي نفس الوقت نشير إلى أنفسنا بأننا لم نتغير وبأن الناس هم الذين تغيروا وليس نحن,وهذه مسألة شائكة فعلا ولا نملك لها جوابا ولا نستطيع أن نحدد من الذي تغير نحن أم الآخرين؟.

منذ بداية هذا العام وأنا أشعرُ بتغيرٍ كبير جدا في وجوه كل الناس الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم فجميع الناس تغيرت وجوههم بكامل ملامحها ولا يوجد وجه مثل وجه أخيه وطرأت جملة كبيرة من التغيرات أثرت في حياة الناس وجعلتهم يتحولون بوجوههم من شكله المعتاد البريء إلى أشكالٍ أخرى لا يوجد فيها أي نوع من أنواع البراءة والطفولة.

وعنصر البراءة الذي كنتُ ألمحه في وجوه بعض الناس تغير بالكامل وذهبت عنهم ملامح البراءة والطفولة ولستُ أدري هل رؤيتي هذه بسبب ضعف بصري أم لا!!,وهل أنا الذي تغير أم تلك الوجوه هي التي تغيرت بالكامل !! فهل أنا الذي كان ينظر للناس نظرةً كلها براءة أم أن وجوه الناس كانت فيها البراءة والطفولة ثم انزاحت عنهم تلك البراءة وحلت بمكان البراءة غيمة كبيرة وسوداء أم لا!! أنا محتار جدا ومنزعج جدا من تغير الوجوه فكلما تقدم الإنسان في العمر أكثر كلما تغيرت ملامحه أكثر وكلما ازداد لؤما وخبثا ودهاء, وخصوصا أولئك الذين يمرون من أمام عيوني كل يوم وأولئك الذين أراهم كل أسبوع مرة واحدة فقط لا غير, والذين كانوا ينظرون إلى وجهي بشغفٍ كبير لم يعودوا كسابق عهدهم,إن الناس تغيرت وإن الحياة تغيرت وملامح المدينة العمرانية تغيرت وتغيرت معها ملامح الناس جميعا والأدهى والأمر من كل ذلك أن تجد شخصا عزيزا على قلبك ولا تعرفه فتسأله:من أنت؟ فيصاب بالدهشة وبالاستغراب ويقول لك:أنا فلان شو ناسيني؟ فتقول له:لا,ولكنك تغيرت وتبدلت كثيرا وكنتَ نحيفا وأصبحت سمينا وكنت قصيرا وأصبحت طويلا وكان لون شعر رأسك أسودا ولم يكن فيه كل هذا الصلع والبياض,فيرد عليك قائلا:أنا كما أنا ولكن أنت الذي تغيرت وليس أنا,فتتجادل معه كثيرا وينتهي الجدال إلى قضية معلقة ومشكلة بحاجة إلى حلٍ سريع لأنك فعلا محتار جدا ومثلي أنا لا تعرف من الذي تغير أنت أم الناس؟.

وأنا محتار جدا في تقديري للأمور وأخشى أن أكون مخطئا جدا في حساباتي لأنني لستُ متأكدا فعلا من هذا الموضوع ولستُ أدري هل الناس تغيرت فعلا أم أنا الذي تغير فهمه للناس؟ربما يقول الناسُ في هذا الوقت بأنني أنا الذي تغير وليس هم بسبب عوامل التوسع الثقافي وزيادة نسبة الوعي الاجتماعي والصحوة,أو بسبب تساقط شعر رأسي المستمر في كل عام وتحول بعض الشعيرات من اللون الأسود إلى اللون الأبيض... هل الناس ما زالوا كما همُ أم أنهم تغيروا فعلا بفعل عوامل التغير؟... مثل التحول من مستوى دخل معين إلى مستوى دخل آخر,أو أن غلاء المعيشة هو الذي غير حياة الناس إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير؟.

نظرتُ اليوم في إحدى مناسبات الفرح في داخل عائلتنا في وجوه كل الحاضرين في صالة الفرح ولم أجد ملامح الناس كما كانت قبل خمس 5 سنوات ولا حتى قبل سنة,فسألت رجلا كان يجلس إلى جواري عن( أبي تيسير) وعن سبب سكوته عن الكلام نهائيا بحيث كان فيما سبق يرغي كثيرا لدرجة أنك تشعر بالملل من كثرة كلامه,فقال لي:خسر كثيرا في تجارته وأصيب بصدمة نفسيةٍ هزته هزا تماما كما تهز الرياح العاتية الشجرة من جذورها ,ففهمتُ من كلامه أسباب تغيره وسكوته وصمته المطبق والنهائي عن الكلام وعرفت بأن الناس قل احترامهم له حين تراجعت السيولة المالية من تحت يديه,وهنالك من تغير بسبب إصابته بهزةٍ عاطفية جعلته يكره الناس ويستاء حتى من نفسه.

وسألتُ عن الشيخ عفان وعن عدم رده السلام عليّ وقد مر من جنبي مرتين دون أي كلمة ترحيب فقيل لي بأنه لم يتغير مطلقا ولكن أنا الذي تغير وبأن الشيخ منزعجٌ جدا من كتاباتي على الإنترنت وهنا يقع اللوم عليّ كثيرا وأنا الذي تغير وليس هو...وسألت عن الشاب(مراد) وعن أسباب تغيره فقيل لي:الآن أبوه وضع باسمه أكثر من ثلاث عمارات وأحس بنفسه كثيرا لذلك تغير أسلوبه في الحياة حتى في أسلوب طرحه للسلام على الناس بحيث كان قديما يسلم على الناس بيديه الاثنتين أما اليوم فإنه يسلم على الناس بأطراف أصابعه فقط لا غير.

فعلا الناس تغيرت كليا وخصوصا أولئك الشباب الصغار الذين وصلوا إلى سن البلوغ وبدءوا يشعرون بشبابهم وبحيويتهم وذكروني بسن المراهقة حينما كنت مراهقا مندفعا جدا للحياة بحماس شديد ليس كمثله حماس,وفي الحقيقة أنا أيضا تغيرت جدا ولستُ على سابق عهدي في الحياة لذلك تغيرت نظرة الناس لي وتغيرت نوعية أصدقائي فأصدقائي الذين شاركوني طفولتي ليسوا هم الذين شاركوني شبابي,والذين كانوا يميلون لي بوجوههم وقلوبهم تغير كل ذلك فجأة واستبدلوني بأصدقاء جدد بسبب عوامل التغير مثل الفقر الفاحش والثراء الفاحش,وأمعنتُ النظر في وجوه كل الناس فلم أجد واحدا منهم كما كان على سابق عهده فكل الناس قد تغيرت تصرفاتهم وأشكالهم,والناس ليس هم الناس الذين أعرفهم ويعرفونني.

أين كنا يا أصدقائي وأين أصبحنا؟وكيف داهمتنا السنون العجاف والأحداث والمصائب والويلات حتى تغيرت وجوهنا وملامحنا لدرجة أن أقرب الناس إلينا يستوقفوننا في الطريق ويسألوننا:من أنتم؟ ومن أين جئتم؟ وأين غبتم كل هذه المدة؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من الذي تغير,أنا أم الناس؟