أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - التضحية بأرواح الناس لأجل سواد عيون العملية السياسة!














المزيد.....

التضحية بأرواح الناس لأجل سواد عيون العملية السياسة!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نرى ان هناك مسوغا لتصريحات رئيس اعلى سلطة تنفيذية في البلد، ونعني به رئيس الوزراء السيد نوري المالكي التي قالها مؤخرا في لقاء مع قناة العراقية على خلفية الطلبات التي قدمت لاستضافته في مجلس النواب، اذ قال المالكي في اللقاء المذكور "اذا ذهبت الى مجلس النواب سأجعل الدنيا تنقلب ولكن انا خائف على العملية السياسية"، مضيفا انه سيكشف، من الذي يدعم العمليات الارهابية وبأي سيارات تنفذ وبأي هويات وبأي اجازات وبأي غطاء سياسي وبأي تبن ٍ.. محذرا "سآخذ الاسماء واكشف الاسماء ولكن العملية السياسية لا تتحمل".

نقول، ان الحرص على العملية السياسية لا يستدعي الاستهانة بدماء الناس وارواحهم، بل ما قيمة العملية السياسية اصلا، اذا كانت تعني فيما تعنيه التستر على الجرائم المرتكبة بحق ابرياء الشعب العراقي؛ ويزيد الامر خطورة اذا كانت تلك الجرائم تمرر تحت لافتة مجلس النواب والحكومة والعملية السياسية، و تقوم القوى السياسية بالتستر المتبادل على ملفات المشتركين فيها والمشرفين عليها.

قبل ذلك واقترانا به طبعا، شاهدنا كيف جرى التعامل مع قضية اجهزة كشف المتفجرات، وصفقات الفساد التي ارتبطت بها، وكيف جرى السكوت عنها لمدة طويلة برغم عدم فائدتها وتسببها في مقتل مئات بل الوف العراقيين، حتى ان الاجهزة الامنية لم تزل تستعمل تلك الاجهزة حتى الآن في السيطرات العسكرية؛ برغم عدم نفعها وفائدتها بحسب ما كشف عنه خبراء دوليون، اجمعوا على ان تلك الاجهزة لا تنفع الا في كشف بعض المواد البسيطة التي تباع في المحال التجارية، ودفع لشرائها اضعاف سعرها الحقيقي.

من نافلة القول، ان الحرص على العملية السياسية، لا يتعلق بشخص المسؤول مهما كان موقعه، بل يشمل الجميع بما في ذلك الابرياء، الذين ذهبت ارواحهم هدرا؛ بسبب فشل اداء السلطات الثلاث في البلد التشريعية والتنفيذية والقضائية، بل قد يتطلب الامر في بعض الاحيان ان يضحي المسؤولون التنفيذيون بمناصبهم، ومنهم المسؤول الاول في السلطة الذي يتوجب عليه ان يضحي بمنصبه، اذا كان ذلك يسهم في حماية ارواح الناس، لا ان يتذرع بحرصه على العملية السياسية في الوقت الذي لم يفلح البناء الذي نجم عنها في حماية ارواح الناس، ناهيك عن الفشل في اعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي للبلد والناس.

حين يتساقط الناس صرعى في الطرقات والاسواق؛ بسبب اخفاق الاجهزة الامنية والمسؤولين، فما نفع الحفاظ على العملية السياسية التي يجب ان تعني اول ما تعني التداول السلمي للسلطة واحترام حرية التعبير، وكلا الامرين جرى خرقهما في عدة مناسبات، وهما اساس واس الديمقراطية، التي بنيت على اساسها الدول والحكومات وليس محاولة اخفاء الملفات حرصا على العملية السياسية!

ان الامثلة على التضحية بالمناصب من اجل تحقيق الاستقرار والبناء في الدول المتحضرة، كثيرة، وليست بنا حاجة لإعادة التذكير بها، واذا كان الوضع لدينا يسير بالمقلوب، واذا كان المسؤول التنفيذي الاول في الحكومة غير مستعد للتنازل عن السلطة حتى بعد مرور عشر سنوات من الاخفاق المتواصل لأجهزة الدولة، فان دماء الابرياء و دموع عائلاتهم وصرخات الارامل واليتامى توجب عليه ان يكون المبادر الاول لكشف ملفات الارهاب والارهابيين والفساد والمفسدين؛ بأمل ان يكون ذلك عبرة لغيره من الحكام الذين سيتبأون مناصبهم بعده، وكذلك لكي نكرس مفاهيم الدولة الحقيقية بفصل السلطات الثلاث مع التفاعل بينها بكشف المتسببين بإهدار الدماء ورفع ملفاتهم الى الجهات المعنية؛ ليتسنى للقضاء ان يأخذ دوره.

وبصريح العبارة، ان العملية السياسية الجارية في العراق التي نتجت عن اسقاط النظام السابق من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، لم تحقق للعراقيين اهدافهم، التي لا تتعلق فقط بالممارسة الانتخابية المشكوك في سلامتها اصلا، بل بتحقيق العدالة الاجتماعية التي تستدعي ايصال المواطن الى حالة الرخاء المطلوب، لاسيما ان العراق يعد في طليعة الدول الغنية؛ ومع ذلك فان معدلات الفقر في تصاعد وتجمعات السكن العشوائي في اتساع افقي؛ لغياب أي سياسة اسكانية فاعلة، اما الموت اليومي بالتفجيرات والاغتيالات فحدث و لا حرج.

فما معنى الابقاء على عملية سياسية بائسة، تبقي على الموت والهلاك والخراب، وكي لا يساء فهمنا هنا نقول الا بأس من الابقاء على اسس العملية السياسية الصحيحة، التي قلنا انها تعني التداول السلمي للسلطة وصيانة حرية التعبير، و لكن ازاء هذا وبموازاته يجب تفعيل عملية الاصلاح والتخلص من التشرذم الطائفي والقومي و تعديل الدستور او حتى سن دستور جديد اذا تطلب، وسن قانون عصري للاحزاب والتخلص من نظام المحاصصة والمشاركة البغيض؛ الذي كانت نتائجه كارثية على بنية البلد واعماره ويوازي ذلك بالتأكيد انشاء اجهزة امنية مهنية يكون ولاؤها للإنسان ايا كان جنسه و تفكيره، وعدا ذلك وغيره فان التستر على مرتكبي الجرائم والمجرمين يعد جريمة بحد ذاته، ولا يمكن تسويغ ذلك حتى بدواعي الحفاظ على العملية السياسية التي ارى الا فائدة منها، بخاصة ان المواطن يرى مسلسل الموت اليومي يتواصل من دون انقطاع طيلة السنوات العشر الماضية، ولا يعرف احد متى ينتهي، ولن نعفي المواطن هنا من المسؤولية في تحمل الكارثة بسكوته عما يجري من جرائم ترتكب بحقه والاستهانة بدماء ابنائه المهدورة.

وما الفائدة من العملية السياسية اذا لم يجر كشف الملفات التي تسيء الى الناس اولا بأول، وعدم التهاون في تقديم مرتكبيها الى القضاء، والا نكتفي بالتلميح لها والاشارة اليها بانتظار ان يجد مرتكبوها فرصة للهرب الى بلدان اخرى والتمتع بمزايا جرائمهم واموالنا المنهوبة؛ فنكتفي نحن بإدانتهم والمطالبة بجلبهم من الدول الاخرى!



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة البنات .. طائفية النوع الاجتماعي
- -أكلونا- الفايروسات!*
- فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!
- مواشي الصومال و تمر البصرة
- موقف الحكومة العراقية من اللاجئين السوريين خطأ غير محسوب الن ...
- كي لا تتكرس الكراهية نمطا لحياة العراقيين
- وتبخرت آمال الحالمين بمئة راتب!
- فتاوى إلغاء الآخرين !
- الجولة الثانية من نزال الاستيلاء على شواطئ دجلة
- ملايين الناس بلا مأوى، و قصور الخضراء تستوطنها الكلاب!
- مأزق العملية السياسية المستديم
- الضرائب على الاستيراد، نهب لما تبقى في جيوب الفقراء
- يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي
- من عجائب العراق الجديد: أعطني أمنا ً واستقرارا ً، أعطيك فقرا ...
- هل تجري مطاردة الفساد فعلا؟
- ما الذي (يقبضه) العراقيون من القمة العربية؟
- شعب اعزل ونواب -مصفحون-
- الصراع النفطي الكهربائي ينبئ صيفا ً مميتا ً
- جهود الحكومة (لعدم) إصلاح الكهرباء!
- سياسة المتاجرة بالطوائف


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - التضحية بأرواح الناس لأجل سواد عيون العملية السياسة!