أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!














المزيد.....

فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 15:24
المحور: حقوق الانسان
    


في الوقت الذي تفشل القيادات الامنية في حماية أرواح الناس، والحفاظ على ممتلكاتهم ومحالهم، وفي الوقت الذي يصر بعضهم على مواصلة استعمال اجهزة كشف المتفجرات، التي اثبتت فشلها في كشف أي شيء! والتي اشتراها مسؤولون فاسدون، بالاستفادة من فرق السعر بين الاجهزة الاصلية والمزيفة، وتسببوا بالتالي في مقتل آلاف العراقيين، وكل ذلك يجري على حساب فقراء البلد الذين تتضاعف اعدادهم يوما بعد يوم. وفي هذا الوقت الذي يفترس الفساد آمال وطموحات العراقيين، ويصنف العراق في طليعة الدول الفاشلة، يصر بعض القادة الامنيين على ان يقحموا انفسهم في امور هي ليست من صلب اختصاصهم، فيحشرون انوفهم بمواجهة الخطر الداهم الذي اكتشفوه، بعد ان اخفقوا في حماية الناس من الإرهاب والجريمة المنظمة. . فما الذي اكتشفوه.. وما طبيعة هذا الخطر؟!
مربط الفرس في حديثنا، هو الاخبار التي تناقلتها بعض وكالات الانباء، من ان الحكومة المحلية في بغداد، قد أعلنت منع دخول النساء "السافرات" في عموم مدينة الكاظمية تلبية لطلب احد القادة الامنيين، الذي يقال انه شاهد في اثناء تجواله بالمدينة امرأة غير محجبة فطلب منع دخول غير المحجبات إلى عموم مدينة الكاظمية واسواقها.
و برغم ان الانباء اوردت ايضا، نفى مجلس محافظة بغداد، اصداره قرارا او تشريعا يلزم النساء بارتداء الحجاب كشرط للدخول الى مدينة الكاظمية ، مبينا، بحسب رئيس اللجنة القانونية في المجلس، ان "القرار هو ان يرتدى الحجاب أو العباءة داخل الصحن الشريف في العتبات الدينية سواء كان في مدينة الكاظمية ام النجف ام كربلاء أم سامراء"، برغم ذلك فان الموضوع اثار زوبعة من التوتر والمخاوف في عموم المجتمع، الذي يسعى جاهدا الى التخلص من جراحاته والعودة الى لحمته، لاسيما مع انتشار لافتات في مدخل مدينة الكاظمية وقرب السيطرات الحكومية، ترحّب بالقرار الحكومي القاضي بمنع النساء غير المحجبات من دخول المدينة، وقد اوردت الانباء بحدوث تلاسن واشتباك بالايدي بين احد الرجال و بعض الافراد بعد ان رفض زوج احدى النساء اجبار زوجته على ارتداء العباءة، صارخا، انه لم ينو زيارة المرقد بل جاء للتبضع فقط، الحادثة انتهت بحجز زوج المرأة لمدة 6 ساعات بعد ان تشاجر وتبادل الشتائم" بحسب ما ورد في الاخبار .
نقول، مكمن الخطورة تتمثل في ان القرار ليس الاول ولن يكون الاخير، فقد سبقته محاولة بعض الوزارات، اجبار الموظفات على ارتداء زي معين، ما ادى الى احتجاجات شعبية ومن منظمات حقوق الانسان، فلم يعمل به، كما نود التنويه الى الفتاوى التي صدرت مؤخرا، بحرمة انتخاب العلمانيين.
نود الاشارة، الى ان تلك القرارات المتخلفة وغير الانسانية تكرس الفتنة في المجتمع، وتؤدي الى تقسيمه وتصنيف الناس بحسب اهواء ورغبات البعض، حين يضع مسؤولون مشكوك في مؤهلاتهم انفسهم بمقام"الله" فيحللون ويحرمون على هواهم، مفتين بطريقة اللبس والآكل والمشرب، ونحن هنا لن نجادلهم بقضايا فقهية بشأن الحجاب الذي اختلف الفقهاء بشأنه اذ قال بعضهم، ان الاسلام لم يفرض الحجاب.
و يمكن الاشارة الى محاولات سابقة لتقسيم الناس لتحقيق رغبات الفاشلين الذين يديرون مؤسسات الحكومة، اذ سبق ان انشأ في النجف مصرف خاص بالنساء، و حذرنا في وقتها، من ان ذلك يؤدي الى التفكك الاجتماعي، اذ انه وبدلا من زرع الألفة والتآخي والروح الانسانية بين نساء ورجال العراق، فانه يكرس عوامل الاغتراب وسيادة مظاهر التقسيم والعداوة والبغضاء، وتكريس العنف وعدم الاستقرار.
و ليس بنا حاجة لإعادة التذكير، ان الدستور العراقي، لا يسمح بتشريع قوانين أو اصدار تعليمات او قرارات تخالف مبادئ الحريات العامة، والتي يعد الموقف من ارتداء الحجاب ضمنها، وان الامر يعد اذا صح خروجا على الدستور والقوانين الموضوعة التي اتفق عليها السياسيون، ويستوجب المساءلة وتدخل القضاء لمحاسبة مثيري الفتنة والكراهية بين فئات المجتمع.
هل بناء حاجة الى الاشارة الى تجارب الآخرين الذين برعوا في بناء مجتمعات متآلفة برغم الاختلافات الدينية والمذهبية والقومية، او ان نشير الى ما قاله، المفكر الاوروبي جان جاك روسو في (العقد الاجتماعي او مبادىء الحقوق الاساسية) ، من (ان تخلى المرء عن حريتة هو تخل عن صفتة كإنسان، عن حقوقة فى الانسانية بل عن واجباتة, فليس هناك اى تعويض ممكن لمن يتنازل عن كل شئ).

ان على المسؤولين الامنيين و عموم رجال الامن لدينا، وبدلا من ان يفتلوا عضلاتهم ويتباهوا برجولتهم، بوجه نساء ضعيفات لم يتسببن بأي ضرر لأحد وللمجتمع، اللواتي يرمن زيارة الكاظمية، ليمنعوهن من الدخول بذريعة انهن سافرات، الاولى بهم ان يكرسوا مقدرتهم وبطولاتهم الجديدة لإنقاذ الناس من القتل اليومي، ومظاهر الفساد الاداري والمالي ونهب اموال واراضي الفقراء، وان يفلحوا في اعادة الكهرباء واحياء المصانع وتشغيل العاطلين، وايقاف استيراد البضائع الرديئة من دول الجوار، كما عليهم ان يفلحوا في تخليص المناطق السكنية من اكوام القمامية وطفح المجاري وان .. وان .. لا ان يشغلوا انفسهم في منع الناس المتعددة المشارب والاهواء والديانات والافكار من دخول المدن تنفيذا لأفكار عن الشر والخير والفضيلة، لن تعشعش إلا في أدمغتهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواشي الصومال و تمر البصرة
- موقف الحكومة العراقية من اللاجئين السوريين خطأ غير محسوب الن ...
- كي لا تتكرس الكراهية نمطا لحياة العراقيين
- وتبخرت آمال الحالمين بمئة راتب!
- فتاوى إلغاء الآخرين !
- الجولة الثانية من نزال الاستيلاء على شواطئ دجلة
- ملايين الناس بلا مأوى، و قصور الخضراء تستوطنها الكلاب!
- مأزق العملية السياسية المستديم
- الضرائب على الاستيراد، نهب لما تبقى في جيوب الفقراء
- يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي
- من عجائب العراق الجديد: أعطني أمنا ً واستقرارا ً، أعطيك فقرا ...
- هل تجري مطاردة الفساد فعلا؟
- ما الذي (يقبضه) العراقيون من القمة العربية؟
- شعب اعزل ونواب -مصفحون-
- الصراع النفطي الكهربائي ينبئ صيفا ً مميتا ً
- جهود الحكومة (لعدم) إصلاح الكهرباء!
- سياسة المتاجرة بالطوائف
- الاغتيال الجماعي للعراقيين
- مسؤولون يسعون للاستيلاء على قصور صدام وتسجيلها بأسمائهم
- ضم مناطق جديدة الى بغداد تكريس للتخلف واعتراف بالفشل


المزيد.....




- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!