أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - ودع هريرة إن الركبَ مرتحلُ !؟؟














المزيد.....

ودع هريرة إن الركبَ مرتحلُ !؟؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


وداعا ً مدونتي في مكتوب !

- إلقاء النظرة الأخيرة قبل الوداع الأخير وقبل البكاء على الأطلال ! –

ما إن تغيب شمس هذا اليوم - السبت 30 مارس 2013 – حتى تبدأ جرافات شركة (ياهو) العملاقة في التقدم بخطى ثابتة وقاسية نحو سوق وشارع المدونات العربية في موقع (مكتوب) لتقوم بتنفيذ قرار الإزالة !.. قرار هدم وإزالة مدونات مكتوب من العالم الإفتراضي عن بكرة أبيها كما لو أنها خيول قد بلغت سن العجز والتقاعد وقرر صاحبها أن يتخلص منها بإطلاق النار عليها خشية الإملاق وكرها ً للإنفاق!!.... هكذا يبدو الأمر بالنسبة لي أنا المدون العربي صاحب مدونة (أنا ليبي مهاجر) في شارع مدونات مكتوب الآيل للسقوط أو بالأحرى - وبشكل أدق - الآيل إلى الإسقاط والإزالة بحلول يوم الغد الحزين !.. فإزالة هذه المدونات التي تحمل جزءا ً من تاريخ المدونين العرب هو إزالة من الذاكرة الإلكترونية الحية للبشرية المتمثلة في (شبكة الإنترنت) (الذاكرة الافتراضية لعالم اليوم)!.

كنت ُ منذ سبع سنوات ونيّف قد افتتحت مدونتي (أنا ليبي مهاجر) في مكتوب وكان شارع وسوق مدونات "مكتوب" يومها يضج بالنشاط والحيوية ويعج بالزبائن والزوار والمثقفين والأدباء والساسة والسوقة وأصحاب المحال من المدونين العرب من كل حدب وصوب وكل شكل ولون وكل جنس وسن!!... حيث تجاوز عدد زيارات مدونتي المليون زيارة... ولكن بعد ذلك بعدة سنوات انبلج عصر موقع التواصل الاجتماعي (وخصوصا ً الفيسبوك) الذي اكتسح عالم النت وكأنه سوق تنافسية حديثة جديدة وجبارة جذبت إليها الأنظار وشدت إليها الجيل الجديد من المدونين العرب الأحرار مما دفع بأغلب الزوار وأصحاب المدونات والمحلات في سوق مكتوب إلى الهجرة نحو هذه السوق الجديدة العجيبة أي سوق (الفيسبوك) !!.... وبالتالي بدأ موسم الهجرة نحو الشمال في العالم الافتراضي!.. من موقع "مكتوب" وشد الرحال نحو موقع "الفيسبوك" اللامع البراق الجديد !.. ليصبح شارع وسوق مدونات "مكتوب" شبه مهجور !!... ومع ذلك فإنني ظللت – كعادتي - أجلس كل يوم على مقعدي أمام دكاني ومدونتي في تلك السوق العتيقة وذاك الشارع القديم شبه المهجور في إنتظار الزوار المتجولين الذين أصبح حضورهم – بعد إفتتاح الفيسبوك – نادرا ً وشحيحا ً حتى بدا لي كما لو أنهم عابرو سبيل ضلوا الطريق أو أنهم سواح كبار السن يزورن بقايا مدينة مهجورة أو سوق عتيقة كاسدة!!.

اليوم – 30 مارس 2013 - وعلى وقع أصوات وهدير وضجيج تقدم جرافات شركة (ياهو) العملاقة أشعر بشئ كبير وكثير من الأسف والأسى وأنا أشاهد محلي ودكاني القديم وكل تلك المحلات والدكاكين العتيقة التي كان الزوار المتجولون والمدونون العرب الأوائل يجوبونها ويزورونها ليل نهار .. أراها اليوم وهي على شفير الإنهيار !!!.

أجلس اليوم وحيدا ً على مقعدي أمام محلي العتيق في شارع مدونات مكتوب القديم .. هناك لوحدي أترقب قدوم جرافات (ياهو) العملاقة لتتنفذ قرار الإزالة وتجعل المكان كما لو أنه ما كان !.... فبعد سويعات فقط من الآن ستصبح سوق مدونات مكتوب هباء ً منثورا ً!!! .... لذا قررت اليوم – وفي هذه اللحظات الحزينة - أن أجلس على مقعدي أمام دكاني العتيق – مدونتي (أنا ليبي مهاجر) - لإلقاء النظرة الأخيرة بحسرة مريرة على هذا المكان العتيق شبه المهجور !... هذا المكان الذي كان منذ سنوات يعج بالزائرين والمدونين العرب ويعج بالصخب والمناقشات والاتصالات .....إلخ ..... و اليوم هاهو (كأن القوم ما كانوا ) !!!.

بلا شك – أيها السادة والسيدات يا من تجوبون هذا العالم الإفتراضي الكبير والعجيب ! - يؤسفني ويحزنني أشد الحزن أن أرى مقالاتي وكتاباتي ومجهوداتي التي بذلتها طوال تلك السنوات تقع تحت وطأة عجلات جرافات (ياهو) الحديدية وهي تدوسها بلا رحمة وتمحوها بكلمة Delete الرهيبة !.. ولكن وسط هذه الحقيقة المريرة ليس أمامي من خيار سوى أن ألقي نظرة الوداع الأخيرة على مدونتي وعلى شارع مدونات مكتوب القديم الآيل للسقوط بل للإسقاط والإزالة بعد قليل .... ألقي تلك النظرة الأخيرة ثم لأقول : (وداعا ً مدونتي !.. وداعا ً شارع مدونات مكتوب العتيق !)..... ولكن .... وربما .... وبعد أن تـُنفذ الجرافات الهادرة قرار(ياهو) بالإزالة التامة سأجلس هناك !... نعم سأجلس وحيدا ً هناك في ذلك الخواء الافتراضي السحيق والرهيب ووسط بقايا ذلك الحطام الحزين والكئيب كما لو أنني شاعر عربي بدوي يهوى الوقوف على الأطلال القديمة ليبكيها بأشعار تنوح أسفا ًً وتفيض أنينا ً كأنها نواح (ناي) حزين!!... نعم فرغم أنني هاجرت إلى ديار الغرب الباردة حيث المادية والعقلانية الواقعية والحسابية تسيطر على نفوس الغربيين إلا أنني لزلت في أعماقي ذلك العربي القح المعتق الذي يحمل في طياته بل و وفي جيناته ذلك الشاعر البدوي البسيط الذي يطيب له أن يجلس على بقايا الأطلال القديمة يبكي ماضيها التليد أو يقف على مشارف الحي البعيد ليراقب بعينيه الباكيتين ذاك (الركب المرتحل) وهو يغادر المكان في صمت غريب !!... يقف هناك على مشارف الحي البعيد – وحيدا ً حزينا ً - ليودع (الأحبة) وهم يتوارون رويدا ً رويدا ً وشيئا ً فشيئا ً عن الأنظار وسط الصحراء القاحلة السحيقة كما لو أنهم سراب بعيد أو طيف خيال يتراقص وسط الرمال !!.. يُودعهم بنظراته الحزينة – وربما بتلويحة حارة من يده - وهو لا يدري هل رآوه وهو يفعل ذلك!؟.. هل أحسوا بوجوده حتى !!؟؟.. وهل من لقاء بعد ذلك الوداع أم لا !؟..... ثم وعند هجيع الليل يغادر المكان وهو يردد في أسف وحزن عميق : (ودع هريرة َ إن الركبَ مُرتحل ُ ** وهل تطيق فراقا ً أيها الرجلُ !؟).
ـــــــــ
سليم الرقعي
30 مارس 2013
اليوم الأخير في حياة مدونات مكتوب !.
http://elragihe2007.maktoobblog.com/956814/





#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإسلام دين أم إيديولوجيا !!؟
- الحلول الإنتحارية اليائسة لنظام عائلة الأسد!
- هل يمكن أن تكون لنا فلسفتنا الليبرالية الإسلامية !!؟
- حقيقة الصراع السياسي في ليبيا اليوم !؟
- الديموقراطية أكبر مكاسب للثورات ولكن بشروط!؟
- صديقي (المنسي) وذكرى ميلاده (المستحيلة)!!؟؟
- بقايا الطفولة والمعركة الخاسرة!
- إبادة جماعية لمدونات(مكتوب)بأمر السيد(ياهو)قريبا ً؟!
- ما الفرق بين التطرف والإرهاب !؟
- كيف تنصر أخاك ظالما ً أو مظلوما ً !؟
- إقرار الدستور المصري بنسبة ضعيفة أمر لا يبشر بالخير !؟
- الحلول لتحقيق الرفاهية الإجتماعية معروفة ولكن!؟
- جنون الإرهاب لا دين له ولا وطن !
- أنا أخاف على الثورة من (الثوار) أكثر من (الأزلام) !
- الإسلاميون وخصومهم لعبة شد الحبل أم كسرالعظم؟
- تهافت نظرية (الأزلام) لصالح نظرية (المتطرفين) في ليبيا !؟
- شتان بين عبد الناصر والقذافي !
- الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وحجم التحديات !؟
- نصر (الله) أم نصر (إيران) !!؟
- خطاب (هنيه) ذكرني بخطابات القذافي النارية !!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - ودع هريرة إن الركبَ مرتحلُ !؟؟