أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خالد الصلعي - اسرائيل تعتذر














المزيد.....

اسرائيل تعتذر


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 16:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اسرائيل تعتذر
**********
أن يتنازل بنيامين نتنياهو ويعتذر شخصيا باسم اسرائيل الغاصبة المعتدية ، فهذا يلزمه قراءة علمية دقيقة ، وخاصة علم النفس ، الذي يعلمنا أن الغاصب والمعتدي تشمئز نفسه لمجرد تصور مفهوم الاعتذار ، أما الاعتذار نفسه فهو بمثابة انتحار ، وكأن فعل الاعتذار له نفس مفعول تجرع جرعة زائدة من السم .
اسرائيل تعتذر بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات بعد الفعل الاجرامي المدان كونيا وفي جميع الأعراف الانسانية والمواثيق الدولية ، بعد هجومها الرعن على سفينة مرمرة التي كانت تحمل أفرادا خارج حسابات الحرب والقتل ، أفراد آمنوا بالعمل الانساني ، وعملوا على محاولة كسر العزلة الخانقة التي أجمع العالم كله على فرضها ، بما في ذلك الاخوة العملاء العرب ، من حكام وأنظمة .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هو ما هي السياقات السياسية التي دفعت وفرضت على حكومة نتنياهو الجديدة،وهي الحكومة الأشد تطرفا في تاريخ اسرائيل الأسود ؟ ، اذ تضم مجموعة من المستوطنين الذين سيزيدون حتما من توسيع مناطق الاستيطان ، وهو من أهم النقط التي أوقف بسببها أبو مازن مفاوضاته الشخصية -حسب تقديري- مع الكيان الصهيوني .
يبدو اذن أن هناك ترتيبات جديدة جاء بها السيد أوباما الحمامة المتوحشة ، واعدا اسرائيل بأشياء أجل وأعظم من مجرد تنازل واعتذار وتعويض ، ففي علم السياسة كل حركة لها ثمنها ، وحركة الاعتذار هاته من وجهة النظر الصهيونية التي يمثلها منظر ومنفذ سياسات الاستيطان وابتلاع الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان الأصليين من منازلهم المملوكة أبا عن جد ، واعادة اعتقال المفرج عنهم وعلى رأسهم سامر العيساوي ، يختفي وراءها عائد سياسي كبير لامحالة .
وأول بوادر هذا العائد السياسي هو دعوة أوباما شخصيا الى فتح قنوات الديبلوماسية العربية في وجه اسرائيل ، وهي بلغة أخرى اماطة اللثام عن العلاقات الخفية بين معظم الحكومات العربية وبين اسرائيل ، فغير خاف على المتتبعين أن العلاقات الاسرائيلية العربية بعدمعاهدة كامب دايفد أصبحت مفتوحة ،وتمكنت من فتح قنصليات وسفارات في أكثر من دولة عربية ، من مصر الى قطر ، مرورا بالمغرب وتونس ، وغيرها من الدول العربية بما في ذلك المملكة السعودية عبر بعض أمرائها كالوليد بن طلال .
أما السلع الاسرائيلية بما في ذلك ثمور فلسطين والأقلام الملونة والبذور والأقمشة والسلاح فحدث ولا حرج ، بمعنى أن العلاقات تجاوزت الخط السياسي الى الخط التجاري وتبادل الخبرات .
لكن جميع هذه الحالات تبقى دون ما يعانيه الفلسطيني من ذل وحصار وعنصرية وتهويد ، وهذا هو ما تبحث عنه اسرائيل حاليا ، هو اغتيال القضية الفلسطينية عربيا والاجهاز عليها بعد صعود زفرات حشرجة القضية الفلسطينية . وهذه غاية كما يبدو أصبحت قريبة حسب الحسابات السياسية للأنظمة العربية بتوافق مع النظام العالمي الجديد .
ويبقى رهان تطويق ايران المنغص الأشد ايلاما لاستراتيجية اسرائيل للهيمنة على المنطقة ، فالدول العربية دول تابعة ولا حول ولاقوة لها ، تأتمر بأوامر غيرها برغم زلزال الثورات العربية المباركة ، اذ أن استراتيجية الخبراء الدوليين ؛الأمريكيين والاسرائيليين بخاصة ؛ تقتضي الاسراع بتثبيت بعض الرهانات والتوافقات والاتفاقيات قبل أن تنهض الشعوب العربية ثانية ، فادامة الصراع السوري السوري ، وفوضنة مصر ، وانحسار الاصلاح في جميع الدول العربية ، كان المقصود منه وما يزال هو تثبيت معادلات على أرض الواقع ، وهي معادلات تخدم في الأساس الول الاستراتيجيات الاسرائيلية والأمريكية ، ضدا على رهانات الشعوب العربية ، واثباتا لقدرة دول الاستكبار العالمي على الالتفاف على ارادة الشعوب وان قامت بالثورة ، وهذا ما يؤكده واقع الحال العربي .
اسرائيل تصنع مجدها ، ولا يضيرها أن تعتذر لتركيا ، وتعوض الضحايا ، فمستقبلها أغلى من اعتذار وان أتى من شخص مزهو ومختال بذاته وبقوميته وبانتمائه ، فالسياسة لا تعترف بالنرجسية ، بل تتطلب قوة الشخصية ، وهذا ما نفتقده في حكامنا ، وليس قادتنا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال القضاء واستغلاله، في المغرب أي علاقة ؟
- بين الثورة والثقافة -1-
- المغرب بين الدستور الجديد وعقل الحديد
- الارهاب حالة دولة
- ما زال للورد عطره
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع-1-
- رسالة تحذير
- أمطار الجحيم -27- رواية
- كان يمكن أن .....
- من يحكم المغرب ..؟
- المرأة في المجتمع العربي
- أنت كل السنة
- دعاة أم طغاة -1-
- حبات المطر والأفكار -قصة قصيرة -
- الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خالد الصلعي - اسرائيل تعتذر