أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الصلعي - كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-














المزيد.....

كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 19:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-
********************************
ها هو التناقض يفجر مداليله دون مراوبة أو دوران ، على مدرج الرمز السوري ، فبعد لحظات من الزمن فقط ، أنكرت بريطانيا التي كانت من الدول الأكثر تحمسا لمساعدة الثوار السوريين بالأسلحة النوعية بعد تلكؤ الولايات المتحدة الأمريكية، ارادة وزير الخارجية الفرنسي بتسليح المعارضة بما يتطلبه الموقف العسكري من أسلحة كفيلة باحداث اضافة نوعية على ما يقدمه الثوار من بسالة وشجاعة على الأرض .
لكن سرعان ما جاء رد رئيس الوزراء الانجليزي نافيا لمزاعم وزير الخارجية الفرنسي ، واضعا موقف الغرب عموما على مبضع الحقيقة ، فالملف السوري ملف تتقاذفه مجموعة من الاستراتيجيات ، تأتي على رأسها استراتيجية التدمير ومحو الهوية وافقاد سوريا رمزيتها التاريخية ، باعتبارها النواة الأولى للدولة العربية تاريخيا . والحاقها بخراب العراق ، الذي كلف الولايات المتحدة الأمريكية الشيئ الكثير ، وخسرت بسببها تسويقاتها الأخلاقية والانسانية ، مما جعلها تفقد رصيدا هاما من الاحترام الأممي سواء على الصعيد المؤسساتي -الدول- أو على الصعيد الشعبي ، بالاضافة الى الاستنزافات المالية التي ارهقت الميزانية الأمريكية وكانت من الأسباب المباشرة للأزمة المالية والاقتصادية التي شلت الولايات المتحدة الأمريكية الى يومنا هذا .
لكن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية ، وبفعل غباء النظام السوري الذي كان بامكانه أن يتجنب مهازله التي أدخلته التاريخ الأسود من بابه الخلفي ، مكن الغرب مما كان يخطط له قبل سنوات طويلة وكان عليه أن ينتظر زمنا غير محقق من حدوده كي يصل الى ما صنعه النظام في شعبه وحضارته ورموزه واقتصاده في مدة تقل عن المدة التي يمكن أن يقطعها المستعمر الأجنبي لتدمير سوريا.
ومازاد الطين بلة هو هذا التدفق المدروس للقوى المتشددة والخارجة عن منطق التاريخ والعصر ، وامدادها بأسلحة أكثر تطورا مما يملكه الجيش الحر ، وهو ما يجعلنا أمام اختراقات استخباراتية لا قبل لصراع داخلي بها ، يتم التنسيق بينها على مستويات أعمق واكثر تعقيدا .
ولا تقف معطيات التناقض عند هذا الحد ، فالمعارضة السياسية في الخارج ابانت عن اختلافات جوهرية في تعاطيها مع القضية الأساس التي يُفترض أن تجمعهم منذ البداية على أفق سياسي يمتلك الحد الأدنى من الاجماع . لكنهم لا يزالون الى اليوم مصرين على الاختلاف والخلاف ، وآخر هذه الاختلافات والخلافات كان رفض السيد أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري تشكيل حكومة منفى ، في تساوق عجيب مع ارادة الولايات المتحدة الأمريكة ، وفي تناقض صريح مع توجهات الجامعة العربية على علاتها وعوراتها ، والتي أسندت كرسي سوريا النظام الى ممثل الائتلاف الوطني السوري.
هي صورة واضحة للتشققات الكبيرة التي تعرفها القضية السورية على جميع المستويات ، واذا ما عكسنا هذه الصورة نجد ايران وروسيا والصين في مواقفها أكثر انسجاما وتناغما ، مما يجبرنا على ابداء ملاحظة مهمة في هذا الشأن ، فروسيا التي كانت تعرف قبل أشهر تواريا وانكفاء على صعيد السياسة الخارجية ، وجدت نفسها فجأة في مقدمة الدول التي تتعاطى مع الملفات الدولية ، وتدرجت بتسلق منقطع النظير مدرجات السياسة الدولية ، وكأن هناك نية خفية في فرض توازن ديبلوماسي دولي لاطالة الأزمة والنكبة السورية ، ضد أي منطق انساني ودولي ، رغم الفظائع المرتكبة في حق الانسان السوري وتاريخه وحضارته الضاربة في عمق التاريخ الانساني .
ليس صعبا على الشعب السوري أن ينهض من جديد ، لكنه كي ينهض عليه أن يقرأ الخارطة كاملة ، في أدق تضاريسها ومنعرجاتها ، ويؤمن حدودها بشكل دقيق ، فاللعبة نظريا دائما ما تكون في يد أهل الدار ، وأهل الدار أدرى بزوايا الدار وبتفاصيلها وطوابقها .وعلى الشعب السوري الذي يقاتل في الداخل أن يستفيد من هذه التناقضات ويخرج من جراحاته العميقة أكثر انتباها وحذقا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع-1-
- رسالة تحذير
- أمطار الجحيم -27- رواية
- كان يمكن أن .....
- من يحكم المغرب ..؟
- المرأة في المجتمع العربي
- أنت كل السنة
- دعاة أم طغاة -1-
- حبات المطر والأفكار -قصة قصيرة -
- الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد الصلعي - كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-