أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-














المزيد.....

ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-
***********************
أصبح واقعنا الراهن يجنح الى ابداع واقع لا علاقة لنا به في المعايشة اليومية ، ولاختصار المسافة ، سأحاول تكثيف التمثيل بهذا الواقع الى حدوده القصوى . يمكن أن نخضع العالم العربي الى تشريح قد يشمل علاقاتنا اليومية ذات الأفق الجامع ، وسأختار من بينهما ثلاث نماذج :
1-النموذج الأول يتعلق بالحقل الديني
2-النموذج الثاني يتعلق بالحقل السياسي
3-النموذج الثالث يتعلق بالحقل الاجتماعي
وقد يبادر أحدهم الى الادعاء أن النماذج الثلاثة تنفتح على تجارب قد لا تحصرها دراسة نظرية ما أو واقعية ، فضلا عن كونها حقولا قد تختلف ضمن مجتمع أو دولة عربية ما ، فكيف ندعي القبض عليها في اختلافاتها وتعدداتها .
وهو رأي صائب الى حد ما ، من جهة علم الاجتماع في فروعه المختلفة ، وهذا ما لا نزعمه ، وغاية مقصدنا ، الاشارة والوقوف عند الجوامع التي لا يمكن لأحد أن ينكرها في هذه الحقول ، والتي تحكمنا جميعا كأوطان وشعوب عربية اتصالاتها أكثر من انفصالاتها ، وخاصة في عصر انتصار مال البترول بتواطؤ مع سيطرة الشركات الكبرى والأنظمة العربية التي أصبحت تواطؤاتها مكشوفة ، بعد أن أماطت الثورات العربية المباركة حجب ما كان لا يتداول الا في النشرات الاخبارية الضيقة الانتشار .
ولكي نفهم ابداعية الواقع لا بد من استحضار الفاعلين في هذا الواقع ، انطلاقا من نظرية/حقيقة الترابط الكوني والفعلي ، وتأثير جميع البنيات سواء مادية كانت أو معنوية في بعضها البعض ، عبر قنوات لا متناهية من التشابكات والتداخلات والتفاعلات المباشرة وغير المباشرة ، والتي تنتج في النهاية مستويات العلاقات التي نباشرها يوميا في حياتنا العملية وغير العملية .
1-ابداعية الدين خارج حقل الدين
***********************
الابداع هو انزياح عن المألوف والمتوارث ، حتى وان كان انزياحا خارج الضوابط المتعارف عليها ، فهو يصبح ابداعا سلبيا ، كما بحث في ذلك باقتدار ابداعي الروائي الايطالي أمبرتو ايكو في مقال له عن جمالية القبح ، واستشهد بالمشهد الدموي العنيف لصلب المسيح . والذي يعتبر في أدبيات الديانة المسيحية أجمل مشهد لتمثيل ظاهرة الخلاص والفداء من أجل الآخر . في حين قد يراه غير المسيحي افراطا في العنف والتنكيل .
من هذا المنظور يمكن البحث اليوم في ابداعية المقولات الدينية والفتاوي التي أصبحت أكثر من منتوجات الأقمشة والمواد الغذائية في العالم العربي تداولا. حيث اصبح اللون الأحمر هو اللون الغالب على صور المشاهد التلفزية والوسائط الاعلامية ، وغدا الرمز السيميائي الأشد حضورا في كتابات الكتاب بجميع شرائحهم . فلكي يواكب المثقف العربي نبض عصره عليه أن يتحدث أو يشير الى ما يحيل الى الدم ولونه ، تأثرا بالخطاب الرائج الذي يسوقه واقع الحال العربي ، منذ سنتين . نحن هنا أمام تفاعل طبيعي بما يطبع المحيط والمجال من أحداث تنعكس حتما ، بطريقة أو بأخرى على الأعمال الابداعية ، على اعتبار أن الابداع هو شكل من أشكال رؤية الواقع وتجاوزه في آن .
القتل ، التكفير ، التفجير ، التخوين ...الخ بعض المصطلحات التي تحوم حول اللون الأحمر ، وهي مفردات خارجة من عباءة الدين كما يفهمه ويسوقه الكثير من المرضي عليهم من الجهات التي وجدت في هذه الالية استثمارا اكثر مردودية من الاستثمارات التقليدية ، خاصة وهي ما تزال تحتفظ بمرجعيات تاريخية شاهدة على استغلال الدين من أجل التحكم في الثروات المادية والرمزية .
لم يعد الدين هو ذلك السمت المتسامي ، والمتن المقدس ، بل أصبح في ظل الحقائق الواقعية ، مبررا للارتداد الى عصر الوأد والغارات الليلية ، انه دعوة صريحة للحرب ، بعد ان كانت الحرب حسب النص القرآني امكانية يجب الاستعداد لها ،كمؤشر على الصحوة الدائمة .
هذا القلب والابدال في المفاهيم والمبادئ ، ليس قلبا اعتباطيا ، انه قلب مؤسس عبر سنوات من التهييئ والبرمجة ، وعبر قوى غير مباشرة ، أثمرت ثمرها الحنظل في زمننا الرخو والعبثي . فأبدعت بطريقتها واقعا لا يسعنا الا أن نتعامل معه بابداعية مضاعفة للانتصار عليه .
وعوض أن تنتصر الفتاوي للمقاصد الرفيعة والنبيلة ، كالبحث عن سبل التخفيف من حدة البطالة والعطالة والانحراف على جميع المستويات وفي جميع الميادين ، نتابع قبيلة المفتين في جميع الدول العربية ، وهي تجهد نفسها في تفسير رضاعة الكبار ، وشرعنة استعانة الفتاة بالجزرة ، واعتبار المرأة عورة باطلاق العبارة ، والتباري في تحديد مقاييس الخمار بالسنتيمات والانشات ، وتكفير من يتشهد بالشهادتين مع حرمة ذلك نصا وتأويلا ، قرآنا وسنة .
هذه الاختلالات/الانزياحات/ المجازات ، على علاتها وسخافاتها ، هي ما نتداوله اليوم ، كافرازات معرفية وحوارية ومعيشية . وهو ما ينطبع في الخامات النفسية الباطنية لوعينا ولاوعينا ، شئنا ذلك أم ابينا . انها التفاعلات الدونية التي تبدع فينا تجلياتها واستيهاماتها ، وتفرض على المبدع أن ينظر اليها كل من زاوية نظره ، و تضطره انطلاقا من حمولته المعرفية وقصديته الفنية أن يعالجها المعالجة التي تناسب رؤيته الى الوجود والحياة ......يتبع



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداعية الشعر والواقع المبدع-1-
- رسالة تحذير
- أمطار الجحيم -27- رواية
- كان يمكن أن .....
- من يحكم المغرب ..؟
- المرأة في المجتمع العربي
- أنت كل السنة
- دعاة أم طغاة -1-
- حبات المطر والأفكار -قصة قصيرة -
- الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية
- أمطار الجحيم -24- رواية


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-