أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصلعي - دعاة أم طغاة -1-















المزيد.....

دعاة أم طغاة -1-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 23:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعاة أم طغاة -1-
************
ان الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة) هذا ما نص عليه امام السلفيين نفسه ، والعالم بالدين ليس كالناسخ لتعاليم الدين ، وليس القصد هنا الالمام بجماع معارف الدين وعلومه ، أصوله وفروعه ، بل يكفي الوقوف على فلسفته العامة ، دون الادعاء بفقهه ، لأن أعلى مراتب العلم هو الفقه ، وفوق كل ذي علم عليم .
من خلال مقولة الفقيه الحنبلي ابن تيمية ، يتبين أن العدل هو أساس ازدهار الأمم ، والظلم هو ركيزة خرابها . فالقضية في مجملها بسيطة ، لكن تفصيلاتها هي ما تجعلنا نتوه أحيانا عن الطريق السوي .
والعدل مرتبة من أسمى مراتب الدين ، فقد جعله الله أقرب الى التقوى ، والتقوى قد تصل بالمرء مرتبة الحلول ، فيحل الله في خلقه حلولا لا يدركه غير سواه ، اذ يصير سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، وان سأله يعطيه ...كما جاء في الحديث القدسي .
ان فكرة او مقولة أو سمة العدل تعتبر أساس البناء لأي مجتمع يطمح الى التطور والازدهار ، فكل دولة منحطة ومتخلفة ، صار لزاما أن يكون العدل منتفيا فيها ، والظلم سيد علاقات أفرادها .
لكن هل هناك مجتمع يرضى بذل الظلم وهوانه ؟ ربما . والتجربة العربية أكبر دليل .
فقد صعد فجأة مذنب السلفيين في الوطن العربي ، وتسيدوا بوديوم الافتاء ، الى درجة الفوضى والسيبة ، وتجرأوا على مواضيع لا ينبغي لهم أن يقتحموها ، وتجادلوا فيما لا يفقهون فيه علما ولا بينة الا بتعصب ذميم وجاهلية عالمة .
ويبدو ان السلفيين المعاصرين هم أبعد الناس عن اصول الدين ، بابتعادهم عن أصل الأصول وهو القرآن الكريم . فحين تستمع الى من يستبيح دين أخيه المسلم لمجرد اختلاف في الرأي أو الموقف ، ضاربا عرض الحائط قول الله تعالى ، " مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً " المائدة 32 ، فانك تشك في قراءته القرآن وفهمه حق فهمه . كما ان رمي الناس بالكفر يعتبر من الموبقات ومن الكبائر التي نهى عنها الرسول الكريم ، ولنا في هذا الحديث خير دليل :"ومن دعا رجلا بالكفر ، أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ، أي رجع عليه ما قاله، وفي رواية لهما من رمى مؤمنا بالكفر فهو قتله " كما جاء عن الشيخين .ولنا في قصة خالد بن الوليد وأسامة بن زيد أكبر درس على ترك ما في القلوب الى من يعلم السر وأخفى . فمن آياته أنه " لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ.....الأنعام . أو ، " وما جعلناك عليهم بجبار = وما جعلناك عليهم بحفيظ = وما جعلناك عليهم بوكيل ....
واذا كان النبي العظيم نفسه لم يؤت سلطان الجبر والارغام على عباد الله ليدخلوا الاسلام عنوة وغصبا ، فهل يمكن لغيره ولو كان من أقرب مقربيه أن يدعي ذلك ؟ . فالله سبحانه وتعالى يخاطبه عبر آيات عديدة ويقول له : ما أنت عليهم بمسيطر ، الا من تولى وكفر ، فيعذبه الله العذاب الأكبر " ، فالعذاب هنا في مسألة الكفر والردة هي من اختصاص الخالق وحده ، اختص بها ذاته ، لأنه هو القهار فوق عباده ، والعقاب من شأنه ولم يوكله احدا في مثل هذه الأمور . بل ان عظمته نهتنا سب من يدعون من دونه في قوله :"وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ......الأنعام .
هنا يتحقق مبدأ هام جدا ، هو مبدأ النأي بالنفسي عن كل ما من شأنه ان يثير العدو فيستثيره لما هو أكبر وأجل ، لأن أفعال الانسان تخضع لمبدأ التطور ، وان أخذ هنا هذا التطور مظهرا سلبيا .
ان من يدعي الوصاية على العالمين يخالف شرع الله ، ويعاكس مشيئته ، اذ " وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ.....الأنعام .فان كان هذا التوضيح والتبيين لمن بعثه رسولا للعالمين مبشرا ومنذرا ، فكيف اختص بعضهم نفسهم للعب دور البطولة في فيلم لم يرشحه أحد للعب بطولته ؟ . أم نقول كما قال سبحانه وتعالى :"وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا.... "الأنعام ، أو " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(204)وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ(205) البقرة .
ان فهم الدين هو فهم للدنيا ، واستشكال الدين هو استشكال للدنيا ، فثثنائية الدين والدنيا متلازمتان عند المؤمن ، وهذا التلازم يلزمه فهم ووعي بمقتضى الآيات وسياقها وأهدافها العليا ، فالقرآن مثلا هو فرقان بين فيه سبحانه وتعالى وفصل كل ما يهم الانسان في حياته وآخرته ، حتى اذا لج أحدهم في لهوه واتبع هواه ، قلنا له " لكم دينكم ولي دين " ، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه .
أما أن ندعي الدعوة الى دين الله بالعنف والشدة والغلظة ، فتلك آفة معظم السلفيين ، "ولو كنت فظا غليظ القلب ، لانفضوا من حولك ، وقبل هذه الآية يقول تعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم ..." ، فحتى الرسول عليه الصلاة والتسليم ، رحمته تعالى هي المسؤولة عن لين قلبه . وهنا وجب التنبيه الى تخصيص الأنبياء والرسل بالرحمة الخاصة ، وهي رحمة مسندة اليهم بفعل رسالتهم العالمية ليبلغوها على أكمل وجه . فهل يبلغ السلفي رسالته التي عليه أن يبذل فيها قصارى جهده للوصول الى مرتبة الرحمة ، كي يتراحم بمن حوله عوض أن يعيث في الأرض فسادا وهو يظن نفسه مصلحا . فحق عليه قوله تعالى :" ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 ) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ( 13 ) البقرة ...يتبع



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبات المطر والأفكار -قصة قصيرة -
- الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...
- للفراغ أن يخطو
- في انتظار الشمس
- أمطار الجحيم -25- رواية
- أمطار الجحيم -24- رواية
- حر أنا مني
- تسفيه العمل السياسي بالمغرب
- سامر العيساوي والقضية الفلسطينية
- في مفهوم التواضع-2-
- جلباب المخزن المخروم ، وعري المجتمع الفاضح
- أمهليني.....
- حركة 20 فبراير : المنزلقات الموضوعية
- عيد ميلاد ديكتاتور


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الصلعي - دعاة أم طغاة -1-