أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - المغرب بين الدستور الجديد وعقل الحديد














المزيد.....

المغرب بين الدستور الجديد وعقل الحديد


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 17:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الحديد لا عقل له ،وهو معدن يرمز الى التحجر والثبات ، وحين يعروه الصدأ يبدأ في التفتت من تلقاء نفسه .
لن ننكر تفتت المخزن كقوة حديدية تستأسد بمصير المغرب وأهله ، رغم محاولته تسويق مغرب الحقوق والمواطنة والديمقراطية بعد أن أرغمته الحركات الشعبية الممثلة في حركة عشرين فبراير على التنازل جزئيا وصوريا عن بعض قبضته الصلبة .
لكن لاشيئ تغير في صيرورة الحياة المغربية من جهة تفعيل الدستور ، وتأهيل المعارضة الرسمية ، أو التنازل قليلا عن عنجهية الدولة المستبدة .
وخير مثال على ذلك استعانته في الأدوار المدنية بنفس الطاقم القديم لأخلص خدامه وموظفيه ، كالسيد محمد العربي المساري الذي وضعه على رأس اللجنة الوطنية لاصلاح منظومة قوانين الصحافةوالنشر ، والسيد اسماعيل العلوي على رأس اللجنة الوطنية للحوار حول المجتمع .
وعلى الرغم من كوننا لا ننطلق من منطلق التحامل على الرجلين ، الا أن وضع النقط على الحروف من تحت ومن فوق يبقى الهم الساس الذي يدفعنا الى النظر في مثل هذه القضايا ، لطرح تساؤلات كثيرة تثار في هذا الشأن.
فمعلوم أنالرجلين تقلدا مناصب رسمية وحزبيةومدنية في مراحل طويلة من المغرب الحديث ، ومثلهما من جيلهما لم يقدما للمغرب كوجود اجتماعي وكظاهرة قابلة للتطور أي اضافة يمكن الارتكازعليها للاستئناس بها في اسناد مثل هذه المهام في مغرب 2013 ،اللهم تكريس المكرس ، والحفاظ على المحافظة التي عرف بها الرجلين .
نعم كان للرجلين دور في حزبيهما كقياديين بارزين ، لكن لم يعرف عنهما أي محاولة لتطوير منظومة من المنظومات ، فحتى مشروع القانون الذي حاول تمريره السيد محمد العربي المساري لاصلاحالاعلام ، وقت توزيره على قطاع الاعلام المغربي ، تم سحبه منه واخراجه من حكومة عبد الرحمان اليوسفي ، ولم يدافع عنه حزبه لتحيين مشروعه الاصلاحي .
لكننا اليوم نتحدث عن منظومة اعلامية مغايرة ، يعتبر فيها الاعلام الرقمي القاطرة التي تحرك مجال الاعلام برمته ، وأصبح فيه الاعلام التقليدي متجاوزا ، مما يفرض عمليا على القائمين على اصلاح منظومة الاعلام الاستعانة بكوادر مؤهلة ومدربة على الاعلام الرقمي والتقني ، مسايرة لنبض العصر في تفجراته المعلوماتية وابتكاراته الاعلامية ، وتطورات رؤاه وأهدافه المتوسطة والبعيدة . فهل يمتلك السيد محمد العربي المساري لهذه الآليات مع احترامنا لشخصه ؟
قد يقول قائل أن للرجل شأوا بعيدا في ممارسة الاعلام ،وهذا لن ينكره أحد ، لكن طبيعة العصر تفترض ليس تجربة طويلة في ممارسة الاعلام ، بل قدرة على مواكبة تطوراته وصراعاته ورهاناته الكبرى ، وليس الوقوف على تجربة استنفذت طاقاتها وجهودها ومفاعيلها ،وهذا لايعني التقليل من قدرات الرجل ، بقدر ما يعني أن هناك طاقات جديدة على مغرب اليوم أن يستفيد منها ويفتح لها آفاق مستقبله .
أما السيد اسماعيل العلوي ،فلم نعرف له مؤلفات تعالج قضايا المجتمع ، ولا مبادرات تصب في تأهيل المجتمع ، أو تصورات تفيد المجتمع ، اللهم كونه رجل تعليم تدرج في أدراج حزبه الى أن أصبح أمينا عاما له ،رغم ضعفه واسناده من قبل الدولة ، ولا أدل على ذلك من اخفاقه الشخصي والحزبي في الانتخابات التشريعية الأخيرة . فهل يمكن لمن فشل في استمالة المجتمع المحلي أن يخدم المجتمع الوطني ؟ انها قمة العبث ، وعنوان واضح على منطق التعيينات الذي لا يزال يرهن مغرب اليوم والغد الى عقلية الأمس .
بهذه التعيينات وهذه السياسات لن يسير المغرب قدما أبدا ، والعجب العجاب ، ودهشة الدهشات أن تمر مثل هذه الأمور على جميع مثقفي المغرب مرور الغياب والعدم وكأن شيئا لم يحصل . صدئ الحديد وها هو الفراغ يملأ جدران المغرب ، فهل من معدن جديد ؟



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب حالة دولة
- ما زال للورد عطره
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع-1-
- رسالة تحذير
- أمطار الجحيم -27- رواية
- كان يمكن أن .....
- من يحكم المغرب ..؟
- المرأة في المجتمع العربي
- أنت كل السنة
- دعاة أم طغاة -1-
- حبات المطر والأفكار -قصة قصيرة -
- الديمقراطية العربية بين النظرية والواقع
- العدالة الانتقالية وضرورة التجاوز
- أمطار الجحيم -26- رواية
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي-1-
- أين المواطن ؟
- هذا الوطن لنا
- هوامش التفكير -1- محاولة لخلخلة المفاهيم الثابتة عن مركزيةال ...


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - المغرب بين الدستور الجديد وعقل الحديد