أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية















المزيد.....



التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التمايز قائم بين المؤسسات الدينية التي تنظم انتاج واعادة انتاج الفكر اللاهوتي في العراق وبين الجماهير الشعبية المؤمنة ، فالمؤسسة الدينية – مؤسسة انتاج فكري تخضع للطبقة المهيمنة على الانتاج المادي من جهة وتتميز بمصالح مادية مغايرة لمصالح الجماهير الشعبية ..... وهي تنخرط في علاقات الملكية القائمة ونجدها اما مالكا اقطاعيا ( الأوقاف و الحبوس ) او طرفا منخرطا في العلاقات الرأسمالية . وتمثل المؤسسة الدينية فئات وطبقات اجتماعية لها مصالح اقتصادية و سياسية ، وتستمد مواردها من الدولة وتبرعات المؤمنين والموارد الذاتية وتنتمي عادة الى مذهب محدد قد يكون نفس المذهب الرسمي للدولة ( تختلف المذاهب في الفقه والاجتهاد اي في الشريعة الاسلامية ) ، ويلعب الطابع الطبقي لسلطة الدولة وسياستها في الميادين الاجتماعية والاقتصادية الدور الاساسي في تحديد العلائق مع المؤسسة الدينية . وتضم المؤسسة الدينية مراجع كبيرة رئيسية ( كآيات الله ) ومجتهدين وحجج اسلام واتباعا واتقياء ورعية لكنها ليست كلا متجانسا ولعبت على امتداد التاريخ الأدوار المتفاوتة في السعة والمضمون السياسي و الاجتماعي . بمعنى آخر ان المؤسسة الدينية تعني مجموع المراكز المقررة ( المراجع ) ومؤسساتها العلمية ( الحوزات ) والاقتصادية ( املاك الوقف ، الثروات الشخصية ، ....) والفكرية ( الأجتهادات الفقهية والآراء السياسية والاقتصادية التي تدرس في الحوزات ) والجماهيرية ( المقلدين والاتباع من المراتب الدينية ومن الناس ). اما الحسينية فهي المؤسسة الدينية الشيعية التي يأمها الشيعة في شهر محرم الحرام حزنا على استشهاد الامام الحسين ... ويربو عمر حوزة النجف الاشرف العلمية على 10 قرون ، وتعرض طلابها الى التصفيات والسجن والتشريد في ظل العهد الدكتاتوري البائد كما حرم اساتذتها ومراجعها الدينية من نشر رسائلهم العلمية وكتبهم الفقهية .... وعليه المؤسسة الدينية مجموعة ضغط ولوبي مستقل قوي نسبيا ، وسبل حصولها على القيم المعيشية تلعب الدور المهم في تحديد سلوكيتها السياسية والأجتماعية الأساسية . وقد جددت العلاقات العشائرية في الدولة والمجتمع ابان العهد الدكتاتوري البائد النزوع الغيبي والوعي الديني باشكاله الرجعية والسلفية وخضوع الانتاج المادي لتقلبات السوق الرأسمالية وعدم قيام البورجوازية الوطنية بأي مسعى للعلمنة مع طغيان الاشكال البورجوازية الطفيلية والكومبرادورية ... واستخدمت العشائر مضايفها كجوامع وحسينيات ، ولكن عموما بقت العشائر يحكمها القانون العشائري والعرف العشائري اكثر مما تحكمها الشريعة كما طورها وفسرها الشيعة الاثناعشر ومراجع الشيعة العظام . وغدت المؤسسة الدينية الركيزة الآيديولوجية للرأسمال التجاري في العراق .... وباتت تربة الغيبية تضرب جذورها عميقا في المجاهيل والحياة الاجتماعية والطبيعة بسبب الفراغ السياسي والقمع الشمولي وهشاشة المجتمع المدني والبعثنة والعسكرة والتعشير... ورغم ان التحديث الرأسمالي ينقض كالصاعقة على دعة الحياة الراكدة البليدة ويقذف بها الى لجة التغيرات العاصفة مولدا براكين السخط الا انه يحتفظ بكمون بقاء واستمرار تاثيرات الفكر الغيبي .
مثلت الحركة الشيعية تطلعات الجماهير الشعبية الكادحة وصبواتها بوجه العلاقات العبودية – الاقطاعية على امتداد دولة الخلافة الاسلامية واقامت دولا لم تخرج من اسر هذه العلاقات لتتوافق المؤسسة الدينية قرونا معها .... يقول لينين " ان الاحتجاج السياسي تحت الغطاء الديني هو ظاهرة مميزة لجميع الشعوب في مرحلة معينة من مراحل تطورها ". ويجري الميل الى اطلاق لفظ الشيعة على التيار الروحي في الاسلام الذي يحاول ايجاد قيم روحية مؤولة عن نصوصه الظاهرة مثل جماعة اصحاب الحرف المسلمين ونظام الفتوة ، وجميعها قامت على شعائر رمزية وقواعد ذات صيغ شيعية عربية و فارسية وتركية . ويعتبر سلمان الفارسي الشيخ الاكبر للنقابات الاسلامية ، والحلقة المفقودة الضرورية بين محمد وعلي ، ورابع مشدود حيث شد من 17 الى 57 من الاسطوات مؤسسي النقابات الاسلامية ومسندي الطرق الدينية المختلفة ونظرات الغنوصية ، وخرجت منه حركات التصوف التي استقوت بالحلاج والسهروردي المقتول .
ولد الفصل السياسي والثقافي في الاسلام وانتعاش الفرق الاسلامية الارثوذكسيات المتنافسة والصيغ الجامدة والضيقة للدين وروحانيته و تعاليه ، خاصة عند المدن الكبرى والطبقات العليا والوسطى . وباتت كل فرقة اسلامية تزعم انها تمتلك القانون الاول .... والمعترض اما صاحب بدعة واما كافر يحل دمه . وتزيد الضغوط الخارجية من قوة الارثوذكسية وفرض الخط الواحد من التأويل بالقوة والقسر . واختفى اصطلاح الفرقة لحساب اصطلاح الطائفة في زمن متأخر مع انكماش الفرق الى متضامات صغيرة تعيش في المحيطين السني والشيعي بعدما وصل عدد الفرق الاسلامية الى عدد تجاوز (80) فرقة . واستمرت الفرق الاسلامية – الطوائف الدينية بالتوارث على سنة الاديان . لكن الشيعة كانوا اول تنظيم سري في الاسلام ، واستعصوا في الكوفة واعتمدوا على خلايا سرية لعبت فيها النساء الدور الملحوظ . هكذا انشقت الشيعة عن المعسكر السلفي منذ القرن الاول وابتعدت عنه ... ووصلت في انشقاقها حد الغاء الشريعة من جانب فرعها الاسماعيلي ، وادعاء الاثني عشري بوجود المقابل الوهمي للقرآن وهو مصحف فاطمة الذي اعلن الخميني تمسكه به في وصيته . ويؤكد التراث الهرطقي للشيعة ان زعاماتها التي اطاحت بالشاه لا تستند في علاقتها بمشروع الحكم الديني على اساس تاريخي . ويرجع النجاح في أسقاط الشاه الى التراث الكربلائي وشعاراته من قبيل " هيهات منا الذلة " و " كونوا احرارا في دنياكم " وليس تاريخ الاديان وروحية الخنوع والصبر على الضيم الامر الذي دفع علماء التاريخ الى ادراج التراث الكربلائي في تاريخ الثورات الاجتماعية . تراث الشيعة – تراث معارضة وتلبس بالهرطقة في آن واحد بالضد من السلطة السياسية المتسننة رسميا منذ المتوكل والمتمسكة بالاصول السلفية ... واتخذ موروث المعارضة الشيعية المنحى الوطني حتى العصر الحديث .... اما الموروث الشيعي في الدول الشيعية فاتسم بالهرطقة والتحجر واستخدام الشعارات الدينية السياسية لتغطية المصالح الشخصية للزعماء السياسيين والدينيين الذين ينغمسون في الفساد الطائفي والعشائري .
يقف الزمن ضد المحدودية الدينية والطائفية ومحاولات ارجاع التاريخ الى الوراء باختلاق الخرافات الدينية الجديدة المتجددة .... لأن الطبق الديني والطائفي الواحد والوحيد ليس حلا ويخضع للتقلبات عبر التاريخ ضمن مقاييس مذهلة ... وهذا يعني خطل المطلقية الموروثة عن القرون الوسطى وابتعادها عن واقع الحياة الامر الذي يستوجب من حكام الشيعة في العراق الجديد استيعابه ونبذ الهرطقة والشعوذة والتعاويذ الترهات ومسيرات الولاء الغنوصية القرقوشية وتقاريع اللطم وشج الجبين حتى تسييل الدم التي تكرس الطائفية وسيادة تجار الكومبرادور والشرائح الطفيلية على العبيد الشيعي المؤمن وتخنيثه تقليدا للخمينية في ايران ( الدولة الخمينية كأي دولة دينية لا تفصل بين السلطات ، ويتوافق مفهوم الرعية لا المواطنة معها... فالمواطنة اعلى من مفهوم الحق الذي ترافق مع نشأة المجتمع الابوي البطرياركي ... وانتجت هذه الدولة الهرمية والتراتبية وحكم السادة الجدد الذين الغوا سيادة الشعب والاحكام الاسلامية .. انها حكم آخوند سالاري اي حكم الكهنة ...انها الشعبوية والخميني فيها ابو الفقراء. وفيها تنفي سيادة الفقهاء سيادة الشعب ، ويقمع القائد رئيس الجمهورية ، ويجعل مفهوم ولاية الفقيه من فكرة الجمهورية عبثا ) التي ينتظر شعب ايران الابي الخلاص من نخبها الفاسدة اليوم قبل الغد . ... ولأن القيادة الشيعية التقليدية في العراق منذ عهد محمد الباقر واحفاده لاسيما ابنه جعفر الصادق مؤسس المذهب الجعفري في الفقه ابتعدت عن الاكليروسية والنزاعات السياسية والتزمت الباطنية وهذا سر جماهيريتها الذي اكتسبته من احكامها الفقهية في اصول الاتجار والكسب التي لا تتلائم مع النشاط التجاري الحر ونزعة الربح المتأصلة في البورجوازية . ولكن حتى الجعفرية تعتبر التجارة اشرف الاعمال وفي طليعة تراتبية المهن وهي لا تشجع التسعير وتحض على ترك الاسعار خاضعة لأوضاع السوق ، والسماح بالاحتكار مما يعني تعميق التفاوتات الاجتماعية وتوسع نسب التضخم والتمركز المالي .... هنا وجب التمييز بين الشيعة المؤسساتية والشيعة الشعبية والشيعة السياسية استنادا على البنى الاجتماعية التي تنحدر منها او يعمل في نطاقها اي شكل من هذه الاشكال ..... كما وجب التمييز بين العامة ، والشباب الغاضب ، التشيع السياسي ، المرجعيات الشيعية خارج الاطر التنظيمية ، القطاعات التقليدية ، التشيع المذهبي ، الشيعة العقلانية ! ، قطاعات الرفض ، التيارات الاصلاحية والتنويرية ، السلفية الشيعية ( الحكومية ). وتتقلص الارثوذكسية والاصولية الشيعية والمواقف الدينية الرجعية وافكار التشيع الجديد ( كالخمينية بمذهبها السياسي وسوسيولوجية شريعتي ) مع اطلاق عنان الفكر وتحريره من أسر الآيديولوجية وانغماسه في الواقع دون التقيد بتصورات مسبقة ، ولتحطم العقلانية اعاقة السلطات الشيعية والدينية وسطوة المعتقدات الشيعية القديمة ، ويجري تكييف المؤسسة الدينية مع متطلبات العصر ..... ويؤرخ العقل الطائفي الشيعي ويعيد كتابة التاريخ واستحضار مأزقه وفق اسس وتصورات و مقاصد اضيق مما كان في الماضي . ان اللجوء الى الطائفية الشيعية ليس مؤشرا على تخلف الفكر السياسي ولم يكن ملازما للمجموعات الاجتماعية التقليدية من شيوخ العشائر وفلاحين واقطاع وائمة دين في العراق فحسب بل لقادة البورجوازية والبورجوازية الصغيرة ايضا . وتعيق هذه الطائفية الى جانب التعشير والتبعية والافتقاد الى الدستور العلماني المدني ، والاوضاع الاستثنائية وحالات الطوارئ والاحتلال والتدخلات الاجنبية ، وتهشم القضاء والاعلام ، وانتشار الطغم الثيوقراطية ، وتمركز السلطات والبيروقراطية ، والافتقار الى الوعي المجتمعي ... تعيق جميعها المؤسساتية المدنية والمجتمع المدني .
ملينه الصبر والله او جزعنا
او يوميه اعتداء أيصير عدنه !
وحنه بس حجي او تهديد
شكوى للأمم شتفيد !
ويتحول التشيع والطائفية الشيعية والتأسلم الشعبوي الى الارتزاق الماورائي والتشدد الغلوائي والاصولية الرجعية والجاهلية كضرورة حتمية لأنها تفسر روحانية الاديان والمدرسة الكربلائية بروحانية سياسية نفعية وتستند زورا وبهتانا الى الشريعة الاسلامية والاجتهادات الشيعية لتبرير مصالحها الاقتصادية التجارية ومعاداة القطاع العام الذي لا يسترشد بالخمينية والوهابية ... والقتل والتدمير ورفع هراوات الحسبة يصبح اسلوب نشاطها الرئيسي بعد ايمانها الواعي واللاواعي كونها تحمل حقائب شرطة السماء ، ويسهم أرهابها في حجب وحماية ماكنتها الدعائية التضليلية ... هكذا يقضي العراقي الوليد سنواته الاولى في تعلم النطق ، وتقضي الجاهلية المتشيعة المتأسلمة وانظمتها بقية عمره في تعليمه الصمت والعهر ! والجماهير المؤمنة واللامؤمنة الساعية الى بناء الحياة الافضل براء من من الجاهلية المتشيعة والمتأسلمة المتسترة بالحسين وعلي وجعفر الصادق والدين أعداء الاوطان وخدمة الامبريالية والصهيونية .
استغل الصفويون سوء اوضاع الشيعة تحت الحكم العثماني للعراق ذريعة لمصادمة العثمانيين والنزاع على العراق .ولجأ الانكليز ايضا بداية القرن العشرين الى سلاح الفرقة المذهبية والقومية والدينية لمنع وحدة الحركة الوطنية ومنذ ورقة عمل ويلسون قبل انشاء الحكم الاهلي ، ووصفت المس بيل الشيعة بالاعجمية وهي جاسوسة بريطانية معروفة، وتبنى المشرع البريطاني- العراقي الدين الإسلامي وكرسه دستورياً ، ثم ارتبط هذا الالتزام بالضرورة بأحد مذاهب هذا الدين ، وهو المذهب السني .... ولجأ الانكليز الى التأويل السلفي للدين وحض المرجعيات الشيعية على مواجهة الحركة الثورية للشعب العراقي في الخمسينات....
يبلغ عدد الشيعة 10% من تعداد الامة الاسلامية البالغ 1.5 مليار نسمة .. وفي العراق كانت الامامية الاثني عشر ومشايعة علي بن ابي طالب (رض) – والميل اليه والدعوة لمبادئه ( قاست الامامة على النبوة وليس على الولاية ، واضفت عليه صفات الانبياء ). وصعد التجار الشيعة الى المرتبة الاولى في التجارة ببغداد بعد تسفير اليهود عام 1949 غير ان دورهم في الحكومة لم يكن حاسما .... لكن قوانين الجنسية كان لها التأثير الوبيل على وضع الشيعة في العراق بعد عام 1968.....وقد انخرط العراقيون الشيعة في صفوف الحركة الوطنية العراقية باحزابها المختلفة وناضلوا في سبيل تحقيق اهدافها منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1920 . وجاهر عبد السلام عارف بعدائه للتشيع بحجة انتساب بعض قيادات الحزب الشيوعي العراقي الى المذهب الشيعي ( سلام عادل – حسين الرضي )، وكان يهدف آنذاك كسر شوكة المرجعية الدينية وتهميش دور الشيعة في احداث البلاد . ويعتبر الشيوعيون التفاعل مع الاسلام السياسي والشيعي الديمقراطي والتقدمي مبدأ استراتيجي في سياسة التحالفات بناء على الفكرة اللينينية : " وحدة النضال الثوري الفعلي للطبقة المضطهدة من اجل اقامة الجنة على الارض أهم ... من وحدة آراء البروليتاريا حول الجنة في السلام ". وكان ثقل الشيعة في حزب البعث كبيرا ايضا في الفترة من التأسيس في العراق عام 1952 حتى عام 1963 وسقوطهم في عهد العارفين . ومع كل حملات الاضطهاد التي شنها صدام حسين ضد الشيعة والكرد الفيلية والتركمان الشيعة عبر المقابر الجماعية والتسفير الى دول الجوار كان اكثر من 60 % من المدراء العامين في هيئة التصنيع العسكري واكثر من 70% من الكادر الهندسي الفني المتقدم شيعة ! وبقي جميع المدراء العامين لدوائر التربية في المحافظات العراقية وسط و جنوب العراق شيعة ! وشكل الشيعة 70 % من الكادر الوسطي للحزب المقبور ! وكان جميع المطربين والملحنين والشعراء الشعبيين وشعراء الاغنية الذين تغنوا بحب الطاغية من الشيعة ! في هذا العهد البائد زودت الدولة الروضات الحيدرية والحسينية والعباسية والكاظمية وآيات الله ورجال الدين ( من بينهم السيستاني و محمد صادق الصدر ) بالسيارات الخاصة والمرسيدس وفق اوامر سرية من النقلية الخاصة للقصر الجمهوري .
شهدت الفئات الوسيطة والتقليدية من التجار وكبار ملاك الارض والاقطاعيين انبثاق حركات دينية من وسطها ذات مضمون احتجاجي ليس معاديا للرأسمالية بل لشرورها . وأحزاب الإسلام السياسي التي تشكلت في فترات مختلفة ، ومنها كل الأحزاب التي تشكلت في الأربعينيات أو الخمسينيات أو الستينيات حتى الوقت الحاضر ، سواء أكانت أحزاباً شيعية أم سنية ، ومن مختلف الفروع الشيعية أو السنية ، سواء أكانت عربية أم كردية أم تركمانية ، فإنها من حيث المبدأ ، أو من الناحية النظرية والممارسة ، كانت كلها أحزاباً مذهبية محددة وتدين بولاء طائفي واضح لا يمكن نفيه عنها بأي حال من الأحوال . وقد تأثرت الشيعة المتضررة من طائفية البعث التوتاليتاري بأفكار الاصوليات السياسية الشيعية ( مثل حزب الدعوة ) في فترات ازمة نهر الفرات بين العراق وسوريا واندلاع الثورة الايرانية ... وتدعو الحركات الشيعية السياسية العراقية التي لجأت إلى إيران واستندت إلى الدعم المتنوع للحكومة الإسلامية الإيرانية في نضالها ضد السلطة البعثية في العراق والتي تستند اليوم الى دهاء المخابرات الايرانية في حبكة البدع السياسية والدعم المالي والسياسي والعسكري ( انظر : المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ) الى اقامة الحكم الاسلامي بقيادة الفقي – الولي بشكل مباشر أو غير مباشر وحسب المذهب الاثني عشري ليخضع الدستور والاحكام السياسية لأحكام الشريعة و احكام المذهبية على غرار النموذج الخميني في ايران " يقول العقيد (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني (سباه باسداران) والمسؤول عن الحرب الغير مباشرة مع أمريكا في العراق وأفغانستان والبلدان العربية والإسلامية ، والقائد الفعلي لميليشيات جيش المهدي ان النظام الجديد – يقصد النظام العراقي الديمقراطي – يشكل تهديدا حقيقيا للإسلام الثوري المحمدي الخالص وولاية الفقيه ". .... وتحاول هذه الحركات كسب تأييد الحوزة العلمية و السيد السيستاني لكي تؤكد للمؤمنين من أتباع المذهب الشيعي بأن مواقفها تلقى دعم السيد السيستاني وبالتالي ازاحة ما هو عائق في طريق فرضها على المجتمع العراقي و بالطريقة التي تحلو لها لتتدرج وتفرض ولاية الفقيه على أتباع المذهب الشيعي جميعاً وعلى المجتمع العراقي بحجة الأكثرية من جهة وبحجة المرجعية الدينية التي تحسم الأمور الخلافية من جهة أخرى.... على عكس جماهير الشيعة ونسبة عالية من أتباع ومؤمني المذهب الشيعي في العراق الذين ما زالوا يرفضون اعتماد ولاية الفقيه وفق ما هو جار في إيران ، بل يؤكدون اعتماد عددٍ كبيرٍ من علماء الدين الذي يحق لكل منهم الاجتهاد والإجابة عن أسئلة المؤمنين المقلدين له. وينبع هذا الموقف من رفض أي ولي بعد " غيبة ولي العهد " أي الأمام الثاني عشر للشيعة الجعفرية " المهدي المنتظر" حسب اعتقاد وقناعة مؤمني هذا المذهب.
شكلت الحركات ألأسلامية الشيعية( حزب الدعوة الأسلامية والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق ومنظمة العمل الأسلامي) والأحزاب الكردستانية والمؤتمر الوطني العراقي والحزب الشيوعي والتيارات القومية جوهر المعارضة العراقية المناهضة لفاشية الطاغية صدام حسين ، وألتزمت في خطابها السياسي المعارض من أجل عرض مظلومية الشعب العراقي على المجتمع الدولي والرأي العام العالمي جملة من مطالب للحق العراقي المشروع بأتجاه الخلاص من الديكتاتورية الصدامية. لكن القوى السياسية الشيعية من حيث المبدأ هي دينية طائفية بالضرورة لأنها لا تقوم إلا على أساس طائفي ، وإلا لما كان لها أن تؤسس أحزاباً سياسية ، بل كان في مقدورها أن تدعم الأحزاب المدنية والديمقراطية في نضالها والتي ترفض ربط الدين بالدولة. وجمهرة الشيعة المتدينة في العراق غالباً ما كانت تشكوا من أنها كانت دوماً في المعارضة ، ولكنها كانت في المعارضة السياسية بسبب كونها طائفية وليس لأنها كانت تسعى إلى تغيير السياسات التي كانت تسير عليها الحكومات العراقية المختلفة ، إذ لو كانت في السلطة لمارست ذات السياسات. أن مواصلة الحركات والنخب الشيعية السياسية العراقية السير على هذا الدرب وعدم التعقل والابتعاد عن ممارسة الحكمة والتعامل غير الواعي مع المجتمع وفق أسس غير سليمة وغير ديمقراطية بل استناداً إلى المرجعية ، وتوريط الحوزة العلمية والسيد السيستاني بمواقف لا ضرورة منها ولا هي من صلاحياته ، وزجه ، بإرادته أو دون إرادته ، بالسياسة اليومية يساهم في انقلاب الأمور على الناس البسطاء والفقراء وجماهير الشيعة المؤمنة بشكل خاص وحصول ردّات فعل أخرى مؤذية للمجتمع بأسره..
أدت ألأنتخابات التشريعية الى تشكيل أقطاب طائفية وقومية وعشائرية تتصارع على الحقائب الوزارية والمناصب السيادية والمواقع الحكومية الامر الذي ينذر بعواقب كارثية على وحدة الوطن وتماسك الشعب ... وهذا هو بداية التشرذم وفقدان فرصة حقيقية في بناء دولة ديمقراطية أساسها المبدأي كفاءة المرشح ونزاهته وقابليته على خدمة الشعب . وبفضل الديمقراطية الغربية وصناديق أقتراعها فقد تحقق فوز يعض الحركات السياسية الشيعية بالأغلبية البرلمانية وكان ذلك نصرا لها أعطاها الحق في ممارسة السلطة في العراق والتحكم بمصير العراقيين .وهنا بيت القصيد في ثقافة الديمقراطية لمن يتصدر العمل السياسي وممارسة السلطة يكون تحت منظور ومراقبة ونقد الشعب ومؤسسات المجتمع المدني وليس الذهاب الى المرجعية الدينية الشريفة ليتسلح هؤلاء بهالة من التقديس والعظمة حتى تكون هذه الشخصيات المحترمة خارج دائرة النقد والمحاسبة .... اذن هاهو الفخ الديكتاتوري الذي وقعت فيه هذه القوى . ان الحوزة والسيد السيستاني يتحملان مسؤولية التحول التدريجي الجاري في العراق صوب ولاية الفقيه المرفوضة أصلا لمن يريد السير في طريق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية ... ويتحملان مسؤولية التحول التدريجي الجاري في العراق صوب دولة الصدر الصغير لتبقي الميليشيات تجول وتصول تعلم الناس الأخلاق، وتراقب سلوك، وافكار الناس. ولتستمر المفارز تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر باغلظ العصي والكيبلات واللكمات واطلاق النار وتمزيق ملابس الطالبات . ولتتواصل الغزوات الجاهلية على المتنزهات، وحرم الجامعات. والحصول على غنائم حرب من المدنيين العزل مثل الملابس، والحلي، والتلفونات وما تبقى من مصرف الجيب الشحيح. لتبقى المحاكم الشرعية الصورية التي تذكرنا بمحاكم التفتيش في القرون الوسطى ... نعم، دولة ولاية الفقيه على طريقه الثلاثي المتخلف: عصابات جيش المهدي، وقوات بدر، وانصار حزب الدعوة المتلبسين بمختلف ألأسماء من حزب الفضيلة الى اعضاء في المجالس البلدية، او محافظين منتخبين بطريقة فتوية. نعم ،استخدام بطاقات التموين التي وزعت على انصار البعث اكثر من اعداد عائلاتهم، والذين عفا عنهم السيد، وحرم مطاردتهم ليصوتوا لقائمته، ويشاركوا في جيش المهدي، ويضربون الزنجيل تكفيرا عما ارتكبوه بحق شعبنا. نعم ، الموافقة على اطالة امد المفاوضات مع القائمة الكردية عسى ان يرضوا بعبارة الاسلام مصدر التشريع "الوحيد" مقابل وعود لا يحق لهم ألأدلاء بها، ولا يمكنهم الوفاء بها. وسوف لا تنتظر الحركات والنخب الشيعية السياسية العراقية فترة طويلة لكي يستتب لها الأمر كلية كما كانت سياسة صدام حسين ، وسياسات جميع المستبدين ، سواء أكانوا حزبا أم فردا أم عشيرة أم دين أم مذهب معين. إنهم لا يختلفون في الأسلوب والأدوات والوسائل والطرق ولا يختلفون في الهدف النهائي ، هدف إقامة دولة مستبدة ذات رأي أو دين أو مذهب واحد يفرض على الجميع ..... وإلا فالعقاب آت لا ريب فيه !وتدرك قوى الإسلام السياسي معاناة الشعب العراقي في عهد صدام حسين ، وهم كانوا جزءاً من المعاناة .أن هذا الشعب لا يستحق ولا يريد أن يعاني من ذات الوضعية مرة أخرى ولكن تحت اسم الدين أو المذهب بدلاً من الحزب أو العشيرة أو ما شاكل ذلك.
من المعروف انه تم التزواج بين الفكر الشيعي المتطرف الذي يقوده رجال الدين في إيران وبين الفكر السلفي التكفيري رغم مابين الاثنين من خلاف وتناحر يصل لحد التكفير، لكن مصلحة الطرفين اقتضت هذا التزاوج الغريب في هذه الفترة بالذات. وما يقوم به رجال الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من رجال مقتدى الصدر الذين دخلوا الانتخابات التشريعية مع قائمة دولة الفقي ( الائتلاف العراقي الموحد ) هو ميراث مكثف لما قام به رجال دولة طالبان الساقطة ، وجماعة التكفير والهجرة والجهاد المصريتين ، والتي ورثهما أبي مصعب الزرقاوي الآن في العراق. هل يستطيع تيار مثل تيار الصدر الاستمرار في الوجود على غرار رجال الحسبة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسط الرياح الديمقراطية التي هبت على أرض الرافدين واقتلعت أشرس سلطة دكتاتورية عرفتها البشرية في العصر الحديث؟؟. لا، وقد كانت تجربة البصرة في التعدي بالضرب على طلبة كلية الهندسة ، والهبة الجماهيرية التي تصدت لتصرفاتهم، وأوقعتهم في شر أعمالهم درس لن ينسوه هم ومن يقف من ورائهم . لقد مارست عصابات محاكم التفتيش الصدرية في النجف وكربلاء ومدينة الثورة أبشع أشكال التعذيب ، تماماً كما مارستها عصابات الأمن والاستخبارات الصدامية وأجهزته القمعية الأخرى. وتذكر هذه العمليات التعذيبية بما كانت تقوم به أطراف من الشيعة المتطرفة حين كانت ترسم على قطعة قماش كبيرة جداً تصل مساحتها إلى حدود 20 متراً مربعاً وتعلق في صحن العباس في كربلاء ، لوحات تبين المختار وهو يعذب معتقليه ممن اتهموا بمعاداة الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته. وكانت صور التعذيب همجية جداً يصعب تصورها من قبل إنسان سوي ، وتعبر عن عقلية سادية إلى حد غير معقول ومفرطة بالإجرام والتلذذ بالتعذيب ذاته. كان البعض من هؤلاء يطبخ في قدر وآخرون يعلقون كالخراف وتقطع أوصالهم ، وآخرون يذبحون ذبح الشاة من الوريد إلى الوريد ، وآخرون يمثل بهم وتستخرج قلوبهم أو أكبادهم ، وآخرون تقلع أسنانهم بطريقة وحشية وغيرهم تقلع عيونهم وتفج رؤوسهم ، تماماً كما فعلت عصابات محاكم التفتيش الصدرية بأحد أفراد الشرطة حين قلعوا عينيه أو ....الخ. الأسرة الصدرية عريقة وذات باع طويل في الأخلاق والعلم والمعرفة الدينية والتراثية، ولها مواقف كبيرة لا تزال تحتل موقعاً بارزاً في عقول وقلوب العراقيين، سبق أن وقفتها بقوة وتضحية نادرين في وجوه سلاطين الظلم والتسلط ، كما فعل الشهيد السعيد: محمد باقر الصدر عندما باع حياته لله في وقفة العز ضد صدام حسين وجلاوزته.. ومقتدى هذا يستغل أبشع استغلال سمعة عائلته وتضحيات والده وعمه الشهيدين، كما استغل الفلتان الأمني ليساهم في خلق المزيد من الاضطرابات والقلاقل وبث الرعب الأمني والمجتمعي بين الناس. لم تنته حكاية مقتدى الصدر لأن البعثيين من الشيعة وجدوا مواقعهم المهمة في صفوف أتباعه ، وهم الذين يساهمون في إشعال الحرائق وفي قتل الناس من أتباع الأديان والمذاهب الأخرى ، وهم الذين يمارسون كل الموبقات ويعتدون على الطالبات ويصدرون الأحكام البشعة ، تماماً كما كان يفعل صدام حسين ، ولكن هذه المرة باسم الصدر . أن جيش المهدي وزعيمه مقتدى الصدر هما صناعة إيرانية لتدمير العراق ومن السخف والهراء وضع هذه العصابات وقوات الأمن الحكومية في كفة واحدة والهاء الناس في جدل عقيم حول إبرام المصالحة بين الطرفين المتخاصمين ومعاملتهما كما لو كان الصراع بين دولتين!!. فإما الطائفية ومعها الدمار الشامل أو الوطنية لتحقيق النجاح الكامل . مدينة كالناصرية مثلا ،مدينة عاث بها صناديد جيش المهدي قدر ما استطاعوا حتى حولوها الى مدينة تنتظر ان يعلن نظام جمهورية الارهاب الاسلامية في أيران رحمته عليها ويلحقها كما يريد هو واتباعه من حركات واحزاب وجيوش أسلامية .أن جميع أحزاب الإسلام السياسي في العراق وفي العالم كله ، حتى في الدول المتقدمة ، وبغض النظر عن الدين أو المذهب ، عندما تبنى على أساس ديني أو طائفي ، لا يمكن إلا أن تكون دينية متعصبة وطائفية متزمتة ، ونتيجتها ممارسة التمييز الديني والطائفي في المجتمع ، وهذا يعني أن أياً كان الحزب السياسي الديني الذي يسعى إلى تسلم سلطة الدولة في العراق ، سواء أكان حزباً سياسياً إسلامياً شيعياً أم سنياً ومن أي من المذاهب الأربعة ، بما في ذلك المذهب الوهابي المنبثق عن المذهب السني الحنبلي للإمام أحمد بن حنبل ، سيمارس الطائفية والتمييز الطائفي وسيلغي عملياً الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
• التعشيق الماسوني الشيعي
الماسونية حركة باطنية سرية تتسم بالسمات المميزة للحركات السرية وتفردها بخصوصية العلاقة " المقدسة " للسر والعلن من خلال قلب موازينهما الظاهرية والباطنية . وهي تظهر الجزء الأيسر مما تخفيه ، وتخفي الجزء الاعظم مما تظهره وتسعى اليه . وتاريخيا ظهرت الماسونية نهاية القرن السابع عشر في انكلترة كحركة فكرية – سياسية وثقافية روحية باطنية واتخذت هيئة الدين الجديد للمثقفين المتنورين عبر سيادة تعاليم وتقاليد الرجعة والخلاص وافكار الحركات الاصلاحية الدينية واعداد المقدمات الاجتمااقتصادية والسياسية – الفكرية والاخلاقية – النفسية لمتطلبات صيرورة ( العالم الجديد ) اي عالم العلاقات الرأسمالية الصرف وآلهتها الجديدة - المال . وفتحت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها الاجتما- ثقافية المجال امام انتقال العناصر غير النصرانية كاليهود من عوالم الغيتو الى الفئات الاوربية المتنورة اي الدخول المباشر في ( الطبقات العليا ) ، واختراق قيادات الحركات السياسية وتمويلها لدعم الانظمة او مناهضتها ، والضغط على مراكز اتخاذ القرارات . والتطرف الماسوني يرتبط بالسرية التامة والتكتم النادر عبر قسم الانتماء ومعاقبة المخلين به او من يكشف عن اسراره واهدافه النهائية ، والخائن يعرف مصيره المحتوم على الطريقة الجاكية. وعليه الماسونية هي رد فعل عنيف متطرف على النظام السياسي القائم والسلطات الرسمية تقترب من التصوف الواعي كحالة ترحل بعيد عبر التسامي والتعالي والانكفاء الحالم المنظم لتحقيق اهداف الخلاص الرأسمالي الاحتكاري والطغم المالية... ولتحويل الاحزاب السياسية الى مؤسسات تدار على هيئة شركات مساهمة من قبل المساهمين الكبار ومن ثم تقزيم الاحزاب – الشركات ولا ضرورة للعمال والفلاحين والجماهير الواسعة ... ويكفي لهم وجود التمويل الغامض المنشأ والكادر الضيق من الموظفين الذين يطلق عليهم مجازا اسم الكادر الحزبي ... وتلائم هذه الاحزاب الماسونية لأنها تصار الى كلاب صالونات تعوي ولا تعض .
لم يطبق قانون الجمعيات غير الحكومية البريطاني الصادر عام 1799 على جمعية المحفل الماسوني التي تعتبر اعرق جمعية سرية عرفتها بريطانيا والعالم ! وكان اعضاء هذا المحفل من الحكام ورجال الشرطة المتنفذين والسكوتلانديارد وبلديات المدن ورجال السياسة واعضاء من العائلة الملكية حيث المحسوبية والفساد تحت ستار ( الاخوة ) وعبر رموز وكلمات السر والتغلغل داخل المجتمع البريطاني وتسلق سلم المسؤوليات بسرعة غريبة عجيبة وحماية السمعة.... تعتبر جمعية ( بناي بريد ) التي تأسست عام 1843 في نيويورك ماسونية يهودية خالصة وحتى ما فوق الماسونية . وكان لافير الرئيس الاعظم لجمعية (الشرق العظيم ) الماسونية الفرنسية . وارتبط عبد القادر الجزائري بالماسونية عام 1860 عبر محفل باريسي ضم الشخصيات القريبة من الحكومة الفرنسية وانتمى لها في مصر عام 1864 ليصار قائدا لأحد محافلها في دمشق . ونشرت (بروتوكولات الحكماء الصهاينة ) الماسونية باللغة الروسية عام 1901 .... بينما كان اغلب اعضاء الحكومة المؤقتة عام 1917 من الماسونيين .
الماسونية جمعية مشبوهة مرتبطة بالصهيونية انشأت لرفعة التاج البريطاني والدعاية له ثم غيرت ولاءها للولايات المتحدة مع استئثار الاخيرة الهيمنة والنظام الاحادي القطب . وتمتلك الحركة الماسونية العالمية ميزانية وثروات ضخمة تشرف على رعايتها كبار البنوك الغربية والمنظمات الصهيونية والتنسيقية مثل نادي بيلدر بيرغ واللجنة الثلاثية برئاسة روكفلر ، واداتها التنفيذية هي المخابرات المركزية الاميركية. وينتسب نادي روتاري انترتاشينال الى الماسونية البيضاء اي غير النظامية . وقد سعت الصهيونية الى خلق السنهدرين ( الحكومة السرية الخفية ) لأبقاء التكتل اليهودي في العالم يعمل بفعالية ونشاط ... ويلقب رئيسه بالامير .... وهناك السنهدرين الاعظم والسنهدرين الاصغر . وتعرف الشعب العراقي على الماسونية من خلال التاثير الاجنبي – الرجعي عبر الحملات والجمعيات التبشيرية ونوادي اخوان واخوات الحرية ، ومكاتب الارشاد والمعاهد الاهلية لتدريس اللغة الاتكليزية ، وجامعة الحكمة وكلية بغداد ...وتأسيس حزب البعث والاتحاد الوطني لطلبة العراق ، وعبر خريجي واعضاء المؤسسات التعليمية الملكية البريطانية والاميركية في ميادين الطب والهندسة والاقتصاد .... وأغوت الماسونية في العراق النخب الشيعية السياسية منذ النصف الاول للقرن العشرين التي رأت فيها الظهير القوي لأسناد ودعم نفوذها والحفاظ على سمعتها ولجم التأثيرات الديمقراطية المعادية للرأسمالية والقوة الروحية المعادية للاستعمار ... فتورطت هذه النخب فيتشيا في الطقوس الماسونية ولتعيش ازدواجيتها داخل وخارج العراق خاصة ابان العهد الدكتاتوري البائد .... واسهمت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها في تأجيج الطائفية الشيعية وطائفية الدولة العراقية معا وفي التغريب الثقافي والروحي للمواطن العراقي وبذر روح العداء بين الأقليات الدينية والتعشير الجديد ... وفي تحقيق المشروع الصهيوني . وتسهم الماسونية اليوم بقسطها الاساسي داخل العراق في تصعيد نجم الادعاءات المجانية في الدفاع عن الحقوق المهضومة لهذه الطائفة أو تلك ليجري اختراق الميدان من بوابة الزعم بتمثيل طائفة بعينها من منطلق تقسيمي مرضي ينزع الهوية الوطنية ويرجع بالشعب العراقي إلى الوراء قرونا عديدة.. حيث نظام الطوائف ما قبل الدولة وقبل التنظيمات الحديثة التي تفرضها سنن التطور والاستجابة لحاجات الإنسان وحقوقه التي يتطلع إليها...
الأحزاب الشيعية العراقية حركات سياسية خمينية المظهر ماسونية الجوهر مليئة بالنفاق ، لصوصية وفاسدة ، وبعيدة عن حقيقة التشيع ... وفي الحالتين الخمينية والماسونية فهي تسعى الى سرقة ديمقراطية الشعب العراقي ونشر الانحطاط المادي والمعنوي . وتتسم بدهاء الورع المزيف وانتقاء الكلمات التي لا معنى لها والتشدق بعبارات مميزة لأنصاف المتعلمين وتغليب مصالحها الضيقة واللعب بعواطف الطائفة من اجل ترسيخ طائفيتها ،والجهل الفاضح بواقع العراق وآفاق حركته الاجتماعية والسياسية والقومية اللاحقة. وتمثل هذه الاحزاب اليوم مصالح الرأسمال المالي الاميركي والصهيوني وهي امتداد لجهل الطاغية وتوتاليتارية نظامه الارعن.
ثمة ديموقراطيون يعبرون عن وجهة نظر مفادها "صحيح أن الأحزاب الدينية ليست ديموقراطية، ولكن يجب أن نتعامل معها بديموقراطية كتعبير عن ديموقراطيتنا، وإلاّ بم نختلف عن الديكتاتوريين؟!". الحماقة تبقى حماقة ولو على سطح القمر . لأن قرارات الأحزاب الدينية نابعة من بنيتها وهي تريد العنب والسلة ومقاتلة الناطور، هذه هي طبيعتها بغض النظر عن مدى قوتها. وهي الآن تشعر بقوتها جرّاء غضاضة عود الديموقراطية في المجتمع العراقي ككل وشيوع افكار التوزيع العادل للثروة والروح الجماعية والثورة الاخلاقية العنفية واللاعنفية ، والتعويل على بعثرة القوى الثورية الحقة عبر التقاليد الدينية وتاثيرها على الفكر السياسي . وعلى الشعب العراقي أن يدرك بأن الكارثة التي عاشها طوال العقود المنصرمة لن تنتهي أبداً حتى بعد سقوط نظام صدام حسين ، بل ستبدأ مجدداً مع وصول تلك القوى الإسلامية السياسية إلى السلطة والتي مهما حاول البعض تمييز نفسه عن النموذج الإيراني أو السعودي فأنه لن يختلف عنهما أبداً وسيكون نسخة طبق الأصل لأي منهما. إن الخلاص الحقيقي يكمن في تنبي المجتمع المدني الديمقراطي مبدأ فصل الدين عن الدولة ورفض الفكر الشمولي ، سواء أكان دينياً أم علمانياً ، ورفض التمييز العنصري والديني والطائفي والفكري وإزاء المرأة بمختلف أشكاله ومظاهره ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا باختيار مرشحيه من أوساط الأحزاب المدنية الديمقراطية ذات الوجهة العلمانية التي تحترم كل الأديان والمذاهب وتسمح لها بممارسة طقوسها وتقاليدها بحرية وتمنع عنها الإساءة والتمييز. إن هيمنة فكر التيارات الدينية المختلفة ومن مختلف أطيافه لم يأت عبثاً أو عفوياً ، بل بسبب الغياب الطويل للفكر الديمقراطي والتقدمي عن الساحة السياسية العراقية نتيجة إرهاب النظام ، في حين استمرت المساجد والحسينيات بالعمل والتثقيف والاستفادة من الحملة الإيمانية البائسة لصدام حسين.
إن الطريق الوحيد لمواجهة المخاطر المحدقة هو وحدة القوى الديمقراطية لخوض الانتخابات القادمة ،وعملها الراهن في التصدي لكل محاولة لتشويه الدستور الجديد عبر تغييرات أساسية في قانون إدارة الدولة المؤقت باعتباره القاعدة التي يفترض أن يستند اليها الوضع الدستور الديمقراطي الفيدرالي.

** كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .
وهو عضو في
1- نقابة المهندسين في كردستان العراق
2- جمعية المهندسين العراقية
3- نقابة الصحفيين في كردستان العراق
4- جمعية اصدقاء المجتمع المدني
5- جمعية البيشمركة القدامى

وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر
- كلاديس مارين نجمة وضاءة في سماء تشيلي والعالم
- السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصد ...
- عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
- طورانية التشيع التركماني
- شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – ...
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...


المزيد.....




- أسموها -قاعة هند-.. طلاب متضامنون مع الفلسطينيين يغلقون مدخل ...
- هدى عبد المنعم.. 2000 يومًا من الاحتجاز التعسفي
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- المكسيك تتهم الإكوادور بانتهاك القانون الدولي وترفع دعوى ضده ...
- من الشام إلى المهجر البرازيلي..
- زيارة لوزير أوروبي إلى دمشق هي الأولى من نوعها منذ بدء أزمة ...
- حماس: العرض المصري الحالي هو أفضل ما قدم لنا والتوصل إلى اتف ...
- الصين تقول إن حماس وفتح تبديان رغبة في المصالحة بعد محادثات ...
- قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة
- الاحتلال الإسرائيلي يدمر قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بغز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية