أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام ابراهيم عطوف كبة - طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- الترهات















المزيد.....

طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- الترهات


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الطاقة الكهربائية بجوهرها السلمي التقدمي ابتلت منذ ولادتها في العراق بالأنظمة الاستبدادية ومن ثم باعتلاء الدكتاتورية الصدامية عرش البلاد وتحكم البيروقراطية بها لتستخدمها للابتزاز والضغط على الشعب وامتصاص قوته لا بالرسوم والضرائب فحسب، بل بقطعها مثلما تقطع الحصص التموينية عن العوائل التي رفضت أن يلتحق أطفالها بمعسكرات أشبال صدام، وتستخدمها للضغط السايكولوجي على المواطنين لتجذير العبث واللامعقولية وتمزيق النسيج المنطقي للأحداث لتضيع في غموض الصدفة واللاوعي . والكهرباء لعبة الدكتاتورية لتسيير الناس طبقا لقواعدها وهواها غير آبهة بمواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، هذا هو حال الكهرباء فكيف الوضع مع المنجزات التقنية المعاصرة الأخرى من كمبيوتر وفاكس وبريد الكتروني وانترنيت وهاتف نقال.
علقت الدكتاتورية وبيروقراطية الترهل المعضلات على شماعة الحصار الدولي والعقوبات الاقتصادية وافتقار السوق لقطع الغيار اللازمة، وهي بذلك أرست جذور تشوه طبقي جديد . فعلى هدى ( فرخ البط عوام ) انتعشت القطط السمان الجدد في العراق من أقصاه إلى أقصاه . وإذا كان السلام والوئام..لا النزاع والخصام.. رمزنا فعلى الحكومة الانتقالية والسلطات الإقليمية الكردستانية معالجة انقطاعات الكهرباء بموضوعية والابتعاد عن أوهام التعويل على العوامل الخارجية لانتشال تردي أعمال الصيانة والتوزيع والخزن. وقد امتلكت كوادرنا الوطنية وكفاءاتنا من الخبرات ما يجعلها قادرة على معالجة انقطاعات الكهرباء وتدهور عموم قطاعات الاقتصاد الوطني، وهذا يستلزم في المقدمة:
1. إعادة بناء هيكلية مؤسسات الكهرباء والصناعة والطاقة وبقية المؤسسات الوطنية والإقليمية ذات العلاقة واعتماد الكوادر الهندسية الفتية الكفوءة ذات التاريخ النضالي المجيد ضد الدكتاتورية والتي ساهمت بشرف في مدرسة العمل الهندسي الأنصاري البيشمركة والمعارضة الوطنية .. لأنها مصدر الثقة الأساسية إن لم نقل الوحيدة في لجم تطلعات الدكتاتورية والشمولية للعودة إلى رحاب العراق وكردستان الشماء مباشرة أو عبر اذرعها الاستخباراتية. فالتخطيط السليم والسياسة الاقتصادية العلمانية هما قوة ضغط تعاكس ضغط مرتزقة الدكتاتورية والاصولية الاسلامية والطوائفية وتفوقها في المقدار.
2. الزمن الاسطوي ( من اسطة) الحالي رديء حقا. فأينما نتوجه بالمجتمع العراقي والكردستاني في اليوم نصطدم بالاسطة " وهو رب عمل المؤسسة الخدمية الصغيرة أو صاحب ورشة تصليح المعدات.. الخ " ويشترك هؤلاء في التعاقدات مع المؤسسات الوطنية و الإقليمية بأرباح صافية. وبعضهم يتولى إدارة مؤسسات الكهرباء وبعض قطاعاتها الحيوية لخدماتهم الفنية التقنية قبل تاريخ سقوط النظام الدكتاتوري وما بعده ويرتبطون حتى الآن بوشائج مع مرتزقة البعث وفرسان العهد البائد . والبعض الآخر ينعم بازدواجية اللعب مع الجميع وعلى الجميع الذي يحميه ويغض النظر عن تطلعاته النفعية بحكم مواقعه الطائفية والعشائرية ووقاحته . ويساهم مستوى الرسملة المتدني الذي لا يدخل في نطاق القوانين المولدة للمجتمع المدني الحديث ويدور حول وسائل الإنتاج والسلع الاستهلاكية والخدماتية الدور المميز في هيمنة هذه الشريحة المتذبذبة طبقيا داخل المجتمع العراقي والكردستاني. وهي الظهير القوي للزعامات الطفيلية البيروقراطية الطائفية لإبقاء الدورات الاقتصادية ذات طابع إنفاقي استهلاكي يصون التفتت الاجتماعي ويكرس التشوه الطبقي. وهذا ليست بمعزل عن عناصر ضغط وأجهزة صناع القرار الغربيين وسياستهم في اقتصاد السوق ونهب مؤسسات القطاع العام .
وتلعب العلاقات الاستهلاكية دور تغليف البنى الممتدة من الأصول العشائرية الضيقة بالواجهات الاستهلاكية ولا تحمل في داخلها آلية إطلاق القيم التقدمية الجديدة. وظهرت اليوم أيضا حفنة اسطوية من الذين يستخدمون مولدات الكهرباء لاستحصال الأموال ببيعه للمنازل والمحال التجارية بتسعيرة أعلى من التسعيرة الوطنية والإقليمية. هذا ليست بمعزل أيضا عن تواطؤ ودعم بعض الزعامات والنخب المتنفذة الامية والغبية الحمقاء حيث كل الجهود تصب في اقتصاد السوق وتخريب القطاع العام وتشويه سمعته.
3. لا يزال دور نقابة المهندسين ضعيفا ..... وتحفل بالتكافلات العصبوية واسطبل طائفي وعشائري سياسي لتحقيق السيطرة الاجتماعية وخلق اشكال الوعي الزائف بحكم قوة النزعة الطائفية داخل الأحزاب السياسية والتي تعني تشويه التأسيس المدني الديمقراطي والاسهام بفاعلية في خلق بؤر التوتر والاحتقان الداخلي والعودة بالمجتمع القهقرى بينما لوائح قانون تنظيم المهنة الهندسية ونظم عمل المكاتب الاستشارية الجماعية داخل المؤسسات الوطنية ونظام تعرفة العمل الهندسي موضوعة فوق الرف وفي انتظار الفرج. الزمن سيف ذو حدين .. لأنه وبينما يجري إقصاء خيرة الكوادر الهندسية الكفوءة جانبا في عملية لا تنسجم مع تطلعات الشعب العراقي والكردستاني تغتني الحفنة الطفيلية الهندسية المحتمية بالانتماء الحزبي والعشائري والمرتبطة بالتجارة والتهريب غير القانوني وبالوشائج المنتظمة مع مخلفات الدكتاتورية والأمم المتحدة وسلطات الاحتلال على حد سواء. وتجرد المجموعة الهندسية المتبقية من مسؤوليات اتخاذ وصناعة القرار لينضموا إلى مصاف المهللين والمصفقين للاستقطاب الاجتماعي الجديد في وسطهم ما داموا يستلمون رواتبهم بانتظام شهريا ! وتعكس الأحياء الراقية لكبار التجار والسماسرة وكبار الموظفين، الطبيعة الطبقية للعلاقات السائدة العاجزة عن نسج كيان اجتماعي موحد. وتعيد الحكومة العراقية الانتقالية الاعتبار لبعض البعثيين حسب اتفاقيات سرية لا أحد يعرف محتواها ، وتقوم بتعيين البعثيين القدامى الذين كانوا جزء من النظام المخلوع وبمنح بعضهم مسؤوليات كبيرة في ما يسمى بالعراق المُحرر الامر الذي يهدد بتسربهم مجددا الى الهيئات النقابية الهندسية . ويأتي تأجيل الانتخابات النقابية في سياق هذه اللعبة _ المهزلة.
وبعد أن اكتوى الشعب العراقي بنار الدكتاتورية وشوفينية الحكومات المركزية المتعاقبة ومن قبل بغدر الإنكليز وقومانية الحكومة التركية والأطراف المتنازعة في الحرب العالمية الأولى، يجري اليوم وعن سبق إصرار تحويل هذا الشعب إلى تلاميذ بحاجة إلى تربية وإعداد في مدرسة واشنطن والغرب والارهاب الدولي . لقد تحول العراق إلى ملعب ومختبر للأفكار والأحزاب الطائفية السوداء والمعلبة المستوردة حديثا والمتسترة بالعباءات السياسية، بفضل شوفينية الدكتاتوريات والانظمة الشمولية والمؤامرات الاقليمية وافتعال الحروب الكارثية والاهلية ، والتآمر الدولي لاحتواء موضوعة الشعب العراقي في الديمقراطية والتقدم الاجتماعي وقضية الشعب الكردي الوطنية التحررية، والاحياءالمصطنع للعشائرية والطفيلية والبيروقراطية الموالية للدكتاتورية والشمولية ... كخصائص للحياة السياسية في العراق الجديد.
هنا وجب تحقيق مستويات التنسيق المثلى بين الوزارات ذات العلاقة عند تناول مشاريع الكهرباء من التخطيط والتصميم حتى التنفيذ وتفادي ممجوجية الحجج في تحميل الوزارات بعضها البعض مسؤولية تأخير تنفيذ مختلف العقود المبرمة مع القطاعات الخاصة الوطنية والأجنبية. وتذكرنا هذه الحجج بالإقطاع العشائري والمزج بين العرف العشائري وبين سيادة الدولة لتتحول كل وزارة الى عشيرة أو مجموعة عصبوية. ويستلزم ذلك تطهير إدارات ومنشآت الكهرباء من مرتزقة البعث التي باتت بؤر صارخة للفساد واتباع نهجا عقلانيا موضوعيا لمعالجة أزمة انقطاعات التيار الكهربائي . تغمض السلطات الحالية عيونها عن الهاربين وتُعيد الاعتبار لبعض البعثيين حسب اتفاقيات سرية لا أحد يعرف محتواها ، وتقوم بمنح بعضهم مسؤوليات كبيرة في ما يسمى بالعراق المُحرر. عشرات الأسئلة هي مثارة حول عودة المافيا البعثية الى السلطة ومن المستفيد من ذلك . وترتقي اليوم اكثر من اي وقت مضى مهمة العمل لفرض العزلة الشعبية على قوى المغامرة والظلامية والسحر والشعوذة وهز البطون ناهيك عن جرذان البعث والارهاب من خلال العمل في صفوف الجماهير وتوعيتهم بالمخاطر التي تواجه الشعب أن استمر هؤلاء في عرقلة جهود استتباب الأمن والاستقرار وإعادة إعمار البلاد وتسليم السلطة إلى العراقيات والعراقيين واستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية للبلاد والأخراج المنظم والمتفق عليه مع الأمم المتحدة لقوات الاحتلال.وفي خلاف ذلك يبقى الكهرباء في خبر كان .


**
كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .
وهو عضو في
1- نقابة المهندسين في كردستان العراق
2- جمعية المهندسين العراقية
3- نقابة الصحفيين في كردستان العراق
4- جمعية اصدقاء المجتمع المدني
5- جمعية البيشمركة القدامى

وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...
- التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
- الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- صناعة الترجمة الآلية واللغة الكردية
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- العمل النقابي الهندسي في العراق وكردستان
- تداعيات الربط الكهربائي العراقي - التركي
- العراق : النقابات والقانون
- العراق والامم المتحدة
- نحو اكاديمية كردستانية
- ائمة جوامع بعض احياء بغداد ولا شرقية ..لا غربية
- الخصخصة ونظم الشركات والسلطة الرابعة في عراق صدام حسين _الطا ...
- النفط والطاقة الكهربائية في العراق


المزيد.....




- وزير الطاقة القطري: الطلب على النفط والغاز سيستمر لفترة طويل ...
- مفاجئات أسعار الذهب لا تنتهي .. سعر سبيكة ذهب 20 جرام في مصر ...
- العراق: توتال إنرجيز تستهدف الانتهاء من مشروعين للطاقة الشمس ...
- النقد الدولي: أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة لا ...
- مصر.. صندوق النقد يحدد أبرز تعهدات الحكومة للحصول على 820 مل ...
- روسيا.. دينامو يهزم زينيت ويشعل المنافسة على تصدر الدوري
- نيوم السعودية تحصل على 2.8 مليار دولار تسهيلات ائتمانية
- مسؤول: احتياطي مصر من السكر يكفيها حتى نهاية 2024
- كيكة جوز الهند ألذ وأطري كيك بمكونات اقتصادية
- تركيا تبحث مع -إكسون موبيل- صفقة غاز مسال بالمليارات


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام ابراهيم عطوف كبة - طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- الترهات