أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردستان















المزيد.....

الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردستان


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تذكرنا الحروب بدرجة الوحشية والعنف التي يمكن أن يصلها عقل الإنسان متى كان معبأ بالأحقاد والجهل والتعصب والأطماع فهي دليل قاطع على عجز العقل البشري عن إيجاد حلول عقلانية لمشاكله.. وهي أسوأ احتمال نلجأ إليه حين يعجز تفكيرنا عن إيجاد البدائل الأخرى. وقد نشبت الحروب العظمى في القرن العشرين بسبب التنكر للمثل الإنسانية العليا والديمقراطية التي تنادي بالكرامة الإنسانية والمساواة واحترام الذات الإنسانية.
تبدأ الحروب عند المصالح وعليها ! وتبقى الأطماع والمصالح هي المحدد الأساسي للحرب والسلام معا! والمحرك الأول والدافع الرئيسي والهدف الدائم للحروب. تبدأ الحرب في عقول البشر فلماذا لا يبنى السلام في عقولهم ؟!( الميثاق التأسيسي لليونسكو).وقبل أن تبدأ الحرب في عقول البشر تتأسس أرضيتها في حياتهم ولذلك يتوجب بناء السلام الفعلي المادي على الأرض قبل أن يصل الثقافة والفكر.
ليس هناك ثقافة بالمعنى اللغوي للكلمة تسمي (ثقافة السلام) بل هناك ثقافات مسالمة وأخرى معادية. ثقافات تحمل قيم التسامح والعدل والسلام وأخرى تحمل العنصرية والعداء. أما ثقافة السلام فهي دعوة إنسانية تعبر عن توجهات سياسية واستراتيجية املتها المصالح في إطار ما نطلق عليه العولمة (Globalization ) والكوننة (Modialization ) أكثر من كونها صحوة ضمير ودعوة حقة للسلام الحقيقي العادل. وعليه يبقى بناء ثقافة السلام في ظل غياب الإرادة الخيرة اليوم يثير الشك والتساؤلات!.
وجدت حاجة الإنسان للسلام منذ الأزل... منذ أن وجد الإنسان ذاته فمثلت شوطا أساسيا لوجوده الكريم وارتقائه. ويفرغ تسييس هذا الهاجس الإنساني والسعي الأزلي للسلام.. يفرغه من مضامين السلام ذاته. فثقافة السلام لا تتم فوقيا وقسريا لأنها ثمرة إنسانية الإنسان والثمرة الروحية للتزاوج الفكري – العملي أو الفعل المعبر عن الإرادة الإنسانية عبر ترابط الفكر والثقافة.
ثقافة السلام او قيم السلام فعل تراكمي من البناء المادي والمعنوي وخلاصة الوعي بالحقوق والحريات وتطور الإنسانية. وشرط بناء ثقافة السلم وجود التعاون بين الشعوب والمصالحة الوطنية في البلد المعني وهذا يتطلب إرساء المؤسساتية المدنية والاعتراف بالآخر هوية وطنية مستقلة وكيانا ثقافيا متميزا ووجودا كاملا.
لا يتحقق السلام مع تهميش التعددية السياسية والاجتما- اقتصادية والثقافية ومع إلغاء الأخر الخالق للإبداع. فالإبداع هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمارسه الإنسان بجدارة ليؤسس وجوده في أفق البحث ولا يعيد تاريخ الإبداع نفسه. والحداثة الحقيقية هي في الإبداع لا في المنجزات بذاتها ! وتبقى التعددية الثقافية صمام أمان الكون لأنها الموروث البشري كله وحصيلة الإبداع الإنساني منذ الأزل.
لا يتحقق السلام في ظل اتساع ساحات الفقر والعوز والمرض والأمية والتشرد وتزايد الثراء.. وتسرع العولمة الرأسمالية هذه الاستقطابات لانفجارات لا محالة عبر حروب المستقبل لأنها تعرقل التطور الاقتصادي المستقل والتنمية المستديمة وتعمق التبعية. لا سلام للبشرية في مستقبل تتحكم به شركات الرأسمالية الكبرى.
عانى الكرد من الأطماع والاعتداءات والأنفال ودفعوا لها أغلى الاثمان. وتاريخ الأطماع الاستعمارية في بلادنا والصهيونية والماسونية في العالم العربي والطورانية في كردستان العراق .. وإرهاب الدكتاتورية المنظم ضد الشعب العراقي نماذج حية لهذه الحقيقية فهي موديلات ملموسة من الثقافات المعادية. علمت التجارب الكرد ان غياب الحرب لا يعني سلاما دائما يملك قوة الديمومة والاستمرار. فسلام ما بعد الحرب العالمية الأولى واتفاقية فرساي عام 1918 زرع بذور الحرب الآتية – العالمية الثانية العظمى.. وسلام ما بعد هذه الحرب خلق الحرب الباردة.
حقائق الواقع اليوم تدلل على استهداف مسلسل الارهاب والتخريب والجريمة المنظمة الكيان العراقي باكمله ومظاهر وجود الدولة الاساسية وتحطيم ارادة الافراد والحركات الاجتماعية بشقيها ، المنظمات غير الحكومية ، والمنظمات المهنية والنقابات ..... واحتقار قيم الخير والتضامن الانساني البحت ولوي يد العون للمحتاجين والفقراء ممن لم تسعفهم يد الدولة بعد. وهو ينطلق من عقد النقص والازدواجية الشخصية والوهم والوحشية والثقافة السياسية المتهافتة ..... وقوامها الاسلوب العنفي وعدم الصبر على خوض طريق السياسة السلمي لاقصاه ، واليقينيات المطلقة بامتلاك الحق المقدس ، واساسها الجهل والفقر والتهميش وعدم الثقة بالمستقبل . ينمو الارهاب الاسلامي الاصولي اليوم برعاية بعثيي صدام حسين زاعقا ان الامل الوحيد في نيل الاستقرار والامن هو اعادة كل المرتزقة والجرذان الاشاوس من البعثيين (اساتذة خلط الخبث والاجرام بالفوضى والقسوة وخريجي المدرسة الاميركية في الارهاب) الى الدولة وفق قاعدتي "اخبطها واشرب صافيها" "اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة". تزايدت العمليات الإرهابية وعمليات التفجير والتفخيخ والخطف في العراق . وأظهرت الأعمال الإرهابية الهمجية أن الجماعات التي تنفذها تقدّم خدمة ثمينة للاحتلال الأمريكي المستمر تحت لافتة القوة المتعددة الجنسيات، ولإسرائيل التي تتعامل مع المقاومة الفلسطينية على أنها إرهاب. وبين مطرقة الاحتلال وسندان جماعات الإرهاب، يبقى العراق بعيداً عن الاستقرار، وتستمر حمامات الدم فيه .
إذا كانت شعوب بحكمتها وقادتها المخلصين لشعوبهم استطاعت أن تتجاوز آثار ومخلفات الحروب فان شعبنا العراقي والشعب الكردي عانى من آثار حروب دكتاتورية المركز والنظام الشمولي. إن شعبنا في العراق بحاجة إلى ثقافات نهوض وأعمار وتنمية وثقافة حقوق الإنسان وثقافة كرامة! الكرد بحاجة إلى السلام الحقيقي ويتعطشون له وهم من ابعد الشعوب عنه! إذ لم يروا السلام والحرية منذ عقود بل قرون من الزمن .... منذ الحقبة العثمانية والاستعمار والحقبة الكلانية الصدامية والحصار الدولي وتغذية نظرية المؤامرة. لبناء ثقافة السلام وجب بناء ثقافة العدل والحق واحترام الشعوب.
على النقيض من النموذج التاريخي الذي تواجد في أوربا فان صناعة الحرب في الشرق الأوسط وبلادنا لا تساهم في تطور قوة السلطات والدولة بل بمقدورها في الواقع أن تقود إلى انحدارها.(( إن الدولة أو السلطات هي السوق الأعظم، أهم الأسواق كلها )) وحول هذا السوق جرى ويجري صراع مميت في عراق الرافدين.أما إيقاف تناسلية الخراب والتدمير فيعني فقط اللجوء إلى السياسة والاقتصاد والقيم والمبادىء والأخلاق.
الحرب والسلام ظاهرتان متلازمتان منذ فجر التاريخ. وتخلق الرواسب التاريخية حساسيات طويلة المدى بين الشعوب والأقوام. ومن السذاجة أن نتصور إن الاتفاقيات تحول فورا علاقات الأمم من العداء إلى التآخي والصداقة... فالقضية عموما محكومة بشكل التسوية ودرجة العدالة والتوازن وانعدام الإجحاف. الحرية فهم الضرورة وتقوم الحياة على روح التعايش والخضوع لمبدأ الضرورة. وتنتصر الإنسانية في النهاية بالتسامح والغفران والقدرة على النسيان.
الديمقراطية تعاكس الغربنة العشائرية والقبلية لأنها هدم للتقليد بينما توفر هذه الغربنة محاولات التوفيق بين أشكال مختلفة للسلطة دون تغيير جذري. تفترض الديمقراطية الانتقال من مفهوم الانتماء إلى العشيرة، الطائفة، الدين، العرق، إلى الانتماء إلى الوطن. والإبداع الديمقراطي هو تحقيق الإنسان لآدميته ورفض السلبيات وتجنب الكوارث ! وتبقى النغمات القبلية كوباء الطاعون فالانتماء اليوم في العراق وكردستان العراق لم يعد إلى العشيرة والقبيلة والقرية والطائفة . وتكسب المؤسساتية المدنية (( الرأي العام)) الزخم المطلوب ليحل محل (( إجماع الأمة)) وليستعاض عن علاقات ((العضوانية)) والجمعية والقسرية والتراتبية وشبه الطبيعية بالعلاقات الحضارية المدنية الارقى.
نبه تعطش الشعوب إلى الديمقراطية وصحوة احترام الرأي الآخر ونقد الفكرة بالفكرة لا طعنها بحربة غادرة أو خنجر مسموم ... نبه إلى ضرورة إعادة النظر في الممارسات الخاطئة التي ابتلت بها الحياة السياسية في بلادنا.. والحرية ليست هبة تهبط من الأعلى بضربة ساحر. والحديث عن الحرية هو الحديث عن الديمقراطية وعملة واحدة. وعليه فان ثقافة السلام في العراق وكردستان العراق تعني النموذج الوطني والإقليمي الكردستاني للديمقراطية وتعني التعددية وتداول السلطات بالطرق السلمية ! تعني المؤسساتية المدنية والحذر من السقوط في شرك الكلانية. وهي نقيض ثقافة الخوف والشك بالمواطن! .. وتعني ان تراجع الأحزاب السياسية آليات عملها وتقديم كادرها باستمرار للتخلص من قيم ما قبل المؤسساتية المدنية. وتعني أن يتاح للجميع التعبير عن رأيه في أمور السياسة والمجتمع واتساع الصدور لسماع آراء الآخرين واحترامها! فالحوار الموضوعي اصل الحياة وليس برنامجا قدريا يهبط من السماء وهو نقيض حلقات دبكة وتراقص الألسن والتراشق بالكلمات...!


** كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .
وهو عضو في
1- نقابة المهندسين في كردستان العراق
2- جمعية المهندسين العراقية
3- نقابة الصحفيين في كردستان العراق
4- جمعية اصدقاء المجتمع المدني
5- جمعية البيشمركة القدامى

وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...
- التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
- الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- صناعة الترجمة الآلية واللغة الكردية
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- العمل النقابي الهندسي في العراق وكردستان
- تداعيات الربط الكهربائي العراقي - التركي
- العراق : النقابات والقانون
- العراق والامم المتحدة


المزيد.....




- بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو ...
- مسؤول أمريكي يكشف مكونات اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ...
- شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل ...
- غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟
- تونس.. تواصل غلق معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا واكتظاظ كبير ...
- هل تفجر انتفاضة الجامعات حربا أهلية في أمريكا؟
- - أشعر أنني منبوذة لأنني لا أريد إنجاب أطفال-
- بايدن: احتجاجات طلبة الجامعات لم تجبرني على إعادة النظر في س ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- أردوغان غاضب من -نفاق الغرب-.. وأنقرة تعلن تعليق التعاملات ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردستان