أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - لتفاصيل السرية للحظة موت أبي














المزيد.....

لتفاصيل السرية للحظة موت أبي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


سأشعر بالكثير من الغبطة أنا المنحدر من أصل روحاني وعشيرة فيلندية أطعمها الجد الأول خبز الأهوار ورز حقول السديناوية ..غبطة بيضاء كمنديل ليلة لقاء ذكورة أزمنة ما قبل التأريخ بعولمة اللفت هونزا فيمل صدري إلى صدرها ثم ينفجر بركان فوجي لتضج الصريفة بالأغاني الخفيفة .
هاي قلبي يطلق نغما كالناي
هاي يا أورية أنت مناي..
هاي ..من بابل حتى السلفادور زرعنا الموز وطشرنا الماي
هاي ..هاي ..أنت هواي
من رمش أمراة تدلى قلبي يتأرجح كعصفور في مشنقة
تلتقطه أصابع سلفادور دالي ترسم خوفه
ليت البطيخ العراقي يصير دائرة قطبية تتثلج فيها عواطفنا ونحن نتمنى وجبة المكدونالد
مللنا العدس الشائب واللبن الرائب وغجريات الصين
نريد حمرة الخدين وأسطوانات فضية نداعب فيها صالات الرقص
أقدامنا متشققة
كم هو سهل السير حافيا في حقل الرز
البلهارزيا نوارس آتية من بحر البلطيق
والحمى مدفئة من قلعة إسكتلندية
أبي يسعل
أبي يموت
ليس هناك طبيب في القرية
خد التفاحة أقام مناحة
مات أبي قبل أن تولد هوسة تموز في القرن الماشي على هواه يتسلق كفحل صدورنا العارية ليصل بنا إلى قمة حصاروست هناك كان أهل العمارة يعجنون الأغاني مثل صمون الجيش وهناك عثرنا على نابليون يلعب النرد مع فراشة بحجم دمعة ووجدناه يتشكى من برد أربيل ويقول انه مثل برد موسكو يذكرني بلهجة الصعايدة وهزائم الحرب . مات أبي المتجذر من لغة الباشتون وعاطفة السمك البني أبي وهو في وسادة الخدر تمنى أن يأتي باخ بالمنفاخ كي يملئه بموسيقى الجاز ومراثي ملا جعاز مات أبي وكان البابا يوحنا السابع يطبع طاقيته على طوابع أمارة رأس الخيمة وفي الفجر ينزل مع الحطابات يجمع الفطر والمطر ويرسلها لمسيحي الهند وبوذيو النيبال وأهل الدغارة .مات أبي وهو يحن إلى سيجارة .
هل مات أبوك مثل ما مات أبي ؟
لم يكن هناك علاج شافي . فجأة ابتسم وقال لقد مللت الحياة ويكفني جوائز الأوسكار وراتب التسعة دنانير .لحظة ودق النفير وعزانا ديغول بموته وهيرو هيتو أرسل خروفين من صنع تيوتا فيما عبد الرحمن عارف جعل السبت عيدا وطنيا لموت فقير من أهل الريف الحصيف .
ستأتي أمي إلى قبرك وليس معها ثمن الشمعة
لكن الدمعة أغلى .
على قبرك هدأت عصافير بانكوك وغنى حمام الحلة كما كورس في كنيسة . على قبرك أمي تحدثت عن معنى فقدان الزوج وخبب الموج وصبغ الروج خديها من ملح الأرض صرن ألواح خليقة جلجامش أما صدرها المتعرج كسهوب النيجر فقد ملأته علامات مرور الأفواج إلى الحرب
قالت له : لقد جئتك والدنيا مشتعلة !
أبي في هيكله العظمي النحيف كسنبلة عطشى قام وغطاها بحزنه
كانت الطائرات ترمي وهج الحزن على مصافي عبادان
قرب أبي قال الآذان مفردات الخالق والرحمن
أمي صلت
فيما قيصر كييف رقد إلى وسادته يتمنى غرفة الكهرمان وحب الرمان وصدر باميلا اندرسن
كيف يطبخون الهريسة في الدانمارك ؟
سؤال يطرحه الفقر على العشاق
فيكون جواب الأغلبية : بواسطة حرارة الخدين وعنف الشفتين وقانون الجاذبية
أبي ضحك :
لقد أجاب على هذا السؤال منذ ستين عاما فرماه نوري في نقرة السلمان
والآن الزمن هو دخان من منهاتن يملئ صدورنا بالنغم الكورسيكي فتعطينا البقرة حليبها الأسود ونكتب انشاءا جميلا عن عيد الشكر ورقص الديك الرومي ورقص العنادل على شرفة بيت الطين بناحية الكرمة
أمي الهرمة أصابت قلب أبي بخيبة و….سوية ذهبا إلى مطعم قريب
لم يتفاجأ النادل بشكل أبي فكلنا هياكل عظمية ..

2 ـ ليس بمقدورنا أن نحب بسعادة
ولكن أن نموت بسعادة هذا ممكن .

3 ـ هل الحب أجل أم هاجس نصنعه بالانجذاب؟
الذي يجيب بما يريح ضمير أبي
أهديه ثمرة أناناس
تلك التي لم يشاهدها أبي في حياته ..
الذين يشربون الكوكا كولا هم من تحبهم الآلهة
واهل الفوح لهم النوح
من العسر أن تفهم ماذا يرغبون
انهم يتحدثون بالآشورية
ويتمنون جنون العصفورية
الفقر أرتداهم كمعطف حارس في أسواق يشعلها ارتفاع أسعار الفجل
ضمير أبي كان آنية من نحاس فيما كان ضمير الرئيس وثيقة عهد بالدم
بين الاثنين يقع مضيق البسفور وخرابة جدتي دولابه
العالم ليس سوى ناي في ماي يبق بق الموج فيه حتى الصباح
لأني أحبك صارت أصابعي رجفة أوقع بها عقد شراء المريخ أرثا لأطفالي
أنا تعلمت من أبي ..
أن لا اندم وأنا أقلم أظافر الفقر بالدينار
فهو صاحب مقولة مابات فقير حزين وفوقه نجمة تبتسم

4 ـ على كتف العبارة شيد أبي منارة
تحت ظلها شيد المتصوفة أفكاراً ونبؤات وأطباق لاقطة
أبي لم تلتحق أجفانه بالمرئيات
كان يتنيسن بالحقول ونجومها وينصحها بإشعال المواقد مبكرة في ليالي الخريف الباردة
وحين مات ..الصيف هاجر بحقيبة إلى كابول
وأنا قضيت جنديتي فوق جبل مكحول
الزمن يغزل في نول
والمنارة التي شيدها أبي ملكها الحلاج المقتول
ليت أبي موجودا الآن
ليرى كيف يتسلى العالم بأخبار الموت
وليعرف أن أزمنة مضت لاتقل وحشة عن أزمنة جاءت
لقد كان يقول دائما : كم يرعبني المجهول
لهذا رفض الصعود إلى تايتانك
وفضل الصعود إلى سطح غرفة الطين
ليموت وهو يتأمل النجوم
مات أبي
والحياة لازالت تحب أن تتناول الزلاطة مع الرز
والشعراء لازالوا يبحثون عن ناشر لهلوستهم
من يعثر على الحب
كأنما ربح اللوتو
أبي ربح الصمت
وأمي ربحت العويل
وأنا ربحت الميثولوجيا ..


أور السومرية في 8 أبريل 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصور بنزرتي لموت روائية وأميرة
- أناشيد مندائية ..عندك يتوقف رقاص الساعة وينسى العالم أوجاعه
- المندائية ..(الماء والطهارة والأيحاء )..المدونات أتموذجا
- رسالة انترنيت الى القديس البابا يوحنا الثاني
- .. بابا من الورد ..بابا من الآس ..بابا من خبز العباس
- كيف تولد الأعنية .. الطور الصبي أنموذجاً
- أغنية البرتقالة ومدينتنا العزيزة دبي
- مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزال ...
- !تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
- .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو ...
- الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
- الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
- ذكريات رواقم حوض بنجوين
- أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع
- المقهى السومرية والخوذة الأيطالية
- التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
- ونفشيوس وأمي والهدهد
- الطريق الى حلبجة
- ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم


المزيد.....




- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - لتفاصيل السرية للحظة موت أبي