أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزالي أنموذجاً














المزيد.....

مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزالي أنموذجاً


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مايصل الى القلب يأتي عن طريق الروح فقط ، هكذا كانوا يرون الأمر ولايتعدوه الى غير تلك الرؤيا ، لأن في ذلك مهانة للوجود الموجود الذي حملناه علنا وخفية ، وكان معنا حتى في دكة الصلب ، حين اعلن الشيخ الحلاج حاجة الكون في شيئ من جسده فنال مانال مما يظنه منى وتقرب من الذي وسع طيفه تحت اجفان القصيدة وصار هالة من النور لاتنتهي ..
الصوفية علم وطريقة ، هكذا اراها ، علم لأنها تبحث عن كشف ما ، ولكنه كشف صعب ، بل يقترب من المستحيل . ورغم هذا يقول أحدهم : نحن جادون لنصل الى المبتغى ، شاء الضد أم أبى . ويقال أن هذه العبارة المسيسة ، هي العبارة الوحيدة التي كشفت روح المقاومة عند المتصوفة ضد الدولة التي رأت في اتساع الرؤى عندهم سفسطة وزندقة وهرطقة وطريقة ، لأنها سلوك مميز وطقوس تخضع مواقيتها الى فعل الزمن بذاكرة الروح ، فهي لاتدري متى تقوم قيامتها ، ولذلك تظل منتظرة حتى قيام الساعة .
يشتغل المتصوفة في دائرة الكمال الحسي ولايتجاوزه إلا لحظة الشعور باللقاء ، وهو يدفعون عربة الزمن في طريق لانهاية له . وعندما يدنوا أجل الجسد ينادون على فكرة التناسخ لتأتي وتأخذ البدن الى أي مكان حتى لو حفرة في خربة . لكن الروح تظل هائمة في سماوات الوجد ومتى داهمها النعاس فألف روضة تنتظرها وألف وردة تكون لها وسادة .
وكتاب الأمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي { أيها الولد } . صحيفة لواحدة من أشراقات الذات ، وهي ذرورة في مشاهدة الأخر للآخر عبر نحو العبارة وسمو الفكرة وشهوة النصيحة ، بل أن الكتاب هو فن في حوار من أجل الوصول الى قدرية تصنع قناعة المستقر لدا التساؤلات المليئة بالظن بأن الذي يحدث مكونته واحدة ، لكن سيره يقع تحت طائلة الأجتهاد ، وكان الأمام في ردوده يضع الرد وفق وضوح الفهم مرتبطا بما يحسه في عمل الروح وملابسات الهم وأجتهاد التصور ، بل كان يضع جهده واجتهاده لخلق قناعة السائل ورضوخها لحكمة الجواب ، ورغم أن ملامح السائل مبهمة وشخصيته لاتعرف ، إلا أن سياقات الرد ، أرتنا أياه تلميذا محبا للعلم ، باحثاً عن الحقيقة ، عازما للوصول الى الشيء من خلال رؤى المتعلمين .
الأجابة في عالم التصوف تحددها الفكرة المصنوعة ببرق الذهن ولكنها لامعة بضوء المعنى ، وتقبلها يخلق الراحة في الروح والجسد ، وهي تفترض الشيء بالمشيئة ، أي أن مايحدث له حديث مقدر بصانع لهذا الحدث ، لذا هم يستشرقون كي يكون وضوحهم غموضا ، ويتبصرون كي يكون غموضهم وضوحا . ومن هنا يدرك الغزالي في الأجابة مايرفض أن يكون انابة عن اجتهاد ، ولانصيحة لواحد من العباد ، بل في رسالة أيها الولد ، ترتقي الأجابة من أجل بلوغ المراد عن طريق المعرفة والأجتهاد ، وهو في هذا يعتبر النص ، خلاصة الوعي لديه بعد كل هذه العلوم والمعارف ، ومنذ مفتتح الجواب ، يحرص الأمام على أن يظهر كونية الوعي فيما يريد قوله ، ويسبح في سبحانيات العبارة كي يشفي غليل من وجه أليه الأشارة ولهذا تجد في جوابه الشفاء ، وترى في معرفته شيء من أستحياء ، ورغم هذا ترى الجد حقيقة ، يريد بها عال الصفاء أن يحقق لسائله الرجاء في سعي منه الى جعل التصوف روحا تطير في خليقة الحب لهذا تراه في كل مشكاة تضاءله مفردة وترى الولد مستغرقا في لذة كلام الأستاذ . وترى الخلائق تتعدى شجن المصير لتذهب بنا الى همس الفوق ذلك الذي يقول عنه الأمام الغزالي : العلة المعللة برغبة الكشف
لأنه موجود فعشقي ليس له حدود ، ولأنه قائم فأنا في سرحاني لأجله دائم .
في مخطوطة أيها الولد يكشف الغزالي معنى الأدب والتأدب في أيوان العبادة حين يأخذ المخطوط شكل التوجيه الى من كان يجلس في مجلس الأمام ويرى من علمه وخلقه سنن الجمال والكمال وعدم الأنتباه الى فوضى المحال لهذا فروح الشيخ في روح مريديه والنص يدعم كشوفاته برغبة التمني لتك الرائية المستديمة في محافل الهوى فحينما يكون نكون نحن نشرب من قطرة المطر عطش السماء ونسمع من الشيخ الأمام مدرك الحس وخلجات النفس ..
فيا أيها الولد تلك صورة وعي الفيلسوف العابد . لقد أكتمل فيه الظن وتوحد بدستوره السنن فقام يرشدك الى الطريق..
ضع يدك في يده فأنت عصا شيخوخته ، ونواظرك شمعتا طريقه ..

أور السومرية 6 مارس 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
- .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو ...
- الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
- الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
- ذكريات رواقم حوض بنجوين
- أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع
- المقهى السومرية والخوذة الأيطالية
- التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
- ونفشيوس وأمي والهدهد
- الطريق الى حلبجة
- ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
- بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
- الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
- ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزالي أنموذجاً