أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دور أبراهيم ع أم جلجامش؟















المزيد.....

.. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دور أبراهيم ع أم جلجامش؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


بعد فلم لبيل جيبسن
من أصلح لعمر الشريف دور أبراهيم ع أو جلجامش ؟
نعيم عبد مهلهل
قبل أيام زرت صديق الطفولة والمحلة والثقافة الشاعر العراقي عبد الحميد الصائح في بيته بعد عودته الى وطنه من مهجره اللندني ، وفي بعض مدارات الحديث تم التطرق الى فلم { بيل جيبسن } الأخير آلام المسيح الذي سمحت لنا القرصنة وفوضى مايجري أن نشاهده ربما حتى قبل أن تشاهده بعض الدول الأوربية ، وجرى في تلك الأمسية حوارات عذبة عن الرؤى التي حملها هذا المعذب العظيم عيسى بن مريم ، وكنت أقرأ في حركة النص الذي أربك حياة جيبسن لسنين ، تأثيرات الذنب لهذا الأستلاب الحاصل في تلك الشخصية الكونية جراء الهيمنة الأخرى لفكرة : أبعدوا عنا أحساس أننا نحن الذين علقناه بمسامير الخشب وهو ينادي ع جملته الشهيرة : ألهي لما شبقتني .أي : ألهي لماذا تركتني ، هكذا أتذكر ترجمة هذا النص منذ أيام الأعدادية .
قال عبد الحميد الصائح : أن النص وريث معاناة الهم الحضاري ، وهو فكرة لتجديد الوعي المسيحي .
كان عبد الحميد الصائح صائباً في هذا ، فجيبسن أراد أن يعيد من خلال مشهد الألم ذواكر البشرية الى الوعي الأول من المعاناة من أجل سلام البشرية جمعاء والذي يمثله السيد المسيح ع ، وهو القائل جملته الهائلة :الانسان بناء الله ، ملعون من هدمه .
ولكنهم كما يروي الفلم يريدون تهديم صاحب هذه المقولة ذاته .
في الحديث المتبادل ولدت لدي بعض الأفكار وهي ليست بالمستحيلة في ظل ظروف العولمة التي أتت بطرائق متعددة لتسكن البلد ومن محاسنها ، وهناك في كل تبدل حسنة وسيئة ، من محاسنها أنها منحتك سعة الوعي لما تريد أن تحققه أو تطمح أليه حتى لو كان مشروع حلم ، والعراقي منذ الأصول الأولى للفهم المعرفي ، كان يبدأ مدونته من خلال حلم يفترضه ، وقد وصفت للشاعر الصائح بعضاً من ملامح هذا الحلم .
قلت : لآادري لماذا في قضية النشوء الأيماني الأول وتجسيد الطروحات التوراتية يكون غربياً في كل الأوقات . ربما لأنهم مهرة في صناعة تجسيد الحدث التأريخي على مستوى السرد والمسرح والسينما ، ثم أن الديمقراطية والحداثة وعدم وجود عيون الرقيب الوسيعة كعين حصان تسمح لهم بحرية تناول الموضوعة وتحليلها وفق تصور كاتب ما أو فيلسوف ، ومافعله { ميل جيبسن } يوضع في هذا الأطار . نحن في الشرق نقف عند عثرات كثيرة ، فلكي تتجرأ وتفصح عن رؤاك ، ينبغي أن تأخذ بنظر الأعتبار رأي المرجع ، وهذا ماحدث مع فلم الرسالة حين أجيز من الأزهر ، جيبسن عندما اشتغل { آلام المسيح } بهذه الحدة والتصور ، وقاد رؤاه الى أظهار فعل الألم الأنساني على الجسد المقدس ، لم يأخذ أذناً من الفاتيكان ، ولم يتأثر حتى بردود الأفعال المؤيدة والمنتقدة في كنائس أوربا عندما عرض الفلم لأول مرة ، ويقال أن الكاتب الكبير طه حسين عندما كتب مسلسله الأيماني الكبير { على هامش السيرة } تردد بعرض السيناريو على مشايخ الأزهر ، معتقدا أن ثمة خلاف تأريخي بينه وبين الأزهريين ، أيام ماكان طالباً وتدريساً فيه ، وكما بان في كتاب طه حسين { الأيام } فأن الضغينة تبقى في قلوب المشايخ بسبب خلاف ما .
نعود الى لب الموضوع عندما طرحتة على الصائح حين يعود الى لندن: أن ياخذ معه فكرة تجسيد الألم الأبراهيمي النبي العراقي المولود كما ورد في التوراة بمدينة اور السومرية ، وابراهيم الخليل ع هو أبو الرؤى الأيمانية بحداثة الشكل المرتبط بذهنية التعبد كما هي اليوم ، وهو سيد الملة البشرية ، وله رحلة أيمانية أكتنفها الكثير من الغموض والتداخلات التفسيرية لماتعرض له النبي في محطاته الكثيرة من أور الى بابل الى حران ، مصر ثم فلسطين ، والجزيرة العربية ، ثم اللحد الأخير في الخليل ، وكما في التوراة ، نستطيع أن نصنع فهما شرقياً للنبي الذي سعى ليجعل الحضارة كي تفكر بطريق امساك النور من خلال نافذة السماء ، فأبراهيم عملة عالمية وهو يمتلك الشأن الأكبر عندما نريد للتأريخ القديم رسماً واضح الملامح ، وفي خبايا التوراة الكثير من مشاهد الهواجس المتغيرة والحالات التي تخضع لنصوص المدونة التأولية عن كثير من تساؤلات قد يخشى الحديث عنها ، لكنها كما فعل جيبسن في آلام المسيح توصلنا الى الجوهر ونحن أشد حاجة له عبر ما يحدث اليوم من تداعيات لاتحصى في البنى الذهنية العربية ، وسقوط الأقنعة المرمرية لكثير من الرموز وعلى شتى الأصعدة والمستويات ، وأعادة قراءة السفرة الأبراهمية بمدلولات الوعي الجديد معتمدين على عدالة التفسير ودقته وحتى تأويلاته وكما ورد في التوراة والقران الكريم يمنحنا الفهم الغائب عن سعة الحلم في هذه الذات التي كانت رغم كبر سنها ترى العالم بناظور القلب ، كان أبراهيم عليه السلام وكما أرادت أن تصوره التوراة حلماً متألماً من قدرية السلطة الجائرة وكان خضوعه لها في بعض الأحيان هو درس للذات البشرية كي تتعلم محتوى مادة قلب النبي وانه أرسل لا ليحول الطغاة الى رماد ، بل ليجعلهم يتلاشون من خلال أهمالهم والذهاب بعيداً الى الأفق القصي حيث أمر ببناء بيت للرب في مكة المكرمة .
وعندما ‘يكتب عمل كهذا بعد الأستعانة برؤى المقتدريين على فهم تلك المرحلة بشكلها الروحي والتأريخي ، علينا أن نختار المجسد لهذا الدور ، حتى لو على شكل هالة من الضوء تشع في الوجه الذي قد لايرى بسبب عن جواز التشبيه للشكل المقدس رغم أن الغرب تجاوز هذا ، لكننا في الشرق المقدس يمنحنا رهبة التبجيل ولذه المشاهدة الأخرى .وأعتقد أن الفنان عمر الشريف بسنه وشكله هذا وقدرته الكبيرة يصلح تماماً لهذا الدور ، ولكي نخضع هذه الشخصية العربية والمسميات قبل أن تكون عمر الشريف : ميشيل شلهوب كما أتذكر ، وشلهوب مفردة عبرية ، بهذه الأزدواجية يصلح الشريف ليؤدي الدور ، فيما يمتلىء الفن العربي بألف شكل ساحر يقارب ملامح سارة وهاجر زوجتيه . وهناك تقنيات في الرؤى لايتم الأقتدار بها إلا عن طريق مخرج مثقف بوعي ميثولوجي وديني وعولمي ، والمخرج المصري يوسف شاهين يمتلك مثل هذه المواصفات . وأتمنى أن يمول المشروع من قبل الجامعة العربية وتستكتب له من خلال أثرياء الأمة ومؤسساتها ، ولو أن صاحب بئر بترول أو أصطبل لخيولنا العربية الأصيلة قال: أنا . لكان دخل بوابة العروبة من قوسها الماسي وهم كثر وخاصة في خليجنا العربي ، والكثير منهم لايتأخر عن شأن يحس فيه صعوداً لفكرة ان يكون العربي أنساناً كونياً بعد عصر المهازل والأنكفاء هذا .
هذا الدور أصلح كثيراً لعمر الشريف من خبر قرأته في موقع ألكتروني يقول أن الشريف سيجسد في فلم دور البطل الأسطوري ، ملك مدينة أوروك السومرية { جلجامش } .فتعجبت كثيرا عن خيار أن تقترب نحافة عمر الشريف وكبر سنه من شخصية رسمتها الأساطير بأنها فارعة ومتجندلة ، وسمارها مكحول بشرر الغضب والنية على تهديم كل شيء من أجل أرضاء ثورة الغضب ، ثم أن جلجامش شخصية عراقية حميمية ، أي أنها تفقد الكثير عندما تذهب الى جسد غير جسدها ، فالمشهد السومري لايشبه المشهد الفرعوني في الأداء رغم أن كليهما يمارسان بطقوس يكون أصلها التودد الى الألهة ، لكن السومريون يمتازون في طقوسهم بمحلية تقترب الى الفطرة الحكيمة وهذا لايجسد إلا من خلال شخصية كهذه وهي ممثلة في الذات الجنوبية العراقية دون سواها . ويمكن أ ن يعطى الدور للعراقي الفنان جواد الشكرجي إذا كان يتقن الأنكليزية ، لأن مقاربات الشكل ، وحركية الأشتغال لدا الشكرجي فيها كثير من التشابهات لحركية الجسد الجلجامشي كما مصور في الأسطورة ، والأمر ذاته ينفع مع الفنان عبد الخالق المختار أو الفنان محمود أبو العباس . أما العالمي عمر الشريف فهو بعيد كل البعد عن الشعور بتخيله ليجسد بطل اوروك وملكها جلجامش . أن شخصية النبي أبراهيم ع ، أو يكون راوية لزمنه او مسيرته هي الأقرب ..
هذه خواطر وتصورات لاغير ، أردت بها مع الشاعر عبد الحميد كاظم الصائح أن نضع خيالنا الثقافي في لب الحدث بعيداً عن تكرار مناقشات الحدث الذي يرفض أن يتغير .المشهد اليومي العراقي المتكرر في جدلية هذا وذاك ، ولاأحد يريد أن يعطي من نفسه لصالح وطنه ، الكل يقول أنا هو ..

أور السومرية مارس 2005




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
- الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
- ذكريات رواقم حوض بنجوين
- أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع
- المقهى السومرية والخوذة الأيطالية
- التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
- ونفشيوس وأمي والهدهد
- الطريق الى حلبجة
- ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
- بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
- الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
- ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دور أبراهيم ع أم جلجامش؟