أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - المقهى السومرية والخوذة الأيطالية














المزيد.....

المقهى السومرية والخوذة الأيطالية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 12:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


{ المقهى السومرية والخوذة الإيطالية }

في الحانة حين يزورني وجهك ، يزورني عطش المودة ، فأقتات من أحشائي ، لأكتب الشعر . هذا نص لمدونة وجودها في رمل أور عندما حفرت معاول الغرباء لتبحث عن تأريخ إبراهيم ع . ويقيناً أن المقدر في رؤى ليوناردو وولي أنه وجد في الحانات تأريخاً من الهمس بنى عليه كل الافتراضات التي ساقها للعالم كي يثبت أن التأريخ ركب لجسده الهائل سيقاناً من طين هذه البلاد وبدأ يمشي .
كانت أور السومرية مدينة مفتوحة إذا مال عنقها الثمل فأنها تصطدم أما بنخلة أو بمعبد ، وعندما توغل في احتساء سهرتها ، تفتح في صدرها مساحات للتدوين ، ومنذ ذلك اليوم ، عرف التأريخ أن قيلولة الحانات تصنع أدباً تكتمل فيه رغبة الفرد ليكون عاقلاً عندما تقرر الآلهة أن تأخذ قربانها الجديد من بيته . ويقال أن تلك القيلولات كانت ساحة لجدال الفكرة وتطوير المعنى وصناعة التكوين الجديد للحب ، حيث في المقهى السومرية دونت أول خاطرة مودة يهديها الرجل لمرأة ، وزيادة على ذلك وكما اليوم كانت المقاهي تعلم‘قبل حاشية الملك بموعد إطلاق صفارات الإنذار وتحشد الألوية المدرعة على الحدود ، وقبل الوزير الأول كان محتسي شراب العنب في حانة أور يعلم أن الملك يفكر بأخرى غير تلك التي تجبر المندائيين من صاغة أور على صياغة عقد التنين لها وحدها ، وأذا رفع أحدهم ليرى جمالها الشاحب ، لا تدفع ثمن العقد وتجبره أن يسكن حجاباً في جبل بكردمند ، شهر ويعلن في المقهى أن المدينة أستقلبت أول مندائي في تأريخ الصابئة يقتل في حرب . كان المتغير‘يصنع في المقهى ، وكان الوزراء ومدراء قصور الضيافة إذا أرادوا أن يعرفوا أسرار العرش ، يرسلون موظفاً بإيفاد كامل ليجلس يوماً بطوله ويأتي إليهم بقرارات تتخذ في غرف جنب غرفهم وهم مثل جدار لا يسمعون . وكان الشعراء والكتبة يصنعون من القيلولات ألواح مودة الكتاب فتراهم مثل نحل خلية الحديقة يحولون ظهيرة الصيف إلى شتاء لا يطاق وهم يفسرون العقد الكثيرة في ألواح دستوفسكي ، وحين يرتدي أحدهم معطف غوغول لا يتصبب عرقاً بل بهجة ، لأن النص منحه‘القدرة ليحمل حقيبته بعد أ ن باعت له أمه آخر أساورها ليقطع تذكرة في قطار طوروس ويشاهد بخجل اللذة ابتسامة جواري قصر يلدز ، ولكنه يتجاوزها ، رغبة منه بجعل مقاهي السين واحة لتذكر الجنوب والزنازين ودجاج البيت وشاي مقهى عزران ، ثم يمسح دمعة التمني ، ولكن لاحياة لمن تنادي ، فمدينته لثلاثين عاماً حولت حاناتها إلى جريدة واحدة وبسطال وشاي مخشوش.
اليوم الحانة نفسها . النهار نفسه ، غير أن الوزير الأول وسيده لم يعد موجودان . وعلنية الهمس صارت موظة تجاهر بها حتى القطط. أحدهم قال : أن هذه الديمقراطية تخيفني . والقصد أن المغالاة والإسراف قد تقود إلى هدم . أخر قال نريد ملكاً. بعضهم تمنى الزعيم عبد الكريم . آخر أراد جيفارا . فيلسوف حسم الأمر وقال : ستكون أمي حاكمة لهذه البلاد . رضينا جميعاً ، وفي المقهى كتبنا لها الدستور الجديد . وفي أول يوم من حكمها . أعادت لنا الخدمة الإلزامية وأرغمت جنود مملكتها أن يرتدوا الخوذة الإيطالية وقد أعجبها تصميمها عندما رأتهم يتجولون في شوارع المدينة وكنا قد أخذناها إلى جراح للتجميل قبل موعد تنصيبها ملكة علينا .

أور السومرية 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم
- ونفشيوس وأمي والهدهد
- الطريق الى حلبجة
- ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
- بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
- الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
- ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله
- اليابانيون يرتدون اليشماغ والدنماركيون يأكلون الجبنة في حي د ...
- بابل وانياب الارهاب
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نعيم عبد مهلهل - المقهى السومرية والخوذة الأيطالية