أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:














المزيد.....

حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن :ــ
نخوض منذ زمن في عالم نزعنا عنه غطاءً ستر عوراته كما ستر ضعفنا وعجزنا، نخوض غمار تجربة اعتقدناها ستعانق البرق بمجرد أن نصادق الفرح ونفتعل الصدق...لكن صدقاً فارقنا دهراً...لايمكنه أن يطأ عتبتنا قبل مكاشفته وفضح أمراضنا ، أو قبل اعترافنا بماصنعناه من أقفال لأفواهنا، وما صنعناه من قيود لنسائنا ، أو ماوضعناه من أصفاد تربط أعناق وأيدي وعقول أطفالنا ، سواء فعلناه بمحض إرادتنا أو خوفاً عليهم ، أو تخوفاً من مصير لانرتضيه لهم ولهن ولنا..ففي النهاية...وقبل البداية ..نحن مذنبون...فكيف نصطنع البراءة ..وأننا ضحايا فقط؟...
نحن ضحايا ارتضت الخضوع، ونحن ضحايا استعذبت العبودية ورسمت لها الدروب، نحن ضحايا تماهت بالأسياد ، نحن ضحايا فرحت لانقلاب المفاهيم والقيم واستمرأت الفساد واستعذبت اقتراف المحرمات والذنوب ...ضحايا تغمض العين وتمارس الفتك...وحين استفاقت ..وقفزت فوق مافعلته واستنكرته...لم تستطع أن تقفز فوق ظلها ولا فوق ماضيها ..وتربيتها ..ولا فوق مناهج التدريب والترهيب، لهذا رحنا نمارس وصفات الأسياد ونقلدهم في استعباد من نراه يخطو في دربٍ يتجه نحو قِبلةِ غير قبلتنا...ونستعذب أدوار الجلادين ..وإن ارتدينا ثوب المعاقين أو الضحايا...فهل يشفع لنا قفزنا المتواصل ...باجتياز الأسلاك الشائكة...ونحن مازلنا نسقط في حفر القنافذ ومصائد المقاصل القديمة؟
هل يكفي للسارق أن يحج كي يتوب؟ هل يكفي للقاتل أن يعترف كي يتوقف عن القتل وألا يعود إليه؟ وبما أننا بشر وعلمنا الرب كيف نسامح ونغفر ...سنمنح لأنفسنا ..فرصة أخرى...وها جاءت على أيدي أطفال درعا ، حين تحولوا من تلاميذ إلى معلمين...حين سلمونا مفتاح الحرية، لكني أسألكم ...أن تصدقوا معهم ومع أنفسكم، هل تبتم كلياً ، وأغلقتم الأبواب دون كل ماتعلمتموه من مدرسة الأسد وعلى يدي الأب والابن؟..هل أقفلتم الأبواب دون عزف الأنغام المنفردة ، وتقبلتم العزف الجماعي ولغة الاجتماع على الحق وصناعته ؟ هل قتلتم روح الانتقام والكراهية والتمييز ، التي شحنكم بها وألقيتم بها في بحر الظلمات إلى غير عودة؟...الأسئلة لاحصر لها وكلها تصب في هذا السياق، لكني لا أريد جواباً، بل مرآة لأنفسكم قبل النوم وحين تعزمون على القيام بأي عمل...أن لاتقفلوا دون ذاكرتكم أبواب التذكر ولا تقترفوا ذنب النسيان، بل تقارنوا بين ماتفعلونه وما علمتكم إياه مدارس الإستبداد الأسدية ، وحين تكتشفوا مثيله تخلوا عن فعله...كي لاتصطادكم سنارته التي تعرف مازرعت...ومازالت تُعَّول على تربية عمرها نصف قرن من الزمان...لستم ولسنا آلهة ..ولن تتخلوا عن نظام حياة عمره نصف قرن...تخلوا عن كل مايذكركم بنظام الأسد...لأنه يبعدكم عن نظم الحياة السوية والطبيعية...التي حلمتم فيها لوطنكم وشعبكم...كونوا أكثر صراحة مع أنفسكم ومع أبنائكم...كي لاتخسروهم، أو تحولوهم لأنصاف إنسان..مشوه بإنسانيته ، لأنهم مستقبلنا.
ــ باريس 22/3/2013



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:
- ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :
- دائرة طباشير ترسم بعض ملامح الثورة وتؤشر لأماكن الخطورة:
- المرأة السورية وجحيم الموعد
- بين كُلَّما الإثم، وكلما الواقع مقدار شعرة:
- الكأس الأخيرة في علقم الموت السوري بيد المعارضة:
- لنبوة الوطن السوري أنتمي :
- الوطن بذمة المعارضة السورية
- أحكام من رحم الآلام:
- العنف سيد الموقف
- طرائف من بلاد واق الواق السورية:
- السوري طريدة أينما حَل:
- لماذا سكينة، فيدان وليلى؟
- ضياع:
- أبوح لكم بعجزي:
- رؤيا:
- للعقلاء والأشراف من أبناء الوطن :
- تتمة لخواطر سابقة
- خواطر من الإنسان وإليه:
- في لحظة بكاء


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن: