أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المرأة السورية وجحيم الموعد














المزيد.....

المرأة السورية وجحيم الموعد


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 01:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


للمرأة السورية سنديانة المشرق، ملكة الأمومة ...وسيدة الأحزان..المرأة ...التي لاتحتاج لإقناع العالم بجدارتها ولا بأنوثتها ...لم تعد بحاجة إلى من يعترف أنها سمكة فقدت بحرها...أنها طريدة حيث تذهب...تجد أمامها شباك الصيادين ...أنها سبية تارة وبطلة أخرى...أنها ضحية تارة ...وقوية أخرى...أنها لاجئة بلا وطن...أنها امرأة بلا زوج...أنها أم تحمل كفن ولدها...أنها فريسة لكل وحش كاسر جائع فاقد لإنسانيته...فكيف تعيش عيدها اليوم ...وبماذا تشبه نساء الأرض؟
إنها لاتشبه سوى وحدها...إنها من حَلِم بأن يكون إنساناً ذا معنى...إنساناً بحقوق وكرامة...ثارت مع ابن وطنها...رضيت أن ترسل ابنها للموت...رضيت أن تفقد حبيبها ...لأنها ولدت وتربت على أن الأوطان لاتبنى دون تضحيات ...لكن ماقدمته فاق أساطير الكون وكتب التراث والتاريخ...العالم يعيش في همومه أو في أبراجه...لكنها تعيش في جحيمها..تشد حزام العفة وحزام الأمان ...تشد أزر الوطن وأزر الأخوة ...تشد على لحم بطنها ...وتعض على نواجذ الألم ..تخشى أن يراها أطفالها دامعة ...تريدهم أن يصبحوا رجالاً ..أن يجتازوا السنين ..تريدهم أن يكبروا بمحبة وسلام... دون عنف أو ألم...تخفيهم عن عيون العسس ...تخفيهم عن القناصة ...عن آلات الحديد التي تجوب الشوارع وتزرع الرعب في جسدها...عن صواعق السماء وحممها...لكن جفونها ...ثوبها ... لايمكنه أن يكون خيمة مضادة للرصاص...تجمع ماتركه لها صُناع الفضيحة من " حماة الديار " تعبر كل الشراك والألغام ...تعبر حواجز الموت...لتنقذ واحداً أو إثنان لم تستطع يد الكراهية أن تصلهم ولن تستطع هي بعد أن تنجب غيرهم...تدق أبواب الحدود ...تدق أبواب الرحيل...تتقدم بأقدام عارية ...خالية من أصفاد الأسد ...ترفل بأصفاد الهجرة ...وقيود الذل خلف الحدود...إنها تدفع ضريبة الوطن بمقادير مضاعفة عما يقدمه الرجل...فهي من أنجب الطفل الذي خط بطباشير المدرسة أول مفردات الحرية...وهي من قدم أول طفل يقضي تحت سياط وآلات أجهزة التعذيب في أقبية الأمن لنظام الأسد...هي أم حمزة الخطيب...هي أم هاجر...هي أم ثائر...هي أم الشهيد، وأم المعتقل..والجريح والمعاق..هي القلب الكسيح.
فأي تكريم يمكن للمرء أن يجده مناسباً لقامتها الباسقة...؟ أي تكريم في عيد المرأة يليق بالمرأة الأسطورة؟
المرأة التي كتبت ونقشت ودونت ..تاريخ ثورة خرافية الحكاية...المرأة التي تعطي ولا تبحث عن أوسمة، المرأة التي سينهض يوماً ضمير الكون ليغسل قدميها فوق تمثال الحرية...المرأة التي توقظ يوماً بعد يوم ضمير أرصفة عالمية تجاهلت شوارع وحارات بلدها...المرأة التي تكشف عورات طُهاة السياسة في فنادق العالم ومطابخ الدول...وهي فقط من يشم رائحة الخميرة في عجينة الحل...هي وحدها من يرفع الميزان ومن يخفضه...هي الأولى والأجدر ...بأن يكون لكلمتها دور الفصل كمواطنة، كأم ، كزوجة ، كمناضلة ...ككاتبة ...كصحفية كمساوية لمن يحاول أن يقصيها عن درب القرار بمصير الوطن...مَن يحاول أن يضعها على الرف ...أو في الدرجة الأدنى...معتقداً أن بندقيته من يصنع السلم الأهلي والنصر! أو أن احتكاره للأدوار في ملاعب السياسة سيضمن له القيادة!...متناسياً أن رأسه المملوءة بالانتقام والحقد والتمييز...لم يأت من حليب أمه السورية، بل من عنف البندقية ومن عقم الأيديولوجيا التي تضع المرأة أسفل السلم، وأنه في نهاية المطاف سيحبو ليكسب صوتها...أمه أرادت أن تصنع منه الانسان ، المواطن الحر ...المحب للآخر...المتسامح ...العاقل، الصبور ...أمه اليوم تُذّكِرُه بحكايات الجدة قبل النوم ...عن آفة الكذب وآفة الحقد، عن آفة التفرقة والأنانية، تريده أن يتذكر كل ماهو جميل في وطنه...أن يعود لرشده ...أن يعيد الابتسامة لبيته والسلام لوطنه جنباً إلى جنب مع شقيقته ...لأن أعمدة الوطن لاتقوم إلا على تعاون واعتراف الجنسين دون تمييز كل منهم بالآخر.
ــ باريس 6/ آذار / 2013



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين كُلَّما الإثم، وكلما الواقع مقدار شعرة:
- الكأس الأخيرة في علقم الموت السوري بيد المعارضة:
- لنبوة الوطن السوري أنتمي :
- الوطن بذمة المعارضة السورية
- أحكام من رحم الآلام:
- العنف سيد الموقف
- طرائف من بلاد واق الواق السورية:
- السوري طريدة أينما حَل:
- لماذا سكينة، فيدان وليلى؟
- ضياع:
- أبوح لكم بعجزي:
- رؤيا:
- للعقلاء والأشراف من أبناء الوطن :
- تتمة لخواطر سابقة
- خواطر من الإنسان وإليه:
- في لحظة بكاء
- ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟
- شكراً لك مرسي، فقد اهديت الثورة السورية درساً يعيد لها صوابه ...
- أين الإئتلاف الوطني من - الدولة الإسلامية- في شمال سوريا؟
- وسأظل أحبك حتى بعد الموت


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المرأة السورية وجحيم الموعد