أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟














المزيد.....

ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟:ــ

كل تمائم الأرض وتعوذياتها لم تحمِ طفلَكِ من رجفات البرد.
كل ضماتك الحنون وحرارة قلبك المكلوم لم تقيه من لسعات ليل صحراوي.
هل حركت دموعك وصرخاتك قلوبهم ؟ هل حرك فقدك لطفلك مشاعرهم الإنسانية؟
ربما أنهم لايرون بأطفال سوريا ...أطفالاً!
هم أجنة تكبر كما كبر اليسوع فجأة ...تنطق بالحرية من ساعة مولدها...فيُحكم عليها بموت متنوع...لاتهمهم الوسيلة، وإنما يحرصون على النتيجة، فإن لم تصلهم يد بشار ستصلهم يد اللامبالاة والإهمال، سيقتلونهم جوعاً وفقراً ومرضاً وبرداً....فأينما حللتم ..لاحقتكم لعناتهم ..ومقاصلهم المخفية تحت عباءات الأخوة والصداقة.
ماذا تبقى لنا من جسور تعيدنا إلى سوريتنا...تعيدها لنا وطناً حراً يحلم بعدالة وكرامة؟ خرجنا بعد أن حللنا وثائق حناجرنا وحررنا قيود معاصمنا...نطلب الحق لا الثأر ، فقوبلنا بالموت...نَظَم العالم بأسره أشعاراً ببطولاتنا ..وحرروا كتباً بالتضامن معنا...شكلوا تنظيمات وعقدوا مؤتمرات ...شاركنا فيها..بعضنا على أمل وثقة ، وبعضنا الآخر مُكرها لاحول ولا قول...كلها سقطت في آبار التسويف والتضليل وتطويل باع القتل الأسدي.
عدونا القابع في قصره يطمئن على حاشيته ويشد من قبضته ...وهو يرى انفلات الخيوط من يديه...كل هذا ومازال يغط أقلام إعلامه في حبر دمنا..كل هذا ولا يزال مصراً بأنه رئيسنا...شئنا أم أبينا..!
فعليه أن يثبت لنفسه ولأبيه ، أن كنوز الدار السورية لن تخرج من الدار الأسدية، وأن قواعد اللعبة السياسية قد أتقنها وتجاوز والده بفراسخ...وهاهو يسطر حكايات تُعَلم كل الطغاة طُرق الموت...دون رحمة..الموت دون رفة جفن أو حسرة...القتل طريقه الوحيد لتعبيد وتأبيد الإرث...لكن نصوص الوصايا الحافظية، لم تعد تصلح للإقامة دون ترخيص وطني، فثمة معضلة لايستطيع عقله المحدود أن يحلها..وهي غرابة القدرة على الصبر والصمود لدى شعب قال له المُوَرث، أنه مُطواعٌ حين تكبر العصا وخَنوع حين يضيق الخناق، وراضخ حين يجوع، وأكد له أن كل عداوات العرب والعالم لن تفلح بمعاقبته ، فقد رسم له طريقة اللعب على حبال المصالح والجوار وعَلّمه من أين تؤكل الكتف، ومَع مَن يستطيع أن يتحالف ، فكل ماحوله أشباح لرجال ومقامات هلامية تنفذ ولا تعترض، وتحلف باسم الله ورسله وملائكته وتنفض ملح الطعام قبل أن تنهي جلسات المائدة والمؤتمرات، لأنها صُنِعَّت في مدارس تُجهز للعرب ذيولاً مربوطة بأوامر مخطوطات مُلزِمة مقابل حماية الأنظمة...
المهم أنه تقمص روح أبيه وأغلق بالمتاريس على شعب سوريا أو أرسله لجحيم الجوع وزمهرير البرد الصحراوي...إنه سعيد اليوم ..لنبأ موت ثلاثة أطفال ــ نفس عدد أطفاله ــ من البرد في مخيم الزعتري...إنه سعيد الآن ...فغيره أيضاً قادر على القتل ...الرحيم !...دون أن يلوث يده بالدم....إنهم أخوتك بابن الأسد....فابشروا بقتل رحيم من شعوبكم يا أولاد الزناة، فماهي إلا أيام معدودة في أعمار من يسدد سهامه لقتل الطفولة، واعلموا أن قواقعكم الغربية ستتكسر تحت نعال الجياع وأبناء المخيمات...وأن قلوعكم ستمزقها سيوف الفقراء وغضب شعوب أهدرتم كرامتها...فمن بقي منكم على قيد الضمير ...ليفك عقاله ويتأبط ريح الحرية مصغياً لحناجر العطشى إليها.
ــ باريس 30/11/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً لك مرسي، فقد اهديت الثورة السورية درساً يعيد لها صوابه ...
- أين الإئتلاف الوطني من - الدولة الإسلامية- في شمال سوريا؟
- وسأظل أحبك حتى بعد الموت
- مقامرة في كازينوهات السياسة
- اطبخوا مؤتمركم جيداً من أجل سوريا الحلم
- من هم المرتزقة ياسيد لافروف؟
- أعيدوا دورة الحياة لسوريا
- للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها
- بيني وبين الألف:
- لنغسل الطفولة السورية من تراب الموت:
- أمنية مواطنة سورية..في ذمة قناة الجزيرة
- ماهكذا تورد الإبل يامسلمين!
- أن ننتقد الثورة والثوار ، لايعني أن نتفق مع الاستبداد ولو بن ...
- طريدة ستبقى...لأنك سوري!
- ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟
- الأرض السورية تلد بعد عقم!
- حتى الممكن صار مستحيلاً!
- كيف يقيس البعض مواطنتك:
- المرأة..والثورة
- فضيلة النقد، أم عمى القياس؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟