أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها














المزيد.....

للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها:ــ
يحتفلون بموتك، يتفاخرون بمقاومتك وقدرتك على احتمال برودهم..وعلى تجاهل كل القبائل التي تنتمي إليها وتعتبر طينك من تربتها..تحتمل لسعات سياط تُفتت لحمك...تطأ على جثتك ...وتشهد بعدها أن لا إله إلا الله ..وأنك ذهبت في سبيله ...أنك من التراب وإليه!!..أنك اخترت طريقاً وعرة اسمها الحرية..أن حريتك تختلف عن حرياتهم...أن شهقة ألمك وتصميمك تجعلهم يكتشفون رجولتهم الناقصة ...وأن صمتهم مشروع ، ويقع كل الحق عليك في تفهم عجزهم!..أنت شهيدهم ويعترفون...أنت سفينتهم إلى بحر الحياة ويُقرون...أنت وسيلتهم لدخول جنات عدن ويأملون!...يطابقون الأقوال هنا ويخالفون الأفعال هناك..ترتطم عطاياهم ومَكرُماتهم بغصاتنا وآمالنا...نحتاجها ويغض بعضنا الطرف عن كونها خوازيق وشرائك ..لكن بعضنا الآخر يعرف أنها إشارات من عروشٍ ومن مرافيء تريد تغيير اتجاه الرياح السورية....نأمل ونسعى ألا يفلحون..
ضاق بك الكون...ضاق بموتك فتجنب فتح العيون..تجنب جغرافية أرضك..ومحى من التواريخ أرقاماً تشير لدورك..تفنن القاتل بأنواع موتك..ولم يتمكن من محاصرتك...وقومك..مازالوا ينظمون الأشعار ويتغنون ببطولتك في محافل إعلامهم...يغمسون عباءاتهم في زيت قناديلك علَّ بركاتك تحنو عليهم بشيء مما يفتقدون...هوادجهم لاتعبأ بموتك بقدر ما ترسمك حامٍ لدربها في غدٍ تتوق أن تشتريه بذهبها المشحون بالسخام وبسجادات تصلي لله وماهي منه إلا بألفاظ اللغة بلا حياء..
نعشك يدور بين أيديهم وعطشك للحرية وماؤها ينادي جذورهم..يستنجد ببيارقهم وجحافل جيوشهم، التي أشهرت سيوفها في ليبيا والبحرين..لكنها تخذلك كل يوم ...لأنها تخشى أن ينقض الجار المَرصود على سكينتها...أو ينحرف وينجرف أبناء جلدتها عن طاعة أولي الأمر والنهي...أو ينزعج العم سام وأبنائه من حماة عروشها...فأنى لك يا ابن الشام أن تحصد ثمار ضحاياك؟ أنى لك أن تجد من يستجيب لصراخ ثكلاك ..فيهرع ليشارك في حمل نعشك..دون غايات أو مزاودات..فهل باتت الأخوة مصالح وإملاءات؟َ
محاصرٌ بدمك..محاصر بلقمتك..محاصر ممن يسموا أهلك...من عدو وغريب لايأبه لإنسانيتك..فارسٌ تمتطي جوادك منذ عامين...ولم تعرف حوافره إلا الجري وصعود القمم...سيفك مازال مُشرعاً يطلب الحرية ...ويُنشد الحق...يهفو لكسر قيوداً كبلت معاصم الصغار والكبار وأقفالاً كممت الأفواه عقوداً، فلماذا الجحود والنكران لمن يطالب بالعدل؟ لماذا لم تجد ــ حتى اللحظة ــ من يضع قيمة مابذلته في كفة ميزان أمام قُضاة سُجِلت لهم في دفاتر التاريخ صفحات من العدل والقسطاس؟ يلوون الحنك ويتلونون في اختيار الكلام...ليدرأوا عن أنفسهم عَتبَ مواطنهم والتاريخ...لكن عار تجاهل دمك سيظل يلاحقهم إرثاً وصرخة توقظ ربما ضمائرهم...ليعرف درب سوريا العيد والفرحة...إنما لا أضرب بالرمل، ولا أعلم متى يأتي يوم يقظة الضمير!...فهل كُتب عليك يابن بلدي أن يظل الموت مصيدتك اليومية؟!
ــ يوم عيد الأضحى 26/10/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيني وبين الألف:
- لنغسل الطفولة السورية من تراب الموت:
- أمنية مواطنة سورية..في ذمة قناة الجزيرة
- ماهكذا تورد الإبل يامسلمين!
- أن ننتقد الثورة والثوار ، لايعني أن نتفق مع الاستبداد ولو بن ...
- طريدة ستبقى...لأنك سوري!
- ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟
- الأرض السورية تلد بعد عقم!
- حتى الممكن صار مستحيلاً!
- كيف يقيس البعض مواطنتك:
- المرأة..والثورة
- فضيلة النقد، أم عمى القياس؟
- هام وعاجل:
- الطفل ...الشيخ!
- السين ..من سوريا
- احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر
- الصوت السوري
- يوميات في دفتر الثورة:
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...


المزيد.....




- حقوق المحاربين الأمريكيين القدامى تتراجع.. غضب ضد سياسة ترام ...
- مسؤول أميركي من بيروت: انخراط حزب الله في الحرب بين إيران وإ ...
- الشرق الأوسط بين حربين.. تحوّلات ربع قرن وصدامات تتجدد
- خطوة واعدة.. دواء جديد لإنقاص الوزن يتفوق على أوزمبيك
- المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران: في حال تدخل طرف ثالث في ...
- الجيش الإسرائيلي: إيران استخدمت صاروخا متعدد الرؤوس الحربية ...
- الخارجية الليبية تعترض على طرح اليونان عطاءات للتنقيب في منا ...
- زاخاروفا: نتوقع اعتذارا من روما عن دعوة شبكة RAI الإيطالية ل ...
- إعلام: ترامب غادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب ماكرون وزيلينس ...
- زاخاروفا: يجب مواصلة مفاوضات البرنامج النووي الإيراني السلمي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها