أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يوميات في دفتر الثورة:














المزيد.....

يوميات في دفتر الثورة:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 14/7/2012 من وحي أيام الثورة :ــ
لاتسألني كيف ينتهي يومي..ولا كيف يبدأ، لاأملك جواباً شافياً..لأن يداً خفية تربطني هناك مع نزلاء الأقبية ..مع دوي القذائف ورشقات الرصاص، مع جدران تهبط فوق ساكنيها، مع حرائق لاتتوقف عن الاشتعال... مع توالد الأحزان وتزاحمها ...لكني ومع كل هذي الكوابيس، أحلم بفنجان قهوة بالهال على طرف شرفة صغيرة تمتليء بالحب والبسمات الآملة تزيل آثار سلالة وحيد القرن
في نفس المساء السابق :ــ
ترجلت عن كرسي النت..لأذبح الحروف التي تقف عاجزة عن امتلاك القدرة على استعمال النفي وسلطتها في قوانين القواميس ، وترجل قلمي عن يدي..معلناً انشقاقه عن الكتابة..لأنها تخيب الظن ولا ترتفع لمستوى قدرة شعبنا على التضحية
في 15/7/2012:ــ
انتظرتك ولم ينفذ صبري مازلت قادرة على التحمل..أنتظر وصول الطلقة التائهة..القادمة لعنوانك أو عنوان بيتنا ..أنتظر ساعة الصحوة..ساعة الخاتمة ..ساعة القطرة الأخيرة من دم الذبيحة السورية..لتمسح بلونها القاني آخر ملامح القاتل من الوجود
في نفس المساء السابق:ــ
انتبه بعض العرب لنا بعد أن متنا مئات المرات، وهانموت آلاف المرات والعالم متخشب في شخيره..عقارب الوقت تنتظر قيام الفعل من سطر الجملة لتسخين إلية لافروف أو عالم المنافقة المتضامنة، في وقت تتحرك به التوابيت باحثة عن مدفن في بقايا البيوت السورية التي تتحول لأكوام من تراب..
نفس التاريخ :ــ
الوطن السوري ينتحب دماً ويغوص في الثأر ، خناجر في النحور وخناجر في الظهر...والعالم يندد متمنطقاً بالعهر.

في نفس المساء من 15/7:ـ
أسمع صرير البوابات المهجورة تسأل الريح عمن رحلوا..أسمع لهفة الأرصفة على أقدام كانت تعبر بأمل..عن أحذية الصغار اللاهين
أسمع خفقات قلبي المتقطعة تتأرجح بين العويل والعجز من جهة وبين السؤال عن خجل التاريخ من عالم يخشى من ثورة يمكنها أن تتحول لأسطورة..فيعمل على وأدها.

في السادس عشر من تموز 2012:ــ
علاقتي مع الكلمة علاقة مودة وصداقة..أنزف وجعي..أنفث غضبي فتنصاع وتحنو على الورق، اليوم أرى أن المسافة بيننا تتباعد...تفتقر للدفء، تخلع عنها صفة الجمال والأناقة لترتدي ثوب الجحيم والموت....أسألها أن ترحل...أن تكف عن الهذيان والوخز في رأسي ..أو أن تلقي بنفسها في أتون المحيط، فما أعيشه بين الغيبوبة والصحو...بين الظلام لحظات والنور دقائق كلها بنكهة البارود تثير في روحي حمحمات كل القلوب المأسورة والمكسورة ، وتأمر أصابعي أن تقسو وتتخشب فتستبدل القلم بحجر ، أو تغير طريق الدفاتر ومحطات المكاتب ..أن تحولها إلى لافتة أو هاتف محمول بيد ثائر ..من حمص أو درعا أو.....خرج من البيت وأقسم ألا يعود إلا وسوريا حرة.
حصيرتنا اليتيمة التي نجلس ونخلد إليها هي سوريا، وكل فوضى تزرعها الإشاعات تفرخها الأخطاء..فتعالوا نتهجى حروف الوحدة والإخاء




من وحي السادس عشر من تموز أيضاً :ــ
اعتادت آذاننا أن تسمع ضجيج الأطفال أو ضجيج الأسواق ...أي الحياة..لكني في كل يوم لا أسمع إلا أنباء الموت، القصف..طال بيت فلان أتذكرينه؟ ..لقد سقطت إحدى قذائف الطاغية اليوم على بيت فقير..أهله مسالمون..قضى بينهم خال "منصور وريتا"...الذين فقدناهم الشهر الماضي وأصيب خالهم الثاني..وزوجة خالهم كذلك...فكيف يمكن لآذاننا أن تتابع هذا الشريط الاخباري الذي لايتوقف ؟ شريط يصنفه لافروف في خانة " العصابات المسلحة"...لو كنت أصغر قليلاً ..لو كنت بصحة أفضل...لحملت سكيني وغرزتها في أذنيك يالافروف وآذان كل الصامتين.
في السابع عشر من تموز 2012:ــ
ريح صفراء تنتظر مرورنا في زاوية الشارع، شبح الموت يترصدنا في كل بقعة ..نتلمس أجسادنا كلما خرجنا من بقيايا قذيفة..نغتسل بمحبتنا للحياة وقدرتنا على البقاء يوماً آخر..نشعر بأن عروة الحياة في قلوبنا منفلتة الروابط..خارج نطاق قدرة الإله على التحكم بها..فقد هربت من أبواب السماء لتستقر على أبواب دمشق ومدنها السورية..لافضاء يتسع لأجنحة صممت على إيقاد الشموع فوق كل الجبال الشامخة..لتقتل عتمة نصف قرن من الظلام...لاميراث للعسكر ولا ميراث للخوف..ولا سطوة لسياطه فقد انحلت مفاصله في أزقة التاريخ الدمشقي، التي شهدت على"حسن الخراط" ومقاتليه..وهاتشهد على أحفاده يجوسون الحارات لينظفونها من إفك الطاغوت.
لنمسح معاً دموع الحزن ..ولغة اليأس..لنمسح بلورة الحظ كي ترى بعين ثاقبة أننا نستحق الحياة ونستحق الحرية..أن الشعب السوري يموج كبحر غاضب يثأر لكرامته ..ينعت أروقة الأمم الصامتة على عسف القتلة..يزأر بوجه الموت رافضاً أن يكون صوراً للإعلام الدجال...رافضاً أن تكون أرضه أرض المآتم لا أرض الأفراح ..رافضاً أن يكون سلعة المساومة والمقايضة في أسواق النخاسة السياسية لعالم يقوده عراة من الأخلاق ومن الضمير، فكيف ينجو إذن صغارنا من الغرق؟ كيف تنجو نساءنا من الترمل؟ كيف تنجو أرضنا من الحرائق والخراب..إن استمرت ضمائركم معلبة ومغلفة بحجج لايمكنها أن تعفيكم من مسؤوليتكم الإنسانية ..أديروا دفة الكلام الرخيص وامتشقوا لغة الصدق والوجدان..قبل أن يجلل العار جباهكم ...امنحوا الحق فرصة ليستقيم في ميزان العدالة يامن اخترعتم قوانينها العالمية حين كانت شعوبكم تخوض معركتها من أجل الحياة الحرة مثلنا..فلا تنكروها عمن يعشقها ويهوى اعتناق مذهبها.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يوميات في دفتر الثورة: