أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - إله محايد!














المزيد.....

إله محايد!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 21:50
المحور: الادب والفن
    


أهو قدر السوريين أن يهيموا في الأرض؟، أن يغيبوا أو يغَّيبهم القتل والتعذيب والاعتقال، كي يتسنى لرأس الأفعى أن تحتفظ بسمها، كي تستطيع خطف العصافير من أعشاشها، كي تحرم السوري من خبز يومه، فهل يعقل أن ينام المسيح كل هذي القرون ولا يرى ماآل له الحال في أبواب دمشق، التي فتحت ذراعيها لحنا المعمدان؟، أما من حصة لهم في حياة أفضل؟؟ أما وقف اليسوع لحظة في جمعته الحزينة وخاطب وجدان عالم يؤمن به وبقيامته؟ أيسمح لمذابح سلاطين الطاغوت أن تزرع أشراكها في كل قدم من أرض الشام؟..أما من منقذٍ لمن يُهان ويُسحب من فضائه هواء الحرية؟
هَذيٌ من وحي أيامي، هي خرافة الواقع المر..فكيف يمكنني أن أُصلي لمن يدير وجهه لصلواتي، ولمن يغفو أمام تضرعاتي؟ لأي عالم يمكن لصوتي أن ينفذ؟ مثقلٌ قلبي بجراحه وصديده يرفض كل وسائل التجفيف الطبية، مثقل بإرث إله يعجز عن منح قليل مما تفيض به مرابع الأمم..
قولوا لي، هل أستمر بصلاتي أم أنقطع في صومعة لاعلاقة لها بما يؤمن البشر به من آلهة؟..أنقطع عن عالم يكبو ويترنح من سُكرهِ أمام شاشة تعج بصور الموت...لم أعد أنتظر عفوَهُ....ولا غفرانه..تجديف ما أقول؟! أم حقيقة لايجهر بها بعضكم؟..صومعتي ستتبع جنساً بشرياً ثالثاً محايداً لاشرقي الايمان ولا غربي القدوس..من يدري فربما تنبت لبوذا أظافر تشبه أنياب ذئب يصادق الخراف، وأفاعي لاتغدر ، بل تلعق حليباً تقدمه نساء يعتقدن أن للأفعى قدرة على تخليصهن من العقم..ها نحن قد أرسلنا بكل مالدينا من حليب أطفالنا علً الأفعى السامة ذات الأجراس القابعة في قاسيون تذهب في سبيل جهنمي المصير دون أن تعض بأنيابها أجساد صغارنا ..
هذياني وصل إلى حد قطيعتي مع أصدقاء صنعتهم فيسبوكياً، أو أليكترونياً...فصحراء قلبي لم تعد تصلح إلا لتعفير رأسي برمالٍ تحمل معها وحوش اللغة لتنهش ماتبقى لي من مشاعر..كل الاحتمالات خططتها برسوم متحركة تقف في النهاية متخشبة..فأحتضر أمام نفسي وتفيض مني الروح متبرأة مني ..فقد اكتشفت أني لاأصلح لأن أكون سوريةً غسانية المنبت، يحيط بها الخراب وتعتاد على رؤيته..يحيط بها الموت فتكابر وتأمل..تشرع سيوف الكلام..وتتخذ منها عكازة لشللها عن الفعل...أقتل روحي..وأمزق ماتقمصها من مفردات العِبَر ودلالات التاريخ، فقد استغرقت في أملها عقوداً عجافاً بعالم لايتقن لغة المحبة ولا يعرف معنى السلام إلا فوق صفحات اصطنعها كي ينجو من حسابات الضمير.
وها أدرك يوماً بعد آخر أن أفاعي الشرق لها رؤوس متعددة تنبت كالفطر، لأن جيناتها تغيرت بفعل مخابر المُضاربة في أسواق السياسة وبورصات الربح والخسارة، وماشعب بلدي إلا طريدة تصلح للتجارب ولرسم خرائط تفيد الابن المدلل المختار عند الله وأتباعه، وأن كل نافذة علقت عليها أحجياتي وتعويذاتي قد خيبت رجائي، وكل الشبابيك المؤدية لمذبح الحسين أو الحجر الأسود قد أرسلت ريحها ليعبث في أمنياتي ويذروها في أصقاع الربع الخالي..كي يخلو لبعضها جو الزواج من إماء يصورونها حوريات جنة خالدة مرة صنعها "عفلق" وأخرى رسمتها عبقرية "ستالين وحفيده بوتين"، وثالثة الأثافي ابتدعتها خزعبلات "عرعورية أو واوية"، تكتب وتخطب باسمي وباسمك وتحوقل باسم الله ونبيه، فبأي آلاء ربكم أصدق أو أكذب يابني بلدي؟ وهل لبعضكم وحي أوحاه اسماعيل ليجيب على هذياني قبل أن أستيقظ ، وأنفخ في صور النهاية أو البداية حين أشرقت الشمس من مدرسة المتنبي في درعا البلد لتعيدوا لقلبي وقلوبكم مابدأناه من إرث ثورتنا وفقدناه بعد عام، فإلهي إلهكم لاننطق عن هوى إلا من أجل سوريتنا ، أمُ بلاد الشام أجمعين.
ــ 09/03/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - إله محايد!