أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - - الحرية صارت على الباب-














المزيد.....

- الحرية صارت على الباب-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


الحرية صارت على الباب"
..كلمات نسمعها ونرددها ونتمنى أن تطرق بابنا وتدخل..أن تتوقف عن الغنج ومطالبتنا بمزيد من القرابين .. هرعنا نحوها شرعنا أمام صلفها النوافذ ..نرقب خيالها وخيلائها.... فتحنا لها قلوبنا وقدمنا على مذبحها أعز مانملك ... فلذات أكبادنا..حلمنا بلقائها..بالاحتفاء بهودجها.. تجري روحها في شرايينا كالدم القاني تتدفق منها غزيراً فوق تراب سوريا..حلم يهبط من سماء تعلوها سحب ودخان كثيف..وأسطح معمرة بالبارود ، مزروعة بالذخائر، محشوة بالموت المنتظر إشارة القتل دون سبب..لأن القتل صار فعلاً مشروعاً في قاموس حماية السلطة المزرعة..حماية أسرة عرفت السفر .قبل أن تعرف الإقامة..قدِمَت من المجهول وحطت رحالها ، حيث يمكنها أن تصطاد طيبة شعب..يحب التنوع ويتقاسم ملح الأرض مع ساكني الأكواخ..دون أن ينظر في هويتهم..اكتفى بسمات الإنسانية المغشوشة فوق ألواح طينية، مشحونة بحزن القلب لرغيف التنور في جبال شمخت عبر العصور ، لكن نفحات الأجساد المهووسة بالسوط والمتلهفة للخروج من ثياب العار التاريخي الموغل بمشاعر النقص والدونية..حين تنهض لاغتيال المحبة وقتلها من أجل بيارق تهدد باجتياح مغولي اللهجة لمن يصطف للدفاع عن وحدة الجبل والسهل والشاطيء.
انسكب ماء دمائنا وتركنا طير الروح يرحل عنا منتظراً حتمية الموت..كبونا..صمتنا..نمنا كأهل الكهف وأكثر.. صارت تجربة الموت هي سر تأليفنا لقصة الحقيقة، نحاول أن نغفر لأنفسنا كل خطايا الماضي..نحاول أن نسامح ، كي نوقظ من تمادى منا في النسيان..من تمادى في الغفلة..، نبكي لقصص الحب المفخرة بيننا، ونأسف لقصص الذبح المستعر والمؤجج بحقد أعمى الوتيرة، أعمى البصيرة...لم ندرك طعم المرارة في حب الأرض كما أدركناها اليوم، لم ندرك معنى الوهم في أحلامنا طيلة عقود إلا مع هذا الكم الهائل من الألم ومن ازدحام الأسماء في مواكب التشييع....لقد اكتمل الجحيم في دارنا..فمنها البداية ولابد أن تكون فيها النهاية..لانعول على أقراص المخدر في كؤوس النبيذ المحترق في جوفنا..ولا على أنباء الإعلام المُصَّدِر لموتنا..نبكي وحدنا ونخاطب وحدنا في حضرة رهبة الموت نقول لهم:ــ.
، وأمام أضرحة زعفران البيوت..وزهورها ، التي تحاول أن تتبرعم في طقس جديد الهوى..غريب الضجة ..حديث الحداء والنغمات..شد الطفل من سريره ، والتلميذ من مقعده..فراح يتخيل الكتب ..جياداً تصهل فوق التلال والأودية..تحملهم كالريح وترفعهم فوق الغيوم، ..نقول لهم ،لجلادي الأقبية لم يبق لكم من صنوف العيش ..سوى ذكريات الشهوة..لم يبق لكم سوى رجاحة الموت في ميزان التاريخ..لم يبق لكم من الرايات سوى صورها ومن الأغاني سوى أوتارها المقطوعة..لم يبق لكم معنى ولا مبنى..ولا مقام..سوى أن ترحلوا عنا لنبني الحلم ونهدي المحبة والوئام لقلوب لم تتركوا لها سوى صفحات سود من العسف والظلام..فماعادت تطيقكم الأرض وماعاد يحتمل سعاركم صنف الأنام
فضحتكم نصوصكم المُعتَمِدة أصول الفقة في الكذب..فضحتكم صواريكم المشدودة عكس الريح وعكس الخليقة والنواميس
فضحتكم نار توقدوها من أجسادنا لترمموا شيخوختكم السلطوية..فضحكم مطر لايعرف الدجل ..يغسل ما أخفيتم عن عيون البحر وعيون السماء وعيون الأرض والإنسان.
فضحكم فنون جنونٍ يخرج من شرنقته معترفاً، أنه الجاني دون أن يعلم، أنه الكابي والدنيا نيران تستعر..أنه الحالم والكون يقظ متيقظ..فهل نترك للجنون مقوداً يعصف بأحلامنا ؟ هل نترك لفنونه أن تغتال بيادر أوطاننا؟لن نترك بابنا موارباً بعد اليوم بين النجاة أو الموت..لاخيار ..إلا بالعناق المؤبد مع حرية تشتاق لنا ونعشقها.. أوصدنا الأبواب على ميوعة اللغة وابتسمنا لرؤيا الحياة الصاخبة بالموت..فهذا قدرنا ولا راد له ..سنتعايش مع أشلائنا إلى أن تتكسر أجنحة الجناة على أبواب مدائننا المنتفخة بنار لاتنطفيء إلا حين ينهض العاصي ويتصافح مع الفرات واليرموك والمتوسط..مشكلين هوية الوطن السوري الواحد.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - - الحرية صارت على الباب-