أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص المجلس الوطني).














المزيد.....

الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص المجلس الوطني).


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حملت فصولنا لأربعين عاماً متتالية قيدها ..ضاعت منها بوصلة الزمن وبوصلة الاتجاه..لحظة واحدة..خطيئة واحدة لغباء واستعلاء الطاغية ..كانت تكفي ليخرج تعب الماضي وذله من قبر الدفن المقصود ، الدفن الهارب من ضعفه.. لحظة واحدة تلتقطها أذن طفل وتنفذها يد زميله، .ثم تنتقل عدواها وتنتشر نارها في هشيم موت الضمير وصمت زمن التردي ..ومضة من عبقرية طفل..تخطت حاجز الصمت وكسرت جدار الخوف..فاجتاحت النيران كل البيوت المغلقة..وخرج الوعي المنطفيء ليشتعل من تحت الرماد..كان لمن سبقهم على مساحة الجغرافيا العربية دوراً ريادياً مساعداً..لإعادة الأمل المستحيل وتحويله إلى الممكن.
صار ليلنا أقصر ونهارنا يركض مع الريح دون أن ينجو من تصاعد الدخان وتكاثف نيران الحرب على الشعب، فقد انهار حتى الآن أكثر من طاغية على امتداد المشرق والمغرب عربي اللغة ...نطق الحلم في تونس والقاهرة واليوم يزغرد فرحاً في طرابلس الغرب..بينما تنام دمشق وصنعاء وتستفيقان على مزيد من الموت والدم...يستبيح العسس والعسكر ليلهم وبيوتهم وأماكن عبادتهم..وإنسانهم..لكن الطغاة لم يروا كيف تغيرت اتجاهات الحروف واتجاهات الرياح ..كما صيحات الحناجر المفبركة والمجيشة في حصون الفردية والعبودية ..تنقلب على الساحر ..فيزداد عنفاً وبربرية وبطشاً..كما يُمنح وقتاً من أنظمة تماثله تخشى على هشيم حكمها.. ترتدي ثوب الحضور بعد سبعة أشهر من الموت ، ثم تحتمي بالقوانين الغريبة على العقل والمنطق وتقف على نفس المسافة بين المظلوم والظالم ،هذا يعني أن الوقت يتحول..ينقلب..ويمكنه أن يخرب ويدمر..، لأن القائمين على هرم الجماجم..لم يعتبروا ولم يتعلموا..فامتداد الرؤية عندهم قصير ومصاب بالعشى السياسي والعمى البصيري ، أما الغريزي فيدرك في أعماقه تماماً أنه زائل..لكن حماقاته البنيوية تخذله وتمنعه من الاعتراف بفشله وتحول بينه وبين التراجع..ففي التراجع حُكماً بالموت..
لكن الجرائم واضحة كالشمس فكيف يتساوى القاتل مع القتيل في قاموس " جامعة الأنظمة العربية"؟ وكيف ننجو من محاولات استخدام المراسيم والقوانين التي تسمح للقاتل بالنفاذ من حكم الشعب ، وتنظيف يديه من دماء شبابنا؟!..نحن على موعد مع انقلاب من نوع عربي..في السابق كان العسكر ينقلب على العسكر، أما اليوم فيريدون وضعنا في مكان انقلابي ..ومانحن إلا ثوار..والثائر يريد تغييراً يريد وجهاً جديداً لوطن حلم بالحرية صنواً للحياة، وبالديمقراطية طريقاً للمساواة واحترام الرأي والاختلاف والتنوع..في مجتمع لاتصح معه مدارس اللون الواحد ولا المذهب الواحد..فهل من سامع يعقل؟! .
مَن نريده أن يسمع هو( مجلس وطني) وقفنا معه وأيدنا سعيه..رغم محاولات البعض وضع العصي في الدواليب ، وإعاقة المراكب السائرة مع الريح والأشرعة المنطلقة نحو هواء الحرية..لانعول على من ينطلق من مصالح ذاتية ، ولا من يقلب أي مركب لايكون قائده أو من طاقمه..لاننتقد من لايستطيع ...المحكوم بالقول والفعل..لأنه مقيد بشكل أو بآخر..نفهم مواقف الاختلاف وأنواعها كما أسبابها...لكننا نأمل أن يكون لعمق الداخل وللشارع السوري ومجلسه المختار في الخارج..أن تتوضح لديه الأمور الأكثر أهمية وصعوبة ، ولا أقصد بها النظام وإعلامه وأبواقه، فهذا أمر بات معروفاً ومفهوماً ومشكلتنا معه واضحة، لكن مشكلتنا الأولى مع : القسم الصامت من الشعب، مع القسم المفتقر للوعي ، مع القسم الذي ينحو نحو التطرف وخطورته تكمن في تسرعه ، وفي ضيق أفقه وضعف إمكانياته الثقافية..والتي تعود بالأساس إلى تربية البعث لنصف قرن من الغسيل المتواصل لعقل الإنسان ..مما حدا به اللجوء والتقوقع نحو الانتماء المذهبي بدلا من الوطني..
إذن النقطة الأهم والتي نتمنى على المجلس أن يوليها القدر الأكبر من الاهتمام هي المواطنة السورية، الهوية السورية قبل أي هوية أصغر أو أي انتماء أقل..الحيلولة دون التطرف ودون الثأر ودون التسرع، ودون الخراب ، فالبعض ينشر الخراب بدون قصد، والبعض الآخر لغاية في نفس يعقوب، ناهيك عمن ينشره حاملاً لبرقع التقدم والحرب على الإمبريالية وادعائه أنه خرج من بطن وروح العلمانية..لكنه يتخندق من أجلها في خندق الاستبداد والشمولية...مخفياً وجهه الحقيقي وفلسفته الخطرة على الثورة وعلى مصير الوطن..
بقدر مانحن عطشى للحرية ولوطن الحلم، بقدر مايحدونا الخوف من التهورالممكن أن يأتي على أيدي عناصر وعقول تجنح للعنف واستخدامه، أو استدعائه بشتى الطرق ، وتبيح لأنفسها وتشرعن لقاماتها انتهاك الحق الانساني ، وانتهاك حق التنوع والاختلاف، هذه الأمور وغيرها من النقاط الهامة ــ وقد ركز عليها بعض الكتاب والمفكرين كياسين الحاج صالح ــ فلا داعي لإعادة ذكرها..
نعم المجلس الوطني مازال يخطو أولى درجاته..مازال يرتب أولوياته، مازال يحاول لملمة كل الصفوف المعلنة اختلافها، لكنه بنظرنا وبشكل أو آخر هو حكومتنا ، التي نأمل منها الكثير ونحملها من المسؤوليات الكثير، ألسنا في مرحلة انتقالية حرجة وصعبة؟ ألسنا في مخاض عسير وعسير للغاية؟..لكن شعبنا السوري..شعب مخنوق منذ عقود، محروم ومأسور ومقصى ومهمش منذ عقود..الدور صعب والمهمات جسام..إنما منحناكم ثقتنا ومازلنا..ونعلق عليكم آمالنا..فخذوا بيد شعبنا نحو البداية السليمة ..نحو خطوات واثقة ومدروسة تعمل على الأرض أكثر مما على الورق...أو بنفس القدر..تلتقي مع الشعب في تطلعاته..ولا تراعي المسيء والمخرب تحت أي مسمى..لأن غد الوطن الذي نحلم هو من سيحصد النتيجة..والله من وراء القصد وولي التوفيق.
ــ باريس 21/10/2011( جمعة شهداء المهلة العربية)



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة
- النَفَس الأخير في نسل الهمجية
- النازيون الجدد
- إلى أين تأخذ سوريا ياسيد بشار الأسد؟
- الراعي الكذاب
- فيلم سوري رديء


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص المجلس الوطني).