أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - من المنفى إلى أحمد














المزيد.....

من المنفى إلى أحمد


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


بعيدة يفصلني عنك بحر يعيش عواصفاً عربية اللهجة، قريبة كالسحب الماطرة فوق هضبة حوران، أمد يدي بالقلم لترسم وجهك النقي الثائر، ولأتهجى باسمك بين حروفي الناقصة الغائرة ..دون مستوى حلمك الشاب، وأدنى من صوت حدائك الملتهب بنار التوق لحرية عرفت معنى الجوع .
أشَّرِّع سفني الليلية، وأبحر نحو شواطئك ومنافذ الحارات التي تقودك إليها أقدامك ورفاقك، بين عمليات الكر والفر..هرباً من كُفرِ البارود واستباحته لدمائكم ، أعود متعبة من ملاحقة أخباركم..فأي قدرة لي على متابعة بأسكم، وخضرة الأعشاب الطرية في أعماركم الغضة ..المصرة على التفتح شقائق نعمان في حقول اللهيب المستعر من حولكم؟ أبصركم من بعيد فوق جياد العشق لأرض عطشى وعيون تحلم بفضاء حر يليق بكم وبغدكم، أجاهد للحاق بركبكم والتواصل مع طَرَّقات قلوبكم ...
أبني لكل منكم صرحه الخاص..هناك مَن يترجل شامخاً ، وهناك مَن يحمل الراية دون أن يُخفض له جناح ، هناك مَن تعودت قدماه على المرور فوق المياه..كمسيح لايعرف الغرق ..بل يفهم كيف تكون المجازفة وإن ابتلت ساقاه فقد أدرك أنه في نهر العاصي يحفظ ماسة عروسها (حمص العدية)، أو في اليرموك يقطع " شريعتها"ــ منطقة في اليرموك يطلق عليها الشريعة ـ يجسر جسده لعبور الأصحاب بين أذرعات وبصرى".فجبلة بن الأيهم" ــ ملك الغساسنة ــ بالانتظار لإطلاق صرخة الحرية.
تصيح بصوتها أم الشهيد الثكلى وترجوك.. أن ارجع حيث سقط خالد وأسعد..فلا تريدك أن تلحق بهم يا أحمد..لكنها لاتصر كثيراً فقد عرفت أنكم أمام الطاغوت قساة ...كالطود وأعند.
أمد قامة القلم وأمدده بالحبر..كي يسهر معي حتى الفجر ..إلى أن ترسم الشمس بخيوطها معالم مشوار طال أمده وتعقدت خطوطه..يتوارى خلف الدم ويلوذ بالمعاهدات والعقوبات..يخيفني ضبابه..فأخشى عليكم من مصير أسود.
أنشل روحي من غيابها المستمر في دهاليز السياسة وكواليس المصالح..أريد إنقاذها وإنقاذ نضارتكم..من تلافيف مغارة علي بابا ومنافذ لاتعرف من الشمس سوى المغيب..ومن الفيافي سوى صحراء .يتصدر عرباتها شيوخ، يحلمون بالشباب وبالمولد..فهل لأفول العمر دورة تعيد الكرة من حيث بدأ العد العكسي نحو الإخفاق..؟ألم نكن طريدة لصيادٍ أعسر ، قضى عمره يجرب فينا أسلحته وذخائره..,ألعابه النارية، وحكاياته الصبيانية، بينما يفتك وحش الغابة بفتيان( المجدل وبقعاتا) ــ مدينتان جولانيتان ــ..
فأين الغد منا ومن نهايات البداية ؟ قطعنا الحبال وغادرنا الموانيء...قررنا العودة ..إن واكبتنا الريح أم خذلتنا..تحولنا ببضعة أشهر إلى حناجر تربط الأرض بشِباك البحر وتحشر الصياد الأعسر في أقفاص أعدها لنا..لطرائده..
غيرت يا أحمد ورفاقك اتجاه الريح وأدخلتم ايقاع العشق في مدارات الكون..أوقفتم عقارب الزمن لتقرأ فناجين رصانتكم وعبقرية ابتكاراتكم..زينتم بنضارة الأقحوان والريحان الدافق من مسامات جلودكم الوطنية..أبواب المداخل وأبراج الصوامع..لبست المدن على أيديكم حُللاً لم ترتدها منذ عقود..صوراً وجُمَلاً ..اختزلها الطاغوت ومنع تداولها..فأعدتم للغة حياتها...وللأفعال أوزانها
كيف يمكنني يا أحمد ان أترجم دموعي؟...أن أجيب نفسي عن تساؤلاتها؟ ، أن أعبر الجحيم المحيط بكم وبنا لنيمم شطر الضوء؟ كيف يمكنني يا أحمد أن أغسل قدميك المدماة من أسلاك " أبوكلبجة" ومن سياط أخيه الحانوتي؟ ، هل يمكنك أن تعينني على غسل جراح مدينتنا ؟ أن نعيد لها ظفائرها..وحليب طفولتها المفقودة؟ ..أن يعود الأخضر لسهولها..والمطر لغيومها...أن نفتح بواباتها الموصدة..ونكسر أقفال العسكر ...أن نمنح لللافتات نور عيوننا ونمحي الطلاسم عن عقول البعض منا...أن نستثير لغات الأرض لتقف مع حقنا...أن نستدعي الشمس لتنير درب المحبة في قلوب أبنائنا...أن نعيد للأخوة طعمها..حتى لو كنت يا أحمد يوسفهم...المفقود..أن تعود يا أحمد كما عاد يوسف..لأبيك..لأهلك للوطن..لنا..تغفر ، تسامح، تحب..تعبد..تغني ، تحلم ..تنام كطفل في حضن أمه..سوريا.
ــ باريس 27/11/2011



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة
- النَفَس الأخير في نسل الهمجية


المزيد.....




- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...
- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - من المنفى إلى أحمد