أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أحب...وأختلف مع البعض في الحب!














المزيد.....

أحب...وأختلف مع البعض في الحب!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ــ أحب لعبة" اللوجو"، ففي قطعها الملونة الزاهية وحجارتها ..يمكن للمرء أن يصنع تحفة جميلة..يُرَّكِب آلة..يبني بيتأ مصغراً عن بيت الحلم له ولابنه وأحفاده من بعد..
ــ أحب لعبة البازل"..فهي قطع ملونة ومقسمة بأضلاع لاتتساوى ولا تتماثل...لكنها تجعل منك صبوراً باحثا عن اللون والمكان المناسب وبأناة وإحساس بالانتصار تصل إلى رصف منطقة..ساحة، حديقة..أو قطعة من ثوب، لوحة لمحارب.. في النهاية تمكنك من رسم لوحة متكاملة ..كل قطعة في مكانها تتماشى مع مايناسبها من ألوان..لتكمل لوحة وتنتصر فيها على ذاتك ..على قدرة عقلك على المثابرة والمتابعة لإنهاء المهمة..علمنا أولادنا كيف يرسمون بها خريطة الكون..ظلت ابنتي مايقارب الشهر إلى أن أنهت اللوحة الضخمة بكل قطعها..تخاف على كل قطعة فيها..وعلى كل مكان ..المهم ألا يبقى فارغاً..المهم ألا تحتل قطعة مكان الأخرى..
ــ من حين لآخر أبتاع صحيفة الحياة اللندنية أو أي صحيفة تحتوي صفحاتها على لعبة الكلمات المتقاطعة..يمكنني بالطبع قراءة كل مافي الصحيفة على هذا النت الملعون، لكن متعة القراءة الورقية تختلف كلياً..والأجمل منها متعة حل الكلمات المتقاطعة المتشابكة والانتصار على مفرداتها والبحث بداخلك عن مفردات أخفاها الزمن في غياهب الذاكرة..لينفتح أمامك صنبورها..وتشكل رقعة متناسقة الكلمات متصالبة الحروف..دون فراغات..كل في مكانه المناسب والمحدد، وأي حرف بغير موقعه يحدث خللاً وانعدام توازن...
ــ أحب كذلك لوحات بدأت تصنعها المرأة الآسيوية والغربية اليوم، اخترعتها فقيرات آسيا....ليصنعن شراشفهن وأغطية أسرتهن من بقايا القماش ، يبدعن في تركيبها لتصبح أكثر انسجاماً هندسياً..لا تظهر عليها ملامح الفقر...بقدر ماتظهر مساحة التناسق الجمالي..أصبحت اليوم مجالاً للفن والمنافسة ، يدعى " الباتش وورك" تتنافس فيه المبدعات في صالونات عالمية وإبداع لوحات قماشية.
..كل هذه اللوحات..تعني أن بإمكان المرء أن يشكل وحدة للوحة ..تناسق للألوان..باقة لانفرد فيها الزهور وإنما تنجمع كلها بقبضة..بكيان ..في إناء.. في سلة واحدة...تنسجم..تعيش معاً وتموت معاً.
أليست الأوطان صورة من هذه الصور؟ أليست الأسماء نسخة عنا وعن مفاهيمنا وانتمائنا؟...لكن مافي بواطننا وعقولنا من إرث مشوه..أو شوهته أزمنة العسف والديكتاتورية حولنا إلى اختيار أسماء تنضح بالانتماءات الصغيرة..فراح بعضها يطفو ..ونخشى أن يطغى ..نشير إليه ونضع يدنا على جرحه النازف كي لايعم ولا ينتشر كالنار في الهشيم ، أو كبقعة زيت تغطي مساحة المحيط الأزرق فتقتل الأسماك وتفتك بالحياة الطبيعية وبثرائنا النهري والبحري والأرضي والفضائي.
ثراءنا في هذه الأسماء المتنوعة والمختلفة...لكنها تشكل الوطن....فأحمد يعشق سعاد، وهدى صديقة نجوى ورفيقة كاترين، وعادل زميل بطرس وصديق جورج ..، وسمعان يحب ليلى..وسفيان مغرم بسلمى..وعبد الحي..يغرد بلسان ممدوح..وشفيع يهتف لسميح...وندى تطير فرحاً حين تلتقي بسميرة ..وحيان ..لايعرف المراجعة ولا القراءة إلا على طاولة مشتركة مع جبران...كل منهم ينتمي لبلدة ..واحدة تقع في الشمال الشرقي..قرب دجلة..سميت قامشلو..وأخرى ترقبها من الجنوب الغربي..تدعى درعا..وثالثة لجبروجابر فيها صحبة وأقارب..ولسلطان تاريخ كتب بالدم والدموع..وفي دمشق ينام صلاح الدين وحسن الخراط..كما يرقد يوحنا المعمدان...فيها ساحة للأمويين وأخرى للعباسيين وثالثة ..ورابعة وأبواباً سبعة، فتحت عبر العصور وأغلقت بوجه محتلين ..انهارت وسحقت أمام جحافل وكتائب حملت شراً وكيداً..قوضت معالم أثرية وحطمت قداسات..لكنها ظلت تحتضن وتروي في مقاهيها..حكايات عنترة الأسود..وعشقه لليلى الأميرة البيضاء..في دمشق القديمة أساطير وكنائس وأديرة ومساجد عانقت مآذنها أجراسها..وصمدت بوجه أعاصير الفرقة ، قبل أن يعرف البعث طريقه ويعلمنا " قوميته العربية"..عرفنا كيف نحافظ على هويتنا السورية..فاخترنا عملاقاً كفارس الخوري وزيراً للأوقاف الاسلامية ورئيساً للوزراء لأكثر من حكومة وطنية..واليوم يعانق صوت القاشوش حول النواعير..من ينشدوا في ساحة الساعة بحمص، تعانق قلعة الحصن قلعة حلب الشهباء..كما يعانق الفرات ...نهر اليرموك ...فمن أين أتانا حديث الغاشية؟ من أين أتانا حديث يحفر تحتنا خندق الموت المؤزم..؟ أما كفانا موت الشبيحة وأجهزة الأمن؟ أنزيد عليها ونضفي عليها أسماء تذهب بنا بعيداً في تاريخ فيه من الوحل والفرقة والاغتيال أكثر مما حمل لنا من الفرح والوحدة واحترام الهوية والدفاع عن الكرامة..لماذا نستعيد وننبش معارك حملت الفظائع والمآسي كمعركة الجمل وصفين؟..أليس من الأفضل أن نتبارك بحطين؟ أو أن ندخر قوة الذراع الواحدة من الحكسة إلى السويداء فالصنمين؟... ..للمرة الأولى يعرف المواطن السوري الانتماء للوطن..يعرف أن له بلداً ووطناً اسمه سوريا..سوريا الوطن على امتداد التاريخ والجغرافيا..وليس سوريا القطر..الجزء المتماهي والضائع في مياه العروبة..مع كل الاحترام للوحدة والعروبة، لكني إن لم أحافظ على وحدة الجزء وأصون كيانه ، كيف يمكنني أن أبني وحدة أوسع وأشمل وأكثر تجذراً؟!.....سوريا الكل..سوريا لأهلها..آراميون ، غسانيون...آشوريون ، أكراداً وعرباً...لامذاهب تفرقهم ولا خطب بالقوة تجمعهم...بل إخاءً ..بل قانوناً يحترم ويساوي..وينتصر للكرامة وللانسان...من أجل هذا نهضت الثورة ومن أجل هذا يجب أن تستمر سليمة سلمية..من كل شائبة تريد أن تزج بها في أتون طاحونة الموت الطائفي...وبهذا نقدم لبشار الأسد مايريد..وماسعى ويسعى إليه..ونفوت على أنفسنا الحلم بوطن يجمعنا بوحدة ديمقراطية ..ونستبدل الحلم بكابوس حرب أهلية لاتبقي ولا تذر..بل تذرر وتفتت ..فحذار ياسوريا..حذارِ ياأبناء الثورة من أنفسكم..من لحظة ضعف إنساني..حذار من لحظة ثأر أعمى فردي..يودي بك وبنا إلى هاوية التفتيت..قليل من الحكمة والصبر يا أهلي...قليل من الروية وكثير من البصيرة والرؤيا...كي لانندم..كي لانقتل الحلم بعد أن قطعنا مسافة بينه وبين الولادة.
ــ باريس 17/01/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أحب...وأختلف مع البعض في الحب!