أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - حمص














المزيد.....

حمص


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 17:22
المحور: الادب والفن
    


تحتضن حمص عشاقها، كما تحتضن الأرض مطر الربيع.، ترسل إشاراتها للغائبين عن عرسها ، وحده قلبي من رأى التلويحة الأولى..فغادرني على عجل قاصداً بابا عمرو
فماكان مني إلا أن أتخذ من باب الكلام وافراً من النحيب على قبري ، أريد لشاهدته أن تتوجه نحو حمص فهل من معترض؟
تخوضين بجراحك..تغرقين ببحيرة من دماء..لحافك من شوك وصبار..وفراشك أفخاخ ونار...كل الألسنة تصاب بالخرس واللعثمة..كل الحلول تخفي رأسها في صدورأصحابها...لكن العيون شاخصة إليكِ..تنتظر معجزة الإله رع ..فكل الآلهة يخضعون للتفتيش على أبوابك...كلهم يُسَّبِحون بحمد سماوات هجرتها الملائكة فلم تعد صالحة للأجنحة الشفافة...كل مافي الأرض والسموات السبع تلحقه قذائف السُخطِ على أنواع ناطقيها وغايات معتنقيها...الطرائد على الأرض تلوذ هنا وهناك..تحاول البقاء ..لكنها تجد نفسها في كل زاوية من زواياك ياحمص ..على موعد مع الموت.
هل لنا من مفر أو مقر في بئر عميقة لايراها عسس السلطان؟ هل لي ولكِ من غفوة بين قذيفة وأخرى ، على أطراف سهلٍ صاح فيه ديك الجن يوماً..فرددت جنيات الأرض والسماء صدى شعره ونكبة أهله المُنتَظرة؟..هل لك يانهرنا العاصي الرافض حتى أن يشبه أنهار الكون ..أن تركب رأسك ثانية وتعلن عصيانك فتنحرف نحو بابا عمرو لتسقي العطاشى؟، من لي غيرك يمكنه أن يطيع ندائي ونداء الثكالى، فكل الكون يقول أنه يسعى!..لكنا من شدة ثقتنا بهم ومن شدة اعتقادنا أنهم خُلّصٌ أوفياء..راحوا يستغلون أدبنا وصبرنا ...أغسل يدي بمائك وأتطهر من كذبهم..ابقى على عصيانك ونقائك ..واصرخ بجموع حماة والغاب..كي يكونوا خير رعاةٍ لأبناء حمص وأطفالها...واحتضن معهم رفاة من قضوا وهم يحملون مفاتيح الريح الجديدة ويقتحمون كل مزاليج الأوهام المصبوغة بدم شبان انتفضوا على غريبٍ..تربى على أن السجون بيوت والقيود أساور للطاعة، جاءهم يركب بوارج قنصٍ محترف الموت ..يسدد نيشانه نحو الأفق فيصطاد الشمس وأولادها في حضن حماة وحمص وأبناء اليرموك والفرات ، وبردى ...فهل نتركهم يعبثون؟..
لم أعد منسجمة مع واقع..لاعلاقة له بالواقع..فقد اختزلوه ومسخوه لينطق بغوايتهم العاجزة عن انتشال الدب الروسي من بئر طغيان بوتين بن ستالين..فعدت لعزلة الصمت الممهور بريشة من حجر الصوان في قلعة حمص..المستنطقة للحصون بمايفعله من يسمى في معاجم الكون " رئيساً" يقتل شعبه ويخطط لإبادة وطنٍ يفضله ممسوحاً من الخريطة على أن يكون عنيداً...معادياً للعبودية.
طفَحتُ بالحزن والجنون..لاتسألوني عن العقل وعن علاقته بالواقع..واقعهم ..الذي لاأنتمي إليه..فواقعي يقع قرب العاصي ويحتضن ساعة* تتعمد بالنار وتغتسل بالدم ، تقف شاهدة على هولاكو بن الأسد القادم من مجاهل اللامعلوم أصلاً وفصلاً وسلالة.
واقعهم مائل ينحدر نحو درجات لسلم ميزان كوني ومناطقي ، عربي ..غربي لايأبه بحمصَ ولا يعترف بشهادتها..يتفرجون عليها ذبيحة ..تحيط بها غربان النعيق وضفادع تتقن النقيق في مستنقعات السياسة ومخططاتها البائسة..اكتبوا معي ياشهداء حمص..بفؤوس حَفَّرت على عجل لحودكم الطاهرة..خطوا معي ..شواهد المحبة..وكتباً ترسم صوركم على كل عتبة من عتبات حمص..تتحول لشرائك..للإيقاع بكل القوادين..والقتلة..ستكون جثامينكم ..سرادق .. جسورأً لعبور الحرية من العاصي إلى أرجاء سوريا..عهداً لن يمر بشار ..عهداً لن تعرف الكتب بعد اليوم اسماً من هذه السلالة.
*:ـ ساعة حمص الشهيرة الواقعة بوسطها.
ــ باريس 22/2/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - حمص