أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي:














المزيد.....

خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يطيب لي أن أستيقظ دون أن توقظني كوابيس ماحدث البارحة على أرض سوريا، يطيب لي أن أتنفس بهدوء منتظم دون أن يَسُد الخبر منافذ رئتي ..يطيب لي ..بل أتمنى أن تحملني موسيقى نبتت فجأة وغزت كل ذرات كياننا وكل ثواني أيامنا فغيرت من أذواقنا الروتينية التي تعودناها سنيناً طويلة..هذه الموسيقى ، التي غناها القاشوش وأحمد القسيم وشادي أبازيد وغيرهم...تمنحني راحة نفسية وسكينة ملقحة بالأمل..تنسرب تحت جلدي وتحرس غفوتي..تخرج من نافذتي وتتجه نحو حمص ودرعا والدير ودوما..تحملني حيث عيون أطفال يقبعون في زاوية البيت المنهار يبحثون عن دفءٍ مفقود في معطف الجدة المقتولة إلى جانبهم..
لم تعد ذكريات الأمس البعيد وحقائبنا العتيقة هي مفتاح الحياة ووشيجتها الجذرية المولودة من ماضينا والموشومة فوق صدورنا تدخلنا المستقبل وتحيط قاماتنا بزنار الياسمين الدمشقي ، لأن قوافلاً لصور أخرى جديدة تزدحم على أبواب رؤوسنا وتتدفق بغزارة شلالات نياغارا..تجرفنا معها ونحن مستسلمين لعناق أمواجها ..فقد حولتنا منذ عام ونصف..إلى مهووسين ، جياع ، عطاشى..لاشك أنا بذرنا نطفة في رحم هذا الشلال...لكنا لم نحسن تكوين المولود المنتظر..فجاءت المعجزة وأيقظت عطش الأعوام العجاف..فنهضت جحافلنا المتنوعة تتوقع احتمالات القادم...فخرجت من شرانقها ..تدب فيها حياة غيرت سكونها..منها الزاحف ومنها الطائر ، منها الراكض واللاهث..منها الصابر والمثابر ، المناضل والمقاتل ...الشهيد والعابر..الظافر والخاسر...المقامر والمغامر....كل حسب مكانه وفعله وقدرته...واقتداره...فأنتجنا ومازلنا نفرخ...كل تناقضات المرحلة وعجائب إبداعاتها...فاكتشفنا أنفسنا...ومافيها وفينا :
فينا من يدرك حجمه وحجم فعله..فينا من يفهم ذاته وموقعه..فينا من يرى الغد بمرآة سليمة دون ضباب، وفينا من يرى بمرآته ذات العدسة رقم خمسة أو رقم سبعة ومافوق ..ومادون...فينا من يقرأ عمره ويستوعب مابقي له من عطاء ، فينا من يعتقد أنه دائم وخالد لايزول مع أن فعله لايحول ولا يجول، فينا من يعلم أن وقته لم يحن بعد ، وفينا من حان وقته وفات أوانه ولم يرَ السيل يجرفه ..فينا من يعيش ميتاً ..ويظل معتقداً أنه من صُناع الحياة...فينا من تربى على أيدي الطغاة ...لكنه فَرَّ من قبضتهم وعرف طريقه نحو الضوء وكيفية القضاء على عتمة العقل وعتمة الطريق..واستلهم دربه مِن خبرات من سبقوه ومَن امتشق سلاح معرفتهم من خلال متابعته وتحصيله لثقافات الكون، وفينا مَن نهض من غفلته على وقع سنابك الثورة ..فامتشق سلاحها حين رأى نورها يخطف الأبصار فخشي أن يمرَ موكبها ولا يكون من الراكبين...فلحق بالركب وامتشق رمحه يضرب ذات اليمين وذات الشمال..مرة يصيب ومرة يخيب ...لكنه متابع دؤوب، وفينا من التحق بقطار الثورة وهو يُصَفِّر ماراً بكل محطات المدن..فطار كالريح معتلياً فرس البحث والاستشعار ..كي يحظى بمقام في زمان ومكان لم يكن له فيه لون ولا ثار من ورائه غبار، فينا من كانت معالم وجهه مطموسة لامن ورائه ولا من أمامه .."لا من فمه ولا من كمه"...يروم السلام والدعة حتى لو أدمن العبودية..وأطنب في مدح الفرد المعبود،لكن اهتزاز الكون من حوله أيقظ فيه جنين الوصولية والانتهازية...فسارع ينقر على دف الحداء والأمواج الشعبية...بانتظار المغانم.. والجلوس على أرائك السادة...فينا من امتلك وضوح الكلمة وصراحة الفعل ..من ارتعشت فرائصه لدمعة طفل..من عاش الضنك وخاض غمار الألم ، من قاسى لوعة الفقد ولدغة الحرمان..فينا من عرف وخبر عن كثب ألعاب الأيديولوجيا وفن السياسة وكذب الساسة وزُناتها ..بنادقها وبندوقاتها ..لكنه صمم على أن يكون عفيف اللغة والممارسة...فتعب وأتعب الانتهازية والانتهازيين..ووجد نفسه في سوق النخاسين ..خاوي الوفاض...فلا دور له في سوق التجارة والدجالين...أدرك أن عالم السياسة عالم مكنون له أسنان ذئب..ولسان كلب..بحرها من زئبق...وماؤها ملح أُجاج...لاتعيش فيه الزهور ولا تنتعش الضمائر ولاتنفتح الصدور... تتحول الأقدام لحوافر ..في عالم طبعه حيواني وطعامه طرائد ومكائد، عتمته أكبر من نوره...حين تستأسد ضباعه وتتغير طباعه... لدى من اعتبر السياسة بضاعة والساسة صناعة وباعة...ومع هذا مازال يملك الغفران والايمان..بأن فوضى المَجرات الثورية تحمل في طميها وتربتها...كل حروف الأبجدية من ألفها إلى يائها..تحمل كل يافطات الحزن والفرح..تفيض بمكنونات خيبات الإنسان ...رهينة الخطأ والخطيئة في عالم سلطة السلطان وصولجان لازمام له ولا أمان..ولا بد أن تنقشع كثافة الضباب ويميز الفرد والمجتمع الفرق بين رفقة الغباروالرمال، ورفقة الصخور والجبال.
ــ باريس 6/7/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي: