أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إلى الشاب السوري القابض على الجمر:














المزيد.....

إلى الشاب السوري القابض على الجمر:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين قذيفة هاون وقذيفة مدفع، بين صاروخ أرض أرض وصاروخ مروحية يستيقظ ويغفو مواطننا الذي أدمن صوت حرب أعلنها " سيد بيت قاسيون" ... فلا أعتقد أنه يملك سيادة سوى على بقعته الصغيرة وعلى من يأتمر حتى الآن بأمره مربوطاً من عنقه أو من ذنبه .ارفع يديك وتضرع فربما تسمعك السماء المشبعة برائحة البارود، ارفع يديك وافركها بهواء الحرية جيداً فربما تبعث الدفء في كفيك المتجمدين على خشبة سلاحك الفردي تقف بوجه قذائفه الموجهة لصدرك وصدر بيوت الناس المستكينة لقدر تركها العالم تصبر عليه وتنتظر معجزات تأتي بها يديك الواثقتين من نصرك الأسطوري..
اغسل يديك من إرث البعث في مدارس " طلائعه اللاثورية" ودع بقايا دم صديقك الذي سقط قبل قليل مضرجاً يدفع عنك الموت ويحمي بعض أهل الحي بجسده الغض...يرسل روحه تشهد عليها الملائكة بأنها طاهرة قضت والعالم في غيبوبته المصطنعة يُكَّذِب خبرَ نعوتك ويحرر لنفسه فلسفة صمته المتباكي على فقدك ..يطرح اعتذاراته ويسرد محاولاته ومخططاته لحلول خيرها مزيداً من المُهل لابن القتلة والمجرمين.
اجلس في زاويتك المطلية ببقايا لون أحمر تركه زميلك الطبيب حين قام بواجبه تجاه طفلة جريحة ..فعاجلته يد القناص بإبرة من سم موته المتربص بكل يد تضمر الانسانية وتعتمرها قبعة علاقات مودة وروابط أخوة سورية.
اغسل يديك من تراث عار لاعلاقة لك به..لكن شوائبه تلاحقك وتفرض عليك أن تعيد للتاريخ مجده ولأرض سوريا وحدتها وعودة أطرافها المستلبة للحمة الأم المنتظرة فجر الغد ولقاء المُهَجَّرين والنازحين..
قف طويلاً في بهو الوطن ، في مهده وعَلِّم قُطاع الطرق دروساً في الإباء والنخوة والمحبة الوطنية، انفض عن جارك لغة الطائفية ، التي يزرقها الأسد يومياً بسُمِهِ الزعاف لأبناء وطننا....لكنه نسي أنهم ملقحون بصعقات كهرباء الكذب المتفشي والمتجذر منذ نصف قرن من زمان التخريص والتشويه لمعالم النفس الإنسانية، وقد تمكنوا من بناء صخرة في جنبات قلوبهم تدفع عنهم لغة المعاجم الهالكة والمستهلكة في سيرة أسرة الجحود والعقوق والإنفجار الكيميائي لنفوس مريضة بهوام السلطة .
كن ماهراً كالريح ..طائراً كصقر يعشق الصيد والجبال..كن رشيقاً بقامة الوطن، يمامة بسلامِهِ، مباركاً من أمك قبل عزمك على السفر في درب اللاعودة أو الظفر.
كن كما أردت لروحك وجسدك أن يكون ، ابناً وفياً لنسيم الحرية ، عاهدت ونذرت نفسك لتكون وقودها..أيها الشاب الراحل في درب المجهول..ريشة تطير بين الحقول..ترف بأجنحتها كفراشة ملونة..تنثر المحبة من جهة والعزيمة بين الرفاق من جهة أخرى ، وتزرع الرعب في قلب الطغاة والأشرار من جهة ثالثة..
كن فصيحاً" كهادي العبدالله"، ناطقاً بلسان الثورة، حكيماً" كعمر إدلبي"..هادئاً يفرز العثرات ويبين المثالب..ولا تغرر به دعوات التفرقة ومصائد الأجهزة وشباكها المُعَدة للايقاع بشباب يملكون بلاغة المرحلة ، شعراء في القدرة على تناسل الألفاظ الراسمة لمايعمل في العقل والباطن..كن نحلة لاتهدأ ولا تتوقف عن الطنين في آذان العملاء ..ولا عن قرع أجراس الانذار لنجدة الملهوف والمحتاج من أبناء حمص العدية" كخالد أبو صلاح "..صوتاً يشق عنان الأرض والسماء ليغيث سوريا ويشفيها من بلاء آل الأسد..
كن سورياً بجدارة تستحقها هذه المغناج المدللة..الحرية



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!
- شهداؤنا
- مصفاة المحبة
- المرسل إليه - توفاه الله-!
- تحت قمصان حقوق الإنسان:
- الأرض لنا والفتى ولدنا:
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إلى الشاب السوري القابض على الجمر: