أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الأرض لنا والفتى ولدنا:














المزيد.....

الأرض لنا والفتى ولدنا:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتُقل، عُذِب، أو قُتل...ففي النهاية قضى..جراحه نطقت...أشلاءه ظلت تصرخ بين لحدٍ وآخر...ظلت تلهج بكلمة واحدة...حرية..حرية ..حرية ...نعتوه بكل أنواع الخيانة...لكن الوطن حمله نحو فضاء الحلم..نحو الأفق المشتعل باللهفة بعشق لماءٍ توضأ به نوح وحنا المعمدان...عمدَّه ُاليسوع...ثم شرب منه مُحمد..ماء يخرج من شرايين الفتى السوري المقتول..على هذه الضفة وفي ذاك الزقاق من حمص إلى حوران..من الفرات إلى بردى...فعروقه تمتد وتتفرع ..من آرام إلى غسان..ومن خالد حتى الحسين...فما الفرق..إلا باسمٍ منحته له مرضعته الأولى ..العذراء كانت أم آمنة؟!!...فهو من قام من كفنه ليحيي مامات فيكم من ضمير ولينفض عنكم وَهمَ الخوف ورعب الخَرس بوجه الطاغوت..هو ابنكم الأكبر منكم..هو كتفكم التي عجزت عن حمل الوطن، هو صوتكم المختنق والذليل أمام وضوح الحقيقة، وإغماضة عيونكم على قذى العنف وموات روح النخوة في جوفكم الموؤد...اعتذروا " عما فعلتم" اعتذروا لأبناءكم...فقد فاقوكم توغلاً في بحرٍ تتكاثف غيومه وتتلاطم أمواجه نتيجة لعبث المكائد وانغلاق الأبواب التعبيرية أمام قدرة العقل على التحليل والتركيب، على الإبداع وكشف الغايات، التي تريد أن تهدر طاقاتهم التواقة لحرية لااستثناء فيها ولا إقصاء لطرف من أطرافها، قاوَموا الأمواج العاتية، ويقاوموا حيتان القرش وأنياب الظلم...اعتذروا لهم وافتحوا صدوركم عما خبأتموه طويلاً من تاريخ شُوِّهَ عمداً...تاريخ يحفر عميقاً في جذور نشأتكم..في حضارتكم المدفونة والمحصورة حكراً في بيت الطاعة العروبية وقوميتها التي تبعدكم عن أخوتكم السورية لبناء الوطن من جديد...فهل من تعارض بين الانتماء العام بالمحيط مع الانتماء الخاص بالأسرة؟ !
اذن حافظوا على توازنكم مع أبنائكم لاتكونوا زجاجاً هشاً أمام جحافل أقدامٍ تسعى لتحطيم روابطكم..وتعزيز اختلافكم...ورش روائح النرجس كمصائد في نفوسكم..انفخوا جيداً هواء صدوركم فوق جمرات المحبة لتشتعل من جديد وتستعيد عُرى بريدٍ انقطعت رسائل تواصله منذ أحرق الدجال كل المراكب المُقلعة نحو أفق الهواء النقي..نحو ساحات تنشد عشق الأوطان وتكشف بالبرق والغيث ألاعيبه النارية ، تضيق الخناق على منافذه التي يرصدها أتباعه ويحشدها معاونيه للابقاء على لغة التوحش المسلوبة من إنسانيتها ومن خُلق العالم المتحضر، وأصول الحق البشري في رسم دروب الغد لشباب كُسرت خواطرهم وحوربت أحلامهم...كونها ترفض الانصياع للرق ولعبودية الفرد..فقد آمنوا وعاهدوا الوطن منذ شرارتهم الأولى أن يكون كل فرد فيهم "سبارتاكوس" حارته.
كونوا لهم آباء يليقون بهم..كونوا لهم قلوباً مفتوحة على المحبة..وعقولاً تنير ما تآكل عبر العقود الماضية من أضلاع البيت السوري...القائم منذ الأزل على التآخي..على التعاون..على وحدة البستان الذي يضم كل أنواع الزهور وكل أنواع الثمار على اختلاف ألوانها وطعمها..علموهم واعملوا معهم على هدم جدران العزل والفصل التي بنتها يد التفرقة، كي تسود الشمولية وتُنتهك من خلالها كل الأعراف والحرمات...امحوا بأيديكم وحنانكم الأمومي والأبوي..دموعهم الحزينة...وكل غشاوة يمكنها أن تعلق فوق صدورهم المتصدية للحديد والنار...ولمخططات سرية أو علنية...تُخفي مآربها وتسير في مشارب غير مشاربنا..ويمكنها أن تسير كذلك في نعوشنا...كي لاتمر عليهم تجاربنا..
لشارعنا وضوحه ولشوارع الآخرين غموضها..وما نحن إلا شعب يحب النور ...فلا تسيروا وأبناءكم في ركب من ظل يعيش عصر الخدر..عصر متاريس تقام بين الأخ وأخيه..بين امراة ورجل...عصر كهوف مفروشة بأحدث أنواع التكنولوجيا ، وتفتقر لنوافذ الهواء ..تفتقر لضوء الشمس...فالشمس إن دخلت منزلاً ...خرج من بابه المرض.
ــ باريس 15/4/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله محايد!
- عالّم!
- حاء الحرية وحاء الحريق!
- المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
- هل من ضوء في نهاية النفق؟
- أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
- ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
- حمص
- لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الأرض لنا والفتى ولدنا: