أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟














المزيد.....

ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أضع روحي وقلمي فوق دفتر ملقى بإهمال على طاولة الأيام المرتعشة..العارية ..من ثياب الحس البشري.. أيام تحمل كل الأخطاء وتهرب طريدة أمام جزار لايرحم ..لديه شهوة الذبح هوساً ، شبقاً يصل حد المرض..زفيره دماء وشهيقه موت ..كل الفضاءات تسدها الغيوم السود دون مطر..تسكنها الأشباح دون نهار..تنعق في خرائبها الغربان ..وتهجرها العصافير والسنونو...فلا مكان إلا للحرائق ورائحة الشواء البشري..أضيع بين القلم والورق..في زحمة أيام تطاولت وامتدت على مساحة روحي وغطت كيان الزمن الماضي والحاضر ..بعثت في قلبي رهبة تغرقني من أخمص القدم حتى قمة الرأس..تسحقني ..تشل قدرتي على التفكير الصائب..الأيام رجراجة لدرجة لانعرف مسير ريحها..لدرجة لا وميض ينبعث من ثناياها ولا نهاية في نفقها الطويل ..أعد خطواته فأجدها أكبر من كل الأرقام المتوقعة...لأن جبل التَحَمُل يغوص معي اليوم ويدخل في عمق سلسلة الموت..لاتسمع فيه سوى فحيح الأفاعي وغطرسة الذئاب وتسلل الثعالب...فلم يبق في حقولنا دجاج ولا في زرائبنا خراف...ولا في جرارنا زيت أو دقيق...فقد جاء الجراد الأسدي على كل الغلال...وقضى حتى على طين الجدران وسقوف البيوت الواطئة والمرتفعة...فقط ..لأنها ملكت الجرأة لرفضه ملهماً وريثاً ..إنما تحميه قطعان أخرى من ذئاب غريبة ربطت مصيرها بمصيره...فغيبوبتنا تمدهم بصحو التاريخ المندثر وبدماء زكية تعيد لهم ألق شباب ضاع على شطآن البحر والبر..

تلقي المصابيح الغريبة حممها المكتشفة حديثاً فقد استباحت حرمة أرضنا وجعلت منها حقلاً لتجارب أفخاخها..كي تستعيد مجد فارس والفقيه وأسلافه...فهل تخرس الدماء الآرامية بعد أن انتفضت من موتها؟ هل يمكن لوضاعة الموقف العربي وخذلان الموقف العالمي أن يُضعف قوة الطرق السورية؟ القضية لم تعد قوة إرادة وحزم وتصميم ، بل انحباس منفذ وانسداد أفق لاتريد له مفاتيح القرارات الأممية أن يدخل في خرم الباب المسؤول عن الذبح المستمر..إنها إذن وقفة في المكان..انحباس للرحيل أو الترحيل...إلى أن ينهي طرفاً على الطرف الآخر..أو أن ينتهي الوطن...
مع كل هذا الإحباط...مازال لدي بعض إيمان بالإنسان..بعض إيمان بابن الوطن ...بقدرته على اجتراح المعجزات..على الاقتحام وتعديل موازين القوى لصالح سوريا الوطن لكل أبنائه ...رغم مايُبيت له....فهلا يعقل العاقلون وتصحو نفوسهم فيبحثوا عن الممكن لديهم لايقاف حمام الدم وإنقاذ الوطن من جحيم الفناء؟.
ــ باريس 4/9/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض السورية تلد بعد عقم!
- حتى الممكن صار مستحيلاً!
- كيف يقيس البعض مواطنتك:
- المرأة..والثورة
- فضيلة النقد، أم عمى القياس؟
- هام وعاجل:
- الطفل ...الشيخ!
- السين ..من سوريا
- احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر
- الصوت السوري
- يوميات في دفتر الثورة:
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟