أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :














المزيد.....

ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراة نقف أمامك ياوطني...في زمهريرك وتحت شمسك الحارقة...في رمادك وفي ظلال الموت المخيم على فضائك اليومي..ندخل عامنا الثالث بعيون شاخصة نحو آلهة صمتت على جحيمٍ من صنع البشر، نخجل ونحني رؤوسنا أمام أطفالنا ..الذين وضعناهم مكرهين في حلقة جنون لم تعرفها طفولة من طفولات البشرية عبر التاريخ...حلقة أضاعت ابتساماتهم ومسحت براءتهم ...زجتهم في عنف لايفهمون كنهه ...وعرضتهم لمخاطر فبركها الكبار ...فكانت ردود فعلهم ..حقد وكراهية...على كل مافي محيطهم باعتبارهم سبب الخراب...وهذا الأمر نسبي حسب الموقع وحسب الطرف ...فالطفولة لاذنب لها في حروب السياسة وحروب الطغاة ...ولا جريرة لها فيما يفعله أولياء الأمور ..أو أولياء الديار.
ندخل خندق الموت بلا أقدام...فكل ركائزنا تسير نحو الضياع والانكسار...وكل مايسمى انتصارات..هي خسائر للوطن والمواطن...فكيف يستقيم إنسان بلا أقدام؟..وكيف يسير وطن بلا أنوار؟...فقد خطفت من قلوبنا البصيرة ومن عيوننا الأبصار...فلم نعد نرى سوى ظلام الفكر وظلامية العلاقة بين الجار والجار.
فما لايعقل تحول إلى منطق المرحلة ، ومالايمت بصفة للإنسان ...صار ضرورة المرحلة..وكل خوف أو حذر...تحول إلا لزوم مالايلزم...وكل جموح أو خلل أو تناقض مع الخلق والقيم...صار رد فعل مرضي مقدس على مرض مُكدس من عقود ...يعتقد الجاهل فينا أنه سياسة " العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم"، وإن جنحت للعقل وللوحدة الوطنية وأصررت على التسامح والعدالة الانسانية ...نعتوك بالعته ..وخونوا مسعاك وقذفوك بالتخاذل!..فكيف يمكن لروح سوريا وحضارتها ألا تشحن فينا طاقة المحبة وتمنحنا زيت القداسة الأخوية...التي تربينا عليها ومارسناها؟ كيف يمكن لعيني أن تغفل على اقتتال الشاب والصبية...في حمأة المذهب والاثنية؟!...التي طفت وطغت على سطح الوطنية...فغارت الحقيقة وضاجعت دونية المذاهب والقبائل...وأنجبت جموعاً من بشر مشوهي الانتماء...ومازال البعض منا يُصر على أنها غيوم وستنقشع...كيف نجعلها تنقشع إذن ؟ أبالصمت عنها أم بتعريتها؟ ..كيف نجعلها تعود لحجمها الصغير الدوني الضعيف دون أن تطفو على مساحة الوطن وتملأ فراغات أخطاءنا السياسية وخلافاتنا الأيديولوجية أو المراكزية!؟ كيف نغسل حاراتنا من مظاهر السواد العام وكيف نعمل على عتق العقول من محابسها والقلوب من أصدافها ...ونعيد لأواصر المحبة التاريخية صورها المشرقة...إن لم نضع أيدينا على أماكن اللغو واللغط والخراب في نفوسنا وممارساتنا؟، كيف نكبر على صغائر الأنا فينا ونضع الوطن الكبير في قلوبنا وأمام ناظرينا ونصعد معاً جبل قاسيون وهضبة حوران وجبل العرب وجبل الأكراد...؟
ــ حين نسقط من حساباتنا...كل الأصابع التي سمحنا لها أن تدخل وتعبث في بيتنا السوري.
ــ حين نرمي في أقرب سلة للمهملات...كل الترهات والخزعبلات القائمة على المحاصصة الطائفية أو الحزبية الضيقة.
ــ حين نحرك العمل في كل الاتجاهات دون تمييز وفرز وتفريط.
ــ حين نقف مع ضميرنا الوطني ونستقل في قراراتنا المصيرية.
ــ حين نفكر بالوطن وبكيفية إنقاذه مما بقي فيه من شعب عادت حياته لنصف قرن من الزمان اقتصادياً ومجتمعياً وتربوياً.
ــ حين نفهم مصالح الدول الكبرى في المنطقة ونبحث عن طرق تقاطع مصالحنا مع مصالحها كي نصل معها إلى تسوية لاتفني الوطن ولا تبقي على ذئبه المتعطش للدماء...وندفعها بعد ضمان مصالحها إلى حصره ومحاصرته برفعها كل غطاء عنه، كي يغوص في رمال هوامه وصرعه إلى أن ينتهي.
ــ حين نلعب سياسة بطرق الشطرنج ...سياسة توزان وإدراك أننا لانعيش وحدنا في عالم تتصارع فيه المصالح والنفوذ ، وأن منطقتنا تقف على شفا هاوية ...يمكنها أن تطيح بمصيرها التاريخي وتتقاذفها الأيدي المنتظرة لخسارتنا في فهم توازن القوى ...فتنقض على لحمنا وتنهش ماتبقى فيه من لحم وعظم وهو منهك...فتشرذمه إلى كانتونات طائفية....تنفي وإلى الأبد أمكانية الإنسان على التعايش على أساس المواطنة ..في وطن يحمي الجميع وللجميع دون تمييز.
ــ وأخيراً وهو الأهم ، حين نستطيع توحيد وتمركز القوى العسكرية في توحيد الكتائب المنتشرة كالفطر، المبعثرة والمتناقضة الفكر..فمصير البلاد لايرسمه العسكر..ولا تحكمه عقلية البندقية باعتبارها سلاح القتل والتدمير..نحتاج لسياسة البناء والتعمير ...سياسة الحصافة ببرامج آنية ومستقبلية تؤطرها سياسياً وتحميها من الصراع والدخول في حرب أهلية نراها تدخلنا يوماً بعد آخر في متاهة أفغانية الصورة...لانرتضيها لوطننا.. ..بل تقوض أحلامنا كسوريين في وطن حر ودولة ديمقراطية مدنية لكل سوري على أرض سوريا التاريخية.
ــ باريس 15/3/2013 بمناسبة مرور عامين على الثورة السورية



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة طباشير ترسم بعض ملامح الثورة وتؤشر لأماكن الخطورة:
- المرأة السورية وجحيم الموعد
- بين كُلَّما الإثم، وكلما الواقع مقدار شعرة:
- الكأس الأخيرة في علقم الموت السوري بيد المعارضة:
- لنبوة الوطن السوري أنتمي :
- الوطن بذمة المعارضة السورية
- أحكام من رحم الآلام:
- العنف سيد الموقف
- طرائف من بلاد واق الواق السورية:
- السوري طريدة أينما حَل:
- لماذا سكينة، فيدان وليلى؟
- ضياع:
- أبوح لكم بعجزي:
- رؤيا:
- للعقلاء والأشراف من أبناء الوطن :
- تتمة لخواطر سابقة
- خواطر من الإنسان وإليه:
- في لحظة بكاء
- ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟
- شكراً لك مرسي، فقد اهديت الثورة السورية درساً يعيد لها صوابه ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :