جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 20:05
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لا تصلح التسميات الا للضحك
لا يصدق اليوم احد التسميات الا الساذج و لا تصلح الا للسخرية و الضحك. انتهى عصر اسم على مسمى rightly named و تم تقسيم عالمنا الى قوى او دول عظمى و دول نامية و دول متطورة او صناعية و معسكرات شيوعية او رأسمالية و دول عدم الانحياز الخ.. جميع هذه التسميات هي اما عفوية او غبية او غير دقيقة او خاطئة كليا او تعني العكس تماما فمثلا لم تكن الدول التي اطلقت عليها (دول عدم الانحياز) حيادية و لا دقيقة واحدة بل كانت دائما تلعب على الحبال - تنحاز - تغير ولائها لاحد المعسكرين الشيوعي او الرأسمالي حسب مصالحها اي انها استفادت من الحرب الباردة بين الطرفين لانها شكلت القطب او المعسكر الثالث دون الاعتراف بها.
تحول عالم متعدد الاقطاب الى الثلاثية ثم الى الثنائية و اخيرا بعد الرجوع الى المربع الاول الى عالم متعدد الاقطاب مرة اخرى بسبب عالمية السوق (العولمة) رغم اني شخصيا اعتقد ان الثلاثية هي التي تتغلب دائما في النهاية و ان تعدد الاقطاب ليس الا فترة تشكيلية تنظيمية مؤقتة. راجع مقالي عن الثلاثية و حكم الثلاثة The Rule of Three في السياسة و الاقتصاد و غيرها من النواحي على هذا الموقع.
انتهى اليوم مفعول مفهوم القوى العظمى تماما مثلما تحولت بريطانيا العظمى Great Britian الى الشحاذ الكبير Great Begger. ظهر مصطلح القوى العظمى لاول مرة في عام 1944 للاشارة الى ثلاث دول و هي الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد السوفيتي و الامبراطورية البريطانية و لكن و بعد تبديل اسم الامبراطورية البريطانية باسم كومونويلث Commonwealth اشارت تسمية القوى العظمى فقط الى الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد السوفيتي و بدأ معها عصر الحرب الباردة الى انهيار الاتحاد السوفيتي و ظهور الانترنيت و الهاتف النقال و العولمة.
بشرتنا الالفية الجديدة او قبلها بفترة قصيرة نسبيا بظهور العولمة و قوى جديدة مثل الصين و الهند و روسيا و الاتحاد الاوربي و البرازيل. لم يظهر الاتحاد الاوربي بشكله الجديد لاجل تسهيل التجارة بين الدول الاوربية فقط كما يقال بل بالدرجة الاولى لتشكيل قطب ضد القوى الاقتصادية الجديدة في عصر العولمة. ظهرت العولمة بعد انتهاء الحرب الباردة و كنتيجة لتقدم التكنولوجيا كالانترنيت و سرعة المواصلات وظهور الاسواق المالية العالمية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟