محمد جلو
الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 19:13
المحور:
حقوق الانسان
مرة أخرى، صادفتني اليوم صور لضحايا الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على حلبجة
صور مؤلمة
شاهدتها عشرات المرات سابقا
و مع ذلك، لا زلت أشعر بنفس الغضب، كلما فعلت
----
اليوم، سألت نفسي
ترى، من المذنب؟
القيادة العراقية آنذاك؟
وحدها؟
أم هناك آخرون؟
و هل أن الذي نفذ الأوامر، أقل ذنبا؟
----
دفعني ذلك إلى كتابة هذه المقالة القصيرة، و سأسرد لك فيها رأيي الشخصي
=========================================
لن أستغرب إن وجدنا بعض من أطلق القنابل الكيمياوية تلك، يعيش حاليا بنعيم
و حتى قد يكون له بعض السلطة في حكم العراق، و نحن لا ندري
و إن واجهته، ثم حاسبته، سيقول
و لكني، كنت أنفذ الأوامر
و هذا كذب، في أغلب الأحيان
قد تراه كان متحمسا، أو على الأقل غير مبال، بنتائج أعماله، على أغلب تقدير
----
الكثير من البشر، و يا للأسف، تراهم مستعدون لإرتكاب أفحش الأعمال، بدون أن يرف لهم جفن
بعض الرعونة و القسوة و الظلم، متأصلة في نفوس أغلب الناس
يفعلوها، بوعي منهم، أو بدونه
لا علاقة في ذلك لمذهب أو دين أو قومية أو أي إعتقاد
إنها النفس الحيوانية، في البشر
----
قد يكون بعض من تلك الصفات الكريهة، حتى فيّ أنا، و فيك أنت يا قارىء هذه السطور
و إن كنا ننكر وجودها.... طبعا...!!!!
المصيبة، هو أن يتولى الحكم و الأمر و النهي، شخص أرعن و أقسى و أظلم من الجميع، بكثير
----
لدي تجربة شخصية، تثبت أن الإجرام، أو التغاضي عنه، متأصل في أغلب النفوس
رجاء رجاء
لا تحسبوا أنني أنتقد في هذا، أي دين أو مذهب
بل أنتقد، طبيعة البشر
----
كنت برتبة نقيب طبيب في وحدة طبية عسكرية في البسيتين عام ١٩٨١
و هي مدينة إيرانية، إحتلها العراق حينها
جلبوا لي عددا من الأسرى الإيرانيين الجرحى، في إسعافات الجيش العراقي
----
فوجئت بأن أغلب الجنود و العرفاء العراقيين، يركلون الأسرى أثناء إخراجهم من الإسعافات
و الذي لا يركل، تراه متفرجا، بصمت، و حتى أن بعضهم، يبتسم
----
حسب ما أتوقع، أغلب هؤلاء الجنود و العرفاء الراكلين، و المتفرجين، كانوا شيعة
و أغلب الإيرانيين، و بضمنهم أسراهم هؤلاء، شيعة
سبب تصوري ذاك، هو معرفتي أن أغلب مراتب الجيش العراقي، حتى في ذلك الوقت، كانوا من الشيعة
و وحدتي العسكرية، في الفرقة المدرعة التاسعة، لم تكن تختلف عن ذلك
----
إذن، فالوحشية تلك، نابعة من نفس مريضة
و ليست نابعة من مذهب أو دين
----
كنت أرى الركل يحدث من بعيد
و أنا أمشي قاصدا خيمة محطة التضميد المتقدمة
لم يعارض ذلك العمل، أحد
فهرعت نحوهم
و صرخت ناهرا
فتوقف الجميع، عن الركل
----
بعدها، سألني جندي عن سبب عدم تشجيعي للركل، و بإستغراب شديد
قال، و لكتك يا سيدي، سني، ألست كذلك؟
----
يظهر أنه وجد أن عملي ذاك، عجيب
لم يستطع تفسيره، بالمنطق الذي يفكر به
#محمد_جلو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟