أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد جلو - دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد الرحمن عارف














المزيد.....

دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد الرحمن عارف


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 16:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كاتب المقال، محمد جلو
مؤرخ و إقتصادي
وله بعض الإلمام في الطب
==========================================

كلنا نعرف، كيف يحلو لبني آدم، سرد الحوادث، بالطريقة التي يهواها
أي، تحريف الحقيقة، قليلا، أو كثيرا، في بعض الأحيان
قد يكون ذلك بقصد، أو بدونه
----

هكذا يكتب التاريخ
فلذلك، تجد التحريف غير المتعمد، و التزوير المتعمد، في التاريخ، غزيرا
و الضباب فيه، يغشي العيون
فالكثير من الحقائق، قد تُطمس، أو تُمسَخ
من أناس، قد تكون لهم، ميولهم، أو أجنداتهم الخاصة
----

من المؤسف، العديد من المؤرخين، قد ساهموا في تحريف التاريخ، لنفس تلك الأسباب
فيستنتجوا، و كما يناسب ميولهم
و لكن، لا تفقد الأمل
فلا زلنا نستطيع الإهتداء إلى الحقيقة، من بعض الدلائل
هذه الدلائل، قد تبدو لك، و لوهلة، صغيرة
و لكنها تهدي، إلى الحقيقة
فالمؤرخ العادل، المحايد، الموضوعي، سيحاول إستنباط و إستنتاج الحقيقة، من خلال البحث عن مثل هذه الدلائل، و قراءة ما بين السطور
ثم يعطيك اللبة، بعد التقشير
-----

لا أذكر، بالضبط، و لكن كانت حوالي عام ١٩٦٧
يومها، عاد أبي من عمله عابسا، على غير العادة
كان يُلوِح بجريدة العراق الرسمية، الوقائع العراقية، بغضب
يبدو أن شيئا فيها، قد أزعجه
مرة أخرى
----

كان مغتاظا لأن الرئيس العراقي آنذاك، عبد الرحمن عارف، و بناء على الصلاحية المخولة له، أصدر قانونا يعفي فيه نفسه، من ضريبة الدخل
شعر أبي بتعسف مثل هذا القرار، على أمثاله العراقيين، المواظبين، الكدودين
فلا حيلة لهم، عن دفع ضريبة الدخل، شهريا، صاغرين
فبينما كان على أبي، الإستمرار بدفع ضريبة دخله، ١٤ دينار شهريا
ها هو الرئيس العراقي، يستلم راتبه الشهري، ٧٠٠ دينار تقريبا، كاملا
و إن كانت تكاليف سكنه، و تنقله، على حساب الدولة
----

لم يكن أبي الوحيد، الذي أبدى الإمتعاض
بل جميع من سمع بالقانون الجديد، من رفاق القهوة
----

عزيزي قاريء هذا المقال
لنتأمل هذا القرار بموضوعية
و لنحاول الوصول إلى بعض الإستنتاجات معا
----

لنفترض، أن هذا الرئيس العراقي، و كما واصل عليه رؤساء من بعده في العراق، قد إستحل خزينة الدولة لنفسه، ينهب منها ما يشاء
فما قيمة ١٠٠ دينار شهريا، قد يوفرها على نفسه، بالإعفاء من ضريبة الدخل؟
لا شيء
إذن، و حسب رأيي، أتصور أن ذلك القرار، كان سبيله الوحيد، لزيادة مورده الشخصي
----

قد تسميه طمعا
و سأوافقك على ذلك مئة بالمئة
و لكن، ألا توافقني، أن ذلك يدل، و في نفس الوقت، على عدم مقدرته، على الإستيلاء على أموال الدولة، بوسائل أخرى؟
و نزاهته، نوعا ما؟
و إن لم يدل على فطنته
----

فرؤساء من بعده، قد ألغوا قرار إعفاء أنفسهم من ضريبة الدخل
و مع ذلك، يظهر أن لأحدهم الدخل الكافي، الذي مَكَنَه من شراء جزيرة إستوائية في المحيط، لزوجته
سمعته يقول ذلك بنفسي، خلال بث التلفزيون العراقي، لمقابلته مع صحفي أمريكي، و الذي قد واجهه بذلك
----

لن أقل لك من هو ذلك الرئيس، الذي إشترى جزيرة لزوجته
و لكن، أول حرف من إسمه، هو، صدام حسين




#محمد_جلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا رب، ريتك جعلتني كرديا
- الدولار الأمريكي، أجمل قرد في المحلة
- حينما سقط الفلس في الجرة
- صاروخ العابد. ترى، ما الذي حصل بعد ٧ ثوان؟
- مصلاوية....من الحلّة، إلى مانجستر / الجزء الثاني
- مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد جلو - دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد الرحمن عارف