أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد جلو - أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي














المزيد.....

أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 23:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كان يوم شتاء بارد، عام ١٩٧٥
كنا نأكل اللبلبي اللذيذ (حبات الحمص المسلوق)، من عربة بائع متجول، في ساحة الكلية الطبية
مر الأستاذ خالد ناجي بجانبنا
كان في طريقه للخروج، من الكلية
لمحنا الأستاذ نأكل
و إذا به يقف فجأة
تقدم نحونا
و توقف عند العربة
----

أخذ الأستاذ يتفحصنا، واحدا واحدا
الكل كان ينتظر، ما الذي سيقوله الأستاذ
تدريجيا، ظهرت إبتسامة خفيفة، على وجهه
فعرفنا أنه، سيقول شيئا
----

سَألَنا بإستغراب
و كأنه لا يعرف
ماذا تأكلون؟
قلنا، متعجبين، و بصوت واحد
لبلبي، أستاذ
ثم قال أحدنا
تفضل معنا، أستاذ
----

لم يجب
سكوت
أخذ يتأمل وجوهنا، واحدا واحدا، مرة أخرى
ثم قال، و قد تحول وجهه إلى الجدية
و تفتحت عيناه بصورة أكبر
لبلبي؟
ثم إنفجر ضاحكا
----

و فجأة، عبس وجهه مرة أخرى
و قال بالإنكليزية، و بجدية بالغة
Chickpeas are goitrogenic. Too much chickpeas could enlarge your thyroid
و معناه، أن الإكثار من الحمص، قد يسبب تضخم الغدة الدرقية
تلاها سكوت، للحظة
ثم سألَنا الأستاذ، و بإبتسامة ودودة على وجهه
هل كنتم تعلمون ذلك؟
----

و قبل أن يجيب أي منا، إلتاف فجأة، و إنطلق في سبيله
بعد بضع خطوات، توقف
ثم رجع نحونا
و خاطبنا قائلا
هل تعرفوا أنكم لن تنسوا هذه المعلومة، مدى الحياة؟
ثم غادر المكان، و تركنا
مبهوتون، لا ندري ما نقول
----

كل ما أعرف، يا أستاذ خالد ناجي، كنتَ على حق
لم أنس تلك المعلومة، لحد الآن
و ها أنا، أسردها للآخرين
يومها، تعلمت منك، أن الإكثار من الحمص، قد يسبب تضخم الغدة الدرقية
و يومها، تعلمت منك كذلك. أن إسم الحمص أو اللبلبي بالإنكليزية، هو
Chickpeas
----

عبر السنين، تراني قد نسيت أغلب تلك القائمة الطويلة للأغذية، التي قد تسبب تضخم الغدة الدرقية
عدا اللبلبي
و السبب؟
هي الظروف و الطريقة التي علَّمْتَني بها، تلك المعلومة
فكان ذلك لي درسا، في أمراض و فسلجة الغدة الدرقية....أولا
و في طرق التدريس، أستعملها مع تلاميذي.... ثانيا

شكرا لك، يا أستاذي الجليل
صدقني، كانت كاسة اللبلبي تلك، أثمن كاسة، أكلتها في حياتي

يسعدني أن أعترف للجميع، أن لخالد ناجي، ضلعا عظيما في حبي للجراحة
و كوني الآن، جراحا
مِن الذين علموني الطب، كان خالد ناجي، أعظمهم
و كان لعلمه و شخصه، أكبر تأثير في علمي و شخصي
و يشرفني، أنني أحد تلاميذه

أخي العراقي
إن نجحت عمليتك الجراحية اليوم، فترحم على ذلك الرجل
خالد ناجي
فمن يعرف، قد يكون له بعض من الفضل في كون ذلك الجراح الذي عالجك، بتلك البراعة

بالمناسبة، و لأن هذا الشيء، و للأسف، أصبح الآن شديد الأهمية
لو سألني سائل، فإنني لا زلت لا أعرف، إن كان خالد ناجي سنيا، أو شيعيا
لم تهمنا تلك الأشياء، سابقا
و لن يهمني معرفة ذلك، الآن
كلما أعرف، أنه إنسان عظيم
-------------------------------------------------------------------------------

خالد ناجي، أستاذ الجراحة العامة في الكلية الطبية جامعة بغداد
ولد في بغداد، عام ١٩٢٣، و توفي في عمان عام ٢٠٠٨، عن ٨٥ عاما
أستاذ جليل، سيذكره التاريخ في أجل المراتب، و بإستحقاق
عراقي، يجب أن يعرف عنه، كل عراقي، و يفتخر



#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الأول
- حينما يَضرِبون، و ينهال معهم الجميع
- طقطقة مفاصل الأصابع المتعمدة بإستمرار. هل ستحطم تلك المفاصل ...
- حينما نخرج، إلى الشارع
- مبروك على السلامة
- حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان
- حينما يراقبنا، أهل المريخ
- حينما يهب السلطانُ، ما لا يملك
- حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه
- حينما منحتني، الأستاذة واجدة الأطرقجي، الدكتوراه
- حينما سينتهي العالم، يوم الجمعة، ٢١/١£ ...
- حينما إلتقى، ذلك الملازم الأول الطبيب، بأولائك الأكراد الثلا ...
- حينما يُقذَف الرئيس الأمريكي، بالبيض
- قصيدة أم، تتغزل بإبنها، حينما بلغ السادسة عشر
- أبي، أفضل من أبيك
- حينما أنجدني، ذلك اليهودي
- دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد ال ...
- يا رب، ريتك جعلتني كرديا
- الدولار الأمريكي، أجمل قرد في المحلة
- حينما سقط الفلس في الجرة


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد جلو - أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي