أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جلو - حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان















المزيد.....

حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 03:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاليا، أسكن إنكلترا
تلك الدولة المسيحية
مسيحية، رسميا
----

هل تعلم، أن أكبر عقيدة إنتشارا في إنكلترا حاليا، هي ليست الكاثوليكية، أو الأنكليكانية، أو الهندوسية، أو الإسلامية
بل
عدم الإيمان، بأي دين
و عددُهم، في تصاعد مُطَّرِد
----

بعد حوالي أسبوع، يوم ٢٥/١٢/٢٠١٢، سيحتفل الجميع، بعيد ميلاد المسيح
و إن لم يكن حقيقة، يوم ميلاده
بل يوم ميلاد الإمبراطور الروماني، قسطنطين
و الذي إعتنق المسيحية، خلال القرن الرابع الميلادي
حقيقة، لا أحد يعرف بالضبط، متى ولد المسيح
----

يسموه بالإنكليزية، يوم "كْرِسْمِس"
Christmas day
و بعد ذلك بأسبوع، سيحتفل الجميع، بعيد رأس السنة الميلادية
يسمّوه بالإنكليزية، يوم "نْيُو يِير"
New year s day
----

و حينما أقول "الجميع"، أقصد الغالبية الساحقة، في إنكلترا
بمختلف معتقداتها، و أديانها
----

ترى الناس هنا، و منذ بداية تشرين الثاني، نوفمبر ، يتبادلون التمنيات، و بطائق المعايدة و التهاني
ضمنهم هندوس، و سيخ، و لادينيين، و مسلمين، و بوذيين
هذا لا يعني أنهم، قد إعتنقوا، المسيحية
و هذا لا يعني، أنهم قد كفروا، بمعتقداتهم

كلنا نعرف، أن البهجة، شديدة العدوى
الكل مستبشر، خلال الأسابع المؤدية، إلى يوم كْرِسْمِس، و رأس السنة
و كأن سحابة من الطمأنينة، و الإيثار، و نكران الذات، تنزل على الناس
الجميع فرح، و مبتسم
و ترى الغريب يُحسِن، و يعمل الخير، للغريب، بلا مقابل
----

حتى سواق السيارات، الإنكليز
هؤلاء، اللعينون
الذين كانوا قبل أسابيع قليلة، شديدي الحنق، و سريعي الغضب
إن أخطأتَ قليلا في حقهم، أثناء السياقة، فالويل لك
يلوحون لك بقبضاتهم، متوعدين
----

تراهم الآن، متسامحين
سيتبرعوا بأسبقيتهم لك، فورا، و قبل أن تسأل
و حين تشكرهم، ستتلقى منهم إبتسامةً، عريضة
ثم يَتمنَّوْنَ لك، عيدا سعيدا
----

و كذلك، عندنا، في البيت
ستجدنا أيضا، كل عام
ننصب شجرة الإرز، تلك
في مدخل الدار
نتسلى، بترتيب زينتها
و نُعلق عليها، نشرة الأضوية
----

و إن أردت رؤية شجرة عيد ميلادنا لهذه السنة، أنقر هنا، من فضلك
المعذرة، إن وجدت تبرج شجرة عيد ميلادنا أكثر من اللازم
فالبساطة، صفة لا تتسم بها شجرات عيد الميلاد
حتى أن البنت المتبرجة بدون حدود، يقولون عنها في إنكلترا، أنها تبدو كشجرة عيد ميلاد
http://www.flickr.com/photos/91045911@N03/8278453419/in/photostream
أو
https://www.facebook.com/mohammedjelloo

----

و يوم عيد الميلاد؟
سنفعل كما يفعل، الآخرون
ستجتمع العائلة
سيتبادل الجميع، هداياهم
ثم نجلس، لتناول الطعام
و أهم طبق هو، طبعا، الديك الرومي، المحشي
----

و بعد أسبوع
سنتبادل التهاني، في رأس السنة
فلا ضرر، في ذلك
=========================

حينما كنا في العراق، كنا نبارك لأصدقائنا المسيحيين، أعيادَهم
و في السبعينات، يوم عيد رأس السنة، القارص البرد
كل عام
كانت الجموع من الشباب و الشابات، تترك بيوتها
تخرج من الأعظمية، و الكاظمية، و مناطق بغداد الأخرى
الأغلبية، مسلمة
تتوجه عشرات الألوف، من الشبيبة و العوائل
بالسيارات، و وسائل النقل، و مشيا على الأقدام
----

مقصد الكل، إلى الكرادة
الكرادة، تلك المنطقة الجميلة، من بغداد
يسكنها الكثير، من المسيحيين
حيث ستلتقي، تلك الحشود
جموع تلقائية، و عفوية
لم ينظمها، أو يخطط لها، أحد
كأنها مظاهرات
و لكن، بلا لافتات
و لا غضب
----

الكل فرح، و سعيد
السيارات تزمر
و الرجال و النساء، تغني في الشوارع
و الغريب، يبارك الغريب، بحلول رأس السنة
و الزغاريد، من الجميع
حتى الرجال
----

إن لم تصدقوا، أن ذلك كان يحدث فعلا
فإسألوا آباءكم
من يدري
قد تجد أن أبيك قد إشترك في أحد تلك الإحتفالات، يوما
----

و بين الحين و الآخر، قد تخرج أم البيت المسيحية، بصحن الكحك (الكليجة)، تقدمه للمسلمين الغرباء، المارين أمام الدار
و أحيانا، نكتشف أن أهل الدار أحيانا، مسلمون
يحتفلون برأس السنة، مع الجيران
و مع الغريب، في الشارع
----

ليس عيد الميلاد، أو رأس السنة، فقط
فعلاقاتنا مع أصدقائنا المسيحيين، على مر السنة
فنحضر جميع مناسباتهم
أعراسهم، و تعميدهم، و جنائزهم
أحيانا عديدة، في الكنائس
مثل كنيسة، سيدة النجاة
تلك الكنيسة الجميلة، في الكرادة
----

حضرت مثل تلك المناسبات، مرات عديدة
و أحيانا، و خلال تلك الطقوس، قد يركع الجميع على الركب
و يؤدي علامة الصليب، باليد
ثم يرددوا شيئا، من الإنجيل
----

لكننا، لن نفعل مثلهم
سنبقى واقفين، أو جالسين، إحتراما
و مع ذلك، لم يتهمنا أحد يوما، بعدم إحترام طقوسهم
و إستمروا على دعوتنا، إلى جميع مناسباتهم
بقينا في قائمة أهلهم، دائما
----

ثم سمعنا بتلك الفاجعة
خبر تفجير تلك الكنيسة
سيدة النجاة، الفائقة الجمال
المجزرة كانت قبل عامين، في ٢٠١٠
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9_%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A9
----

وا أسفاه
ذلك البغض، الأعمى
المقت، الأسود
----

كيف تعلل السبب؟
إن أردتَ تفسير ذلك الكره، بالمنطق؟
لن تستطيع ذلك
مهما بذلت
فالكره، لا منطق فيه
======================

ليس المسيحيون فحسب
فأيام النوروز، ترانا نبارك للأكراد، عيدهم
و نتجشم عناء السفر من بغداد، إلى كردستان
بحجة زيارة أخوالي، في الموصل
للإحتفال، معهم، على الجبل
----

و حتى أنني إنظممت لصف من الأكراد، في دبكتهم
و إن كنتُ أنا الوحيد، الذي لا يعرف الدبكة
و مع ذلك، إستمر أولائك الأكراد المساكين، و بكل أدب، تحملهم للفوضى المفروضة عليهم، بخطواتي المشوشة الخاطئة
و لن أنسى، كم كانت فرحة هؤلاء الأكراد عظيمة، حينما قررتُ أخيرا، التوقف
فتركت صفهم
و إكتفيت بالفرجة
قبل قليل، كنت أنا، الفُرجة
----

يومها، قررتُ أن واجبي الوطني، يُحَتِم عليَّ ألاّ أدبُك في حياتي، بعدها
نهائيا
هذا أقل ما أستطيع عمله، لتجنب تدهور العلاقات مستقبلا، بين العرب و الأكراد
========================

ترانا الآن في إنكلترا، نشارك الجميع، بأعياد عيد الميلاد، و رأس السنة، المسيحية
و لسنا بمسيحيين
و لو عشنا في كربلاء، لشاركنا الجميع، و وزعنا الهريسة مع جيراننا، في طقوس ١٠ مُحرَّم، الشيعية
و لسنا بشيعة
و لو عشنا في البرازيل، لشاركنا الجميع، بعيد الكارنافال، ذو الأصل الوثني
و لسنا بوثنيين
و لو عشنا في الهند، لشاركنا الجميع، في إحتفالات عيد النور ،الهندوسي
و لسنا بهندوس
و لو عشنا في كردستان، لشاركنا الجميع، بعيد النوروز ،الكردي
و لسنا بأكراد
----

لا أدري ما الذي ستفعل، إن كنتَ أنت في محلي
أما أنا
فحينما أكون في روما، سأفعل، كما يفعل الرومان


محمد جلو






#محمد_جلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يراقبنا، أهل المريخ
- حينما يهب السلطانُ، ما لا يملك
- حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه
- حينما منحتني، الأستاذة واجدة الأطرقجي، الدكتوراه
- حينما سينتهي العالم، يوم الجمعة، ٢١/١£ ...
- حينما إلتقى، ذلك الملازم الأول الطبيب، بأولائك الأكراد الثلا ...
- حينما يُقذَف الرئيس الأمريكي، بالبيض
- قصيدة أم، تتغزل بإبنها، حينما بلغ السادسة عشر
- أبي، أفضل من أبيك
- حينما أنجدني، ذلك اليهودي
- دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد ال ...
- يا رب، ريتك جعلتني كرديا
- الدولار الأمريكي، أجمل قرد في المحلة
- حينما سقط الفلس في الجرة
- صاروخ العابد. ترى، ما الذي حصل بعد ٧ ثوان؟
- مصلاوية....من الحلّة، إلى مانجستر / الجزء الثاني
- مصلاوية....من الحلة، إلى مانجستر / الجزء الأول


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد جلو - حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان