أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني














المزيد.....

حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني


محمد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


حقيقة تاريخية، أسرد لكم فيها قصة لإنسان بسيط فقير، وصل إلى أعلى الدرجات العلمية، رغم صعاب جمة

لقراءة الجزء الأول، و هي مقالة قصيرة، إضغط هنا رجاءً
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341616

الجزء الثاني
=======

حمل المعاون، أبو تحسين، ملف فاضل عواد، تحت أبطه
و دخل إلى الإدارة، مخاطبا المدير قائلا
أبو محمد
هذا ملف، لطالب آخر
يتوجب فصله، من المعهد
فلقد تجاوزت غياباته، الحد المقرر
لقد أوقفت ذلك الطالب، خارج مكتبك
عسى أن تريد الكلام معه، قبل أن يغادرنا
----

أجاب المدير
طبعا أبو تحسين، أريد التكلم مع هذا الطالب المفصول، كعادتي
----

كان المدير يفعل ذلك، مع جميع الطلاب المفصولين
قبل أن يذهبوا في سبيلهم، و قرار الفصل باليد
ليس للشماتة، و التوبيخ
بل لإظهار الأسى، و الإرشاد
----

و ما إن دخل فاضل عواد الإدارة، حتى صاح المدير، متعجبا
أنت؟
كانت الإجابة
نعم، أستاذ
فاضل عواد
----

وقتها، كان أغلب العراقيين، قد شاهدوا، أو على الأقل سمعوا، بفاضل عواد
المغني الشجي، الجديد
ذلك الشاب، الحسن الطلعة
برز من دون الكثيرين، في ركن الهواة
ذلك البرنامج التلفزيوني الغنائي
من إعداد و تقديم، الفنان كمال عاكف
حسب ما أتذكر
----

و هكذا، ما إن غنى فاضل عواد تلك الأغاني
صوت السهارى، و گومي أوگفي لي و إرفعي الپوشية
حتى جن جنون الناس
قامت الدنيا في العراق، ثم قعدت
لم تعد بإستطاعة مديرية الإذاعة و التلفزيون، إشباع تلك الشهية العارمة التي إستجدت في البلد
الكل يريد، سماع المزيد
فتراه قد أصبح وجها و صوتا منتظما في برنامج ركن الهواة خاصة، و الراديو و التلفزيون العراقي عامة
يطالب به العراقيون، بإستمرار
----

يذكر مدير المعهد، حينما شاهد فاضل عواد في التلفزيون، لأول مرة
حينما قال متفاخرا
أعرف هذا الشاب
إنه، أحد طلابي
----

و جاء اليوم، الذي سيَفصُل فيه هذا المدير، ذلك الطالب، من الدراسة
و ها هو المدير يقَلِب الملف
و فاضل عواد، مُطرِقٌ أمامه
و هو يتوقع أنه سيغادر بعد دقائق
و يترك المعهد، بلا عودة
و كتاب الفصل، في يده
----

و هنا، قال المدير
يا للأسف، يا ولدي
ما كل هذه الغيابات؟
ما الخطب؟
----

أجاب فاضل عواد، و الحرج في وجهه
إلتزاماتي في الإذاعة و التلفزيون، أستاذ
إستغرقت مني، جلَّ وقتي
أنا مطلوب هناك، يوميا
----

فقال المدير
لا زال هذا العذر، غير مقبول
فلقد قصرت في دراستك، يا ولدي
و فضلت عليها إلتزامات أخرى
فلا حيلة لي، بل فصلك من الدراسة
----

و بعد برهة من الصمت و التردد، قال فاضل عواد
أستاذ
تقول أنني قد قصَّرتُ في دراستي
نعم، لقد قَصَّرت في الحضور
أعترف بذلك
و لكن، لم أقصر في دراستي
ها هو ملفي، بين يديك
أرجوك
تفحص درجاتي الإمتحانية
و قرر بعدها، إن كنتُ حقا مُقَصرا في دراستي
----

و كم كانت دهشة المدير عظيمة، حينما بدأ يتصفح قائمة درجات فاضل عواد، الإمتحانية
الواحدة تلو الأخرى، بدون إستثناء
جميع إمتحانات الفصل الأول
جميع إمتحانات نصف السنة
كلها، عالية
----

و هنا قال المدير
أنت على حق
لم تقصر في دراستك
برأيي، ما الفائدة إن كان الطالب ينجح في الحضور يوميا، ثم يسقط في إمتحاناته
بعد إطلاعي على درجاتك يا إبني، أتمنى أن جميع الطلاب، مثلك
أما أنا الآن، فلا أبالي بغياباتك السابقة، قط
و لن أبالي بغياباتك القادمة، أبدا
إذهب يا إبني، و لتكن غياباتك ما تكون
سأتثنيك من تسجيل الحضور، مستقبلا
و عند مغادرة فاضل عواد الغرفة، صافحه المدير، و تمنى له التوفيق
----

بعد ذلك بأيام، سمعت أبي، يسرد لخالي ما حصل له مع فاضل عواد
و كيف أنه أوشك، أن يفصله، للمرة الثانية
كان خالي، صابر الأطرقجي، يعرفه شخصيا، أيضا
فخالي هو أحد أساتذة فاضل عواد للغة و الأدب العربي، في المعهد
----

سمعت خالي يقول لأبي
حسنا فعلت
فهو يستحق ذلك
أرى أن فاضل عواد، يختلف عن الباقين
فله نباهة، عالية
و أحسب أن له قدرة غير إعتيادية، على فهم أمور صعبة في اللغة العربية، و الشعر
قد يجدها بديهية، بينما يجدها الآخرون، عويصة
----

و كذلك، قال خالي عن فاضل عواد
ترى أن اللغة العربية و الشعر، يجريان في دمه
لا أدري من أين يأتي هذا الولد، بمثل تلك الفصاحة
كأن فيه، فطرة عرب قريش، الأصليين

محمد جلو



#محمد_جلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثمن كاسة لبلبي، أكلتها في حياتي
- حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الأول
- حينما يَضرِبون، و ينهال معهم الجميع
- طقطقة مفاصل الأصابع المتعمدة بإستمرار. هل ستحطم تلك المفاصل ...
- حينما نخرج، إلى الشارع
- مبروك على السلامة
- حينما تكون في روما، إفعل، كما يفعل الرومان
- حينما يراقبنا، أهل المريخ
- حينما يهب السلطانُ، ما لا يملك
- حينما يزخُ عرقُ المخبول، و لا يَقلَع معطفَه
- حينما منحتني، الأستاذة واجدة الأطرقجي، الدكتوراه
- حينما سينتهي العالم، يوم الجمعة، ٢١/١£ ...
- حينما إلتقى، ذلك الملازم الأول الطبيب، بأولائك الأكراد الثلا ...
- حينما يُقذَف الرئيس الأمريكي، بالبيض
- قصيدة أم، تتغزل بإبنها، حينما بلغ السادسة عشر
- أبي، أفضل من أبيك
- حينما أنجدني، ذلك اليهودي
- دليل تاريخي، قد يشير إلى نزاهة الرئيس العراقي السابق، عبد ال ...
- يا رب، ريتك جعلتني كرديا
- الدولار الأمريكي، أجمل قرد في المحلة


المزيد.....




- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...
- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جلو - حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني