أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - وأد الأطفال ..في بلاد النفط














المزيد.....

وأد الأطفال ..في بلاد النفط


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل انتهى وأد الأطفال خشية إملاق ؟ لا لم ينته . بل إنه انتعش من جديد , في ظل دولة القانون . وفي بلد اسمه العراق , يعوم على بحار من النفط . لو وزعت ثرواته – بعدالة وحرفية – على اهله لأصبحوا من اغنى الأمم , واصبح العراق من اجمل البلدان . بلد ميزانيته تعادل ميزانية كل دول الجوار مجتمعة . ولكنه يستجدي من دول جواره السلعة والخبرة والمعتقد .
اليوم في الشطرة . وهي مدينة تلوذ بنهر صغير , يشطرها الى صوبين , ويبلل حلقها العطشان . في هذا النهر الهاديء , أقدمت إمرأة على فعل يائس . قيدت اولادها وقذفتهم في النهر ثم قذفت نفسها وراءهم . ارادت الأنتحار الجماعي , هربا من مذلة الفقر ومن بؤس الحاضر ومن ذل ماهي فيه . هل كان فعلها جريمة تستحق العقاب ؟ لسنا بصدد ذالك , وانما بصدد الجريمة الكبرى التي يرتكبها المجتمع في جعل هؤلاء الناس ينتحرون يأسا . قيل انها واولادها قد انقذوا من موت محقق , وقيل ان السيد قائمقام الشطرة قد خصص لها بيتا وتكفل بإعالة اطفالها . كل هذا شيء ايجابي يستحق الثناء , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه . هل يضطر المعدمون والفقراء الى الأنتحار كي ندرك ضرورة مساعدتهم ؟ ان المدينة متخمة بالفقراء الذين يتمنون الموت على حياة لا حياة فيها , كما هي متخمة بالأغنياء ايضا . والذي حدث اليوم هو مثل لما يحدث في عراقنا الجديد .
امرأة تهرب من الحياة الى الموت جوعا, وحكومتها تلغي البطاقة التموينية !
امرأة تحاول قتل نفسها وأطفالها لأنها لاتجد في بيتها ماتقدم لهم من الطعام , ووزراء الحكومة وحاشياتهم واتباعهم , يبحثون عن ادوية الريجيم ووسائل التخلص من السمنة !
إمرأة دخلها الشهري صفر , ودخل النائب الشهري الذي يفترض أنه يمثلها اكثر من ثلاثين مليونا !
امرأة تربط اطفالها بحبال الموت . اما اطفال المسؤولين في الدولة فمربوطون الى اجهزة الآي باد والآي فون وبقية الألعاب الألكترونية الحديثة !
هذه الحادثة التي روّعت المدينة تعكس لنا عدة جوانب
1- الطفولة المعذبة التي لاذنب لها سوى انها ولدت في مكان لايعطي للطفولة حقها . ينبغي على الدولة العراقية ان تولي عنايتها بهؤلاء الأطفال عموما . ولاسيما هؤلاء الذين يملئون الطرقات . ومحاولة إنقاذهم من فاقتهم . وذالك بتخصيص اماكن لسكنهم وتعليمهم وانتشالهم من الضياع . كما يمكن لمنظمات المجتمع المدني ان تسعى في هذا المجال . سأطرح مثلا على ذالك : هناك جمعية انشأت في المغرب اطلقت على نفسها ( بصيص أمل ) تتكون من شباب متحمسين لمحاربة الفقر والأدمان والمرض . هؤلاء الشباب قاموا بجولات ميدانية , يلتقون بالناس المحتاجين ويوزعون الأدوية مشفوعة بالتثقيف الصحي . كما يوزعون المساعدات العينية الى الناس . اما مصادر هذه الجمعية فتعتمد على جهود فردية ومخاطبة اصحاب الضمائر من الموسرين , والقيام بحفلات خيرية للأستفادة من ريعها لصالح المحتاجين . وقد شاركت احدى الأعضاء في برنامج ( تستاهل يا اعز الناس ) وهو برنامج يقدم جائزة مالية كبيرة لمن يستطيع الأجابة الصحيحة . قلت ان هذه الناشطة كسبت المبلغ واضافته الى جمعية بصيص امل . وما احرى شبابنا العراقي ان يحذوا كإخوانه المغاربة في مسح دموع الألم عن بعض الناس .
2- تعكس لنا هذه الحادثة ايضا موضوع العدل الأجتماعي غير المتحقق في بلادنا . فالأم هي ضحية إجتماعية , وكذالك اطفالها . وان الحل يكمن في المعالجة الجذرية . وهي فتح مجالات عمل حقيقية للمرأة , مثل ورش الخياطة او الصناعة التقليدية , او بعض الأعمال التي تتعلق وقدرة المرأة . ان الراتب الذي تتقاضاه , سيجعلها سيدة نفسها . ولا اعتقد انها ستلجأ الى الأنتحار يأسا .
3- تعكس لنا هذه الحادثة ايضا فداحة ما نحن فيه . فيجب علينا ان لانصمت إزاء اموال الشعب المسروقة, وحقوقه المهدورة . يجب ان نسمي الأشياء بأسمائها . ويجب ان لانسكت عن حقوقنا . ان الحرية الممنوحة لنا ليست منّة من احد . انها جاءت بعد مخاضات عسيرة .
تحية لمن ضحى بنفسه لأنقاذ هؤلاء الأطفال . وتحية لشعبنا الصابر
اوتاوة / كندا



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد القبانجي .. سجينا
- بغداد عاصمة ..لأية ثقافة
- الوطن بعيون مهاجرة ( الأمن السياحي )
- شكري بلعيد .. وداعا
- لاشيء فوق العراق
- بهاء الأعرجي والمصباح السحري
- مباراة العراق في كأس الخليج
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين
- الفتنة
- جذوع ملّت من الوقوف
- قصة قصيرة اوراق من يوميات حوذي
- هوامش على اقوال ممثل السيد السيستاني
- قسوة الظمأ في مجموعة جذور الفجر
- دراما الموت والحياة
- عفيفة اسكندر والموت الحزين
- عبود الكرخي .. والنبوءات المرّة
- فنانون بلون الشمس
- اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )
- قصة قصيرة بعنوان ( اللوحة )
- اوراق من روزنامة كندية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - وأد الأطفال ..في بلاد النفط