أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )















المزيد.....

اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتميز برنامج خارج عن المألوف بغرابة عنوانه .اسوة بالغرائب والعجائب التي تجتاح الوطن . وكأنك تتوقع منه ان يقدم لك برامج خيالية على غرار ( الحقيقة اغرب من الخيال ). وقد استضاف هذا البرنامج السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . لثلاث حلقات متتالية , وعلى امتداد ثلاثة اسابيع .وقد كانت الغاية منه القاء الأضواء على حياة السيد المالكي منذ طفولته الى اللحظة الراهنة .وقد كان مقدم البرنامج غير موفق في الحوار . فكان يلقي الأسئلة التي يبدو أنها أُعدت له سلفا , تاركا الضيف وهو يسترسل في حديثه , دون نقاش او استفسار اوممانعة او مماحكة كما تقتضيه مهنة الصحفي الذي يستضيف شخصية سياسية ,بحيث يستطيع ان يعتصر من المقابلة ما يمكن ان يلقي الضوء على طبيعة المرحلة الراهنة, ناهيك عن الأسئلة الساذجة والتي اظهرت عدم مهنية واهلية هذا الصحفي . والذي يندرج ضمن صحفيي الصدفة والذين ظهروا فجأة مدعومين من احزابهم وكتلهم . مما حدا بالدكتور هاشم حسن أن يصرخ إحتجاجا. على وجود قائمة من عشرة آلاف صحفي لاينتمون الى مهنة الصحافة بأية صلة .لكنهم برزوا الى الواجهة من خلال تفشي الفساد الذي تسلل الى الصحافة ومن خلال محسوبيتهم على احزاب وشخصيات متنفذة .
وكانت بداية حديث المالكي عن القرية التي ولد ونشأ فيها . تلك القرية التي وصفها بأنها استثناءأ لمثيلاتها . فهي " تزخر بالدعاةوالمتميزين .. وانها دوّخت صدام " وصمدت امام امنه وجيشه ومرتزقته . مما يدل على ان السيد نوري المالكي انقاد الى عاطفته دون ان تكون رؤيته الى الماضي موضوعية . وقد استرسل في ذكرياته عن المرحلة الأبتدائية والثانوية ثم الجامعية مرورا بخدمته العسكرية وانخراطه في حزب الدعوة .انها حياة كاملة اختصرها الرجل في هذا البرنامج . لكن المشاهد العراقي كان له رأي آخر في المقابلة وفي الضيف بإعتباره رئيسا لوزراء العراق في عهد الديمقراطية الجديدة لعراق جديد .
لقد كشفت المقابلة أنّ ثقافة السيد المالكي بسيطة جدا . لاتتعدى الثقافة الدينية التي كرس حياته من اجلها كأحد الدعاة الذين يدعون الى اتباع مذهب آل البيت , حتى انه لايتذكر اسم ساطع الحصري ويصفه باليهودي او التركي او المجهول الهوية , مع العلم ان ساطع الحصري من مؤسسي التيار القومي ولديه اكثر من عشرين مؤلفا , كما كانت قاعة الحصري في كلية الآداب تحتضن كل الفعاليات الشعرية والأدبية في فترة السبعينات . صحيح ان الحصري كان طائفيا في مواقفه وقد رفض طلبا لتأسيس كلية آل البيت . لكنه لايستحق ان نسميه يهوديا .
كان المالكي يساوي بين الحزب الشيوعي وحزب البعث ويعتبرهما معا في السلطة . وان الجبهة التي قامت بين الحزبين في عام 1973 لم تكن سوى وسيلة لأن تحصل السلطة البعثية على التزكية من المنظومة الأشتراكية . وكانت فرصة للشيوعيين ان يلتقطوا انفاسهم , ويعيدوا تنظيماتهم التي فتك بها البعثيون . والتحالف ليس امرا غريبا في السياسة التي هي فن الممكن . ألم تتحاف مرجعية السيد محسن الحكيم مع البعثيين لأصدار شعار الشيوعية كفر والحاد . ليتمكن البعثيون في إبادة الشيوعيين ؟ الم يتحاف السيد المالكي نفسه مع بقايا البعثيين في وزارته الأولى والثانية .وماذا نسمي علاقته بالهاشمي قبل اتهامه وبالمطلق وغيرهم ؟؟
لقد جيّر السيد المالكي إنتفاضة الشعب العراقي لحزب الدعوة فقط ! متناسيا انها انتفاضة شعب جريح عانى من هزيمة مذلة . لقد هب الشعب بكل اعراقه ومذاهبه وقواه السياسية ضد ديكتاتورية صدام . وقد سقطت 14 محافظة بيد الثوار من شمال العراق الى جنوبه . وهذا لايعني انهم ينتمون الى الدعوة . لقد كانت الأنتفاضة هبة عراقية ضد الظلم . لم تعرف الحزبية والمذهبية . فلماذا يجعلها السيد المالكي ملكا صرفا لحزبه ؟ مع ان اجساد الضحايا في المقابر الجماعية لم تعرف هذا التصنيف . فقد كانت اجساد الشيوعيين والعلمانيين والمتدينيين والأكراد مطمورة جنب بعضها . فمن العيب ان نرقص على جثث شهداء الفكر والموقف ونتنكر لتضحياتهم لأسباب حزبية دعائية .
إنّ الجهاد في سبيل إسقاط صدام أثناء الحرب الأيرانية /العراقية لايسمح لنا – أخلاقيا – ان نجند انفسنا تحت راية دولة ايران . فقد كانت هذه الدولة توجه صواريخها نحو الأراضي العراقية وجنودها نحو العراق . لقد كانت حماقة بدأ الحرب من قبل النظام الصدامي , ولكن استمرارها لسنوات ثمانية من مسؤولية الخميني الذي" تجرع كأس السم " وهو يجبر على انهائها . لقد اودت هذه الحرب بمئات الآلاف من الجانبين . فليس من اللائق ان يفتخر السيد المالكي بانه كان يساهم في تجنيد المجاهدين . ان هؤلاء قد قتلوا جنودنا الذين كانوا يموتون اما من البندقية التي تترصدهم من خلف الخطوط , او من امامهم .. هل يختلف موقف الدعاة من الحرب عن مواقف مجاهدي خلق منها؟ هؤلاء يناصرون صدام نكاية بالخميني , وانتم تناصرون الخميني نكاية بصدام .
حين تحدث السيد المالكي عن السقوط ودخوله الى بغداد . كان متواضعا في حديثه . فلم يحلم ان يتنسم موقعا كبيرا في الدولة . بل يعود الى بستانه وتبليغه . وفي الحقيقة ان هذا التواضع من صالح الرجل . ولكن في نفس الوقت يتعارض مع الجهود الحثيثة له ولحزبه لأستلام الحكم في العراق وذالك من خلال اشتراكه في الجمعية الوطنية ولجنة كتابة الدستور والأجتماعات المكثفة بين الكتل والأحزاب . ان تواضعه لايعكس الحقيقة . ولقد تطرق الى الأزمة التي تفجرت ضد سلفه السيد الجعفري واختياره بديلا عنه . فقد اقر بعدم استعداده لأن يكون رئيسا للوزراء وقد تحدث بالتفصيل عن ذالك . وبعبارة اخرى فان اقتسام الكعكة بين الكتل دفعت شخصا غير مهيء اومستعد لبلد يغلي على صفيح ساخن . فما ذنب هذا البلد ..نحن – العراقيين -نشكرالمالكي على هذه الصراحة ولكننا لايمكن ان نسامح في مسألة التفريط بالوطن من اجل المصالح الحزبية .لانسامح هؤلاء السياسيين الجدد الذين لم يفكروا الاّ بحقوقهم التي اعتمدت على المحاصصة , وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم. كما اننا نقدر اعتذاره الى الناس بقوله(المعذرة لله وللناس) ولكننا نستغرب بين هذه التصريحات الحارقة عن انهيار الأمن وبين التمسك بقيادة كل المرافق والمؤسسات الأمنية للجيش والشرطة والأستخبارات والوزارات الأمنية . فاذا كان لديك كل هذه الصلاحيات وتسقط مغشيّا من الأرهاق . فالله يكون في عون المواطن العراقي الذي لاحول له ولا قوّة .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان ( اللوحة )
- اوراق من روزنامة كندية
- طعنات في جسد الديموقراطية
- بؤس الفنان المغربي .. حسن بوضياف مثالا
- النهر
- بين قاسم والمالكي
- ام عامر.. والمكرفون المفتوح
- ثورة تموز ..بين فداحة الفعل وشحة الحصاد
- نعيم الشطري..وديعا
- حول سحب الثقة
- وردة الجزائرية
- الغراف.. مدينة الظل
- الكًوامة
- الوطن .. بعيون مهاجرة
- شقة في المنعطف
- أخلاقيات المسرح
- القضاء العراقي.. وقضية الهاشمي
- المشي ..الى كربلاء
- طوب ابو خزّامة .. وقرط الشاعر
- كل عام .. وفشل حكومتنا بخير


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )