أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - طعنات في جسد الديموقراطية














المزيد.....

طعنات في جسد الديموقراطية


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن بعيون مهاجرة ..
طعنات في جسد الديمقراطية
رحمن خضير عباس
كان اقتحام النوادي الأجتماعية والثقافية ومنها اتحاد الأدباء العراقيين , من قبل قطيع من عساكر حكومة المالكي ,ماهو الاّ وصمة عار في جبين الحكومة العراقية . تلك الحكومة التي من المفترض انها قد ولدت من رحم الصندوق الأنتخابي . ذالك الصندوق الذي يؤمن بالتنوع والتعدد واختلاف الرأي والمزاج والعقيدة والدين والقومية . ذالك الصندوق الذي تكون من اضلاع المتعبين من العراقيين , الذين عانوا من الدكتاتورية والحروب والحرمان والحصار ثم الغزو , وما تبعه من حروب الأخوة والأعداء والغرباء من السلفيين والطائفيين وتجار الحروب . ثم ما تلى ذالك من رعب الموت اليومي للأنسان العراقي الذي اصبح هدفا للمفخخات اليومية وكواتم الصوت والخطف على الهوية . ورغم كل هذه الأوجاع فقد ادى العراقي واجبه الأنتخابي . وانتج هذا الأنتخاب حكومة وبرلمانا . وهذان الأخيران اديا القسم في خدمة مصالح الشعب بمختلف اطيافه وفئاته واتجاهاته . لقد نسيت هذه الحكومة انها اتت من خلال آليات العمل الديمقراطي , والتي تفترض بداهة المحافظة والدفاع عن الحقوق المدنية , ومنها حرية الرأي والمعتقد وطريقة الحياة . مع العلم ان المجتمع العراقي متخم بالتنوع والتعدد . وليس لأي جهة عرقية او دينية او مذهبية الحق بالوصاية على الجهات الأخرى . فالعراقييون – دستوريا - متساوون امام القانون .
لقد كان نادي اتحاد الأدباء العراقيين في بغداد حاضنة للفكر والشعر والأبداع .حاضنة للشعراء والأدباء والمفكرين والفنانين . هؤلاء الذين استحضروا عبَق التأريخ واستلهموا القيم الحضارية من الماضي لأشاعتها في الحاضر .لقد كانوا ومازالوا يتنادمون بهمس , ويتحاورون بحكمة . فانتجت همساتهم اجمل القصائد كما انتجت حواراتهم خزينا هائلا في الرواية والقصة والمسرح والنقد . من خلال هذا النادي خرجت اغنيات عذبة اشاعت الفرح بين القلوب المعذبة من الناس . ماالذي ارتكبه هؤلاء , لكي يلاقوا هذا الهجوم الهمجي من قبل رجال الداخلية ؟. لقد تم التعامل مع هؤلاء الأدباء – وهم عيّنات من المجتمع- بمنطق متوحش من الضرب والترويع باحدث الأسلحة الى التركيع والتخويف والشتائم بحجة ان النادي يقدم الخمور الى رواده ! هل نحن امام حملة ايمانية اخرى شبيهة بحملة صدام حسين ؟ وهل ان حكومتنا قد انجزت كل شيء للمجتمع ( الأمن والرفاه والكهرباء والتوظيف والصحة ...الخ ) ولم يبق لها سوى انتهاج مبدأ النهي عن المنكر . متناسية ان المنكر الحقيقي هو الفساد الذي تفشى في مفاصل الدولة وتسرب حتى الى المدارس والمستشفيات . ومن ناحية اخرى ليس من مهمات الحكومة ان تفصّل معنى الأخلاق على مزاجها , فتغمض عيونها عن البغاء المبطن والمشرعن والذي يجتاح المجتمع . فهناك صرخات استغاثة عن تفشي مرض الأيدز حتى في مدن مقدسة . كما ان نوادي الترفيه موجودة في كافة الدول العربية والأسلامية من المغرب حتى تركيا , مرورا بالجزائر وتونس ومصر وسوريا . وحتى السعودية التي تمنع الخمر في بلادها تسمح لأفواج من السعوديين يذهبون في عطلة نهاية الأسبوع الى البحرين لأداء مباهج لهوهم . اما ايران الأسلامية فان فيها من النوادي ووسائل اللهو اكثر من عصرالشاه ولكن بشكل مستتر . فهل تزايد حكومتنا في زهدها وتدينها على شقيقاتها من الحكومات الأسلامية .
نحن نعيش في كندا منذ سنين. والقانون الكندي صارم في حماية الحريات الشخصية والمدنية , ومنها حرية العبادة . ففي مدينة اوتاوة- كاتينو التي نعيش هناك العديد من المساجد الأسلامية والحسينيات , ولاتكتفي كندا – العلمانية – بتشجيع حرية التدين والعبادة بل تساهم في المساعدات السنوية التي توزع على المساجد والحسينات . وحينما تعرض احد المساجد في كاتينو قبل اشهر لعمليات تخريب – كسر الزجاج وتلويث الأبواب بالصباغة- قامت قائمة الحكومة المركزية وحكومة اقليم كيبك . وتم شجب هذه الأعمال , وتدخلت قوات الشرطة لمراقبة المكان من اجل القبض على الجناة . كما نشرت الصحافة الكندية الخبر واعتبرته اعتداءا على قيم الحرية والعدالة .
هل شجبت صحافة الحكومة العراقية والحزب الحاكم الأعتداء على مقر اتحاد الأدباء في بغداد ؟ اشك بذالك . هل اعتذرت وزارة الداخلية عن فعلتها الشنيعة ؟ اشك بذالك ..

اوتاوة 8/9/2012



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الفنان المغربي .. حسن بوضياف مثالا
- النهر
- بين قاسم والمالكي
- ام عامر.. والمكرفون المفتوح
- ثورة تموز ..بين فداحة الفعل وشحة الحصاد
- نعيم الشطري..وديعا
- حول سحب الثقة
- وردة الجزائرية
- الغراف.. مدينة الظل
- الكًوامة
- الوطن .. بعيون مهاجرة
- شقة في المنعطف
- أخلاقيات المسرح
- القضاء العراقي.. وقضية الهاشمي
- المشي ..الى كربلاء
- طوب ابو خزّامة .. وقرط الشاعر
- كل عام .. وفشل حكومتنا بخير
- إنه زمن القتلة
- فجيعة لغياب آخر
- الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر عبد الخاق محمود


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - طعنات في جسد الديموقراطية