أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - المشي ..الى كربلاء














المزيد.....

المشي ..الى كربلاء


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 23:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشي .. الى كربلاء
رحمن خضير عباس
تنتشر ظاهرة المشي الى كربلاء بين الوسط الشيعي العراقي . وهي ظاهرة تستحق التأمل نتيجة لأنعكاساتها السلبة على اغلب الصُعد الأجتماعية والأقتصادية والأمنية . كما انها تستحق التأمل للصمت الكبير من قبل منتقديها والمتحفظين على إنتشارها بقوة , سواء من رجال الدين او رجال السياسة . – وهم قليلون - فليس ثمة من يجرؤ على أن يقول الحقيقة لهذه العامة من الناس : ( وفّروا هذه الجهود العبثية الكبيرة من أجل بناء بلدكم المخرب والمدمر) .
وظاهرة المشي لم تكن معروفة الا بشكل محدود . فيأتي الناس من المدن المتاخمة الى كربلاء مشيا , بسبب قلة المواصلات وازدحام الطرق السالكة الى كربلاء , كما ان بعضهم يتجاوز ترف النقل للثواب , انطلاقا من ايمانه بأن الثواب على قدر المشقة . وحينما اصبح صدام رئيسا , مُنعت كل هذه المظاهر وما يرافقها من شعائر . وبعد ان سقط النظام . عادت هذه المظاهر الى واجهة المشهد الديني والأجتماعي بشكل عاصف , وكأننا اختزلنا كل خلافاتنا مع النظام الساقط , بأنه منعنا عن ممارسة هذه الطقوس ! , لقد اصبح المشي الى كربلاء يرتقي الى درجة الواجب , مما جعل الملايين من الناس سواء في المدن القريبة أوالبعيدة يحجون الى كربلاء مشيا . حتى اقفرت المدن , واغلقت المدارس , وتعطلت الدوائر الرسمية .
لاشك ان سلوك الحزن هذا يبتعد عن جوهر الفكرة التي تؤكد على ان الحسين قد قدم نفسه قربانا من اجل العدالة ورفض الظلم , ومن اجل القيم الأجتماعية والدينية , التي يجب ان تسمو . كما أن هذا السلوك ينأى عن فكرة المشيئة الألهية التي تُحتّم (كل من فيها فان) ولذالك فان فكرة تأسيس الحزن الأبدي وخزنه وتجديده كل عام وجعله اساسا للحياة , ماهو الآ ابتعاد عن جوهر الدين الذي يدعو الى الوسطية في كل شيء . وما هو الآإنغمار في التعصب والأنزواء بعيدا عن نهر الأنسانية المزدان بوفرة روافده وتشعبها وثراء تلوّنها .
اصبح المشي عبئا على الجميع . واصبح ظاهرة حرجة تستحق المعالجة .واصبحت مسؤولية إجتماعية . لذالك فنحن نحتاج الجرأة من الجميع ان يتصدى لهذه الظاهرة بالنقد دون خوف اوخشية واعتقد ان مسؤلية ذالك تقع على المرجعية , التي يجب ان تتخلى عن صمتها , وتحاول ان تتدخل في افهام الناس عدم جدوى هذا الخيار للتعبير عن العقيدة . كما تكمن مسؤولية المرجعية بلجم المنبر الروزخوني الذي حوّل الفكرة الحسينية الى قصص واساطير ما انزل الله بها من سلطان . اما المسؤلية الأخرى فتقع على عنق الحكومة واحزابها السياسية الحاكمة . فيجب ان تعي دورها في حراجة الموقف الذي يمر به الشعب العراقي . والذي يحتاج الى الصرامة في أداء المهام التي تعني المجتمع . وذالك في منع التغيب في كل المؤسسات الحكومية والمدارس والمرافق الأخرى للدولة . اضافة الى فرض عقوبات وغرامات على من يتغيب في مثل هذه المناسبات .
لاشك ان الكثير من الناس الذين يمارسون هذا الطقس الغريب (البيادة) لآعتقادهم ان هذا المشي يساهم وبقوة في معالجة مشاكلهم .فمنهم من يجعله وسيلة للشفاء من امراض مستعصية , مستفيدا مما يُشاع من قصص غريبة عن الشفاء , يحكيها هؤلاء ويزيدون عليها , حتى يصبح المشي الى كربلاء مجترحا للمعجزات . وهذا يدل على عقم في الثقافة العامة , وبؤس في الخدمات الصحية لبلد غني /فقير كالعراق . فالجميع يذهبون للحصول على (المراد) . فالكل يتوكل ويتمنى -الحصول على النجاح او الزواج اوزيادة المال او منع الحسد او مايتعلق بالأنجاب....الخ - بغض النظر عن نوع الطالب سواء اكان رجلا ام إمرأة . ولاشك ان كل هذه المطالب والأمنيات ذات منحى دنيوي , لاعلاقة لها بالعقيدة . ويستطيع الأنسان تحقيقها بوسائل بشرية بحتة , لها علاقة بالعمل والمثابرة . لقد استنفرت قوات من الجيش والشرطة لحماية الزائرين , ومع تلك الجهود , المالية منها واللوجستية فإن الأرهاب لم يتوقف في الفتك بالضحايا .كما ان الأموال التي صرفت لأعالة المشاة قادرة على حل ازمات الفقر والفاقة وبناء قسم من المستشفيات والمدارس .
ان الشعوب الأخرى تقدس العمل ولن تعيش بسواه . فتصور ماهو مصيرنا لو لم يكن لدينا هذا النفط ؟؟ نحن مجتمع مستهلك وغير منتج . لقد خرجنا من مخاض عسير , فتصور في ثلاثة عقود شهدنا ثلاثة حروب عاتية , اشترك كل العالم في ضربنا وتدميرنا , ثم شهدنا اسوء حصار في تاريخ الشعوب , وتعرضنا لغزو رهيب دمر ما تبقى لدينا , ثم تعرضنا وما نزال لحرب الأخوة / ألأعداء , القتل والذبح على الهوية والأسم والمذهب ..... ألم يحن الوقت أن نفكر او نتفكر , ان نتذكر ان الوطن بحاجة الى البناء , وان نؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع , وان نتعقل في ممارسة طقوسنا.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوب ابو خزّامة .. وقرط الشاعر
- كل عام .. وفشل حكومتنا بخير
- إنه زمن القتلة
- فجيعة لغياب آخر
- الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر عبد الخاق محمود
- شموع كهرمانة وشيزوفرينيا الشعر
- إمرأة من اقصى المدينة
- أنامل ومخالب
- سوق النساء
- جرح ومنفى.. مرارة النأي عن النخل
- الكرة..وولاية الفقيه
- احزان على ضفاف الذاكرة
- ليس دفاعا عن علاوي
- الرجل الوحيد
- درعا تتألق
- فجيعة الغياب
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - المشي ..الى كربلاء