أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - أحمد القبانجي .. سجينا














المزيد.....

أحمد القبانجي .. سجينا


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحمد القبانجي .. سجينا
رحمن خضير عباس
في زمن شاه ايران . كان احمد خامنئي معارضا, وكان معتقلا في زنزانة, يشاركه فيه احد المفكرين الأيرانيين ذوي الأتجاهات اليسارية . كانا يختصران محنة السجن بالحوار والنقاش الفكري والأدبي ,. حتى اصبحا صديقين حميمين . يداوي جروح احدهما الآخر . وحينما قررت سلطة الشاه اخراج خامنئي . عانقا بعضهما بحرارة . سأل اليبرالي رفيق زنزانته خامنئي عن امانيه في المستقبل . فأجاب السيد خامنئي : ان تخلو سجون ايران من معتقلي الرأي ...سقط الشاه , واصبحت ايران اول دولة اسلامية , وخرج الليبرالي من السجن ,اسوة بغيره من المناضلين . مر زمن ليس بالطويل . واعتقلت مخابرات الجمهورية الأسلامية صاحبنا الليبرالي بنفس التهمة .التي عانى فيها مرارة السجن ايام الشاه. وهي معارضة النظام . وفي زنزانته الجديدة تمنى ان يذكّر السيد خامنئي – الذي اصبح مرشدا للجمهورية الأسلامية – بامنية المرشد المستحيلة ( أنْ تخلو سجون إيران من معتقلي الرأي ) . اسوق هذه الحكاية التي قرأتها للمفكر الأيراني , وانا اسمع بإعتقال المفكر الأسلامي ذي التوجهات الليبرالية السيد احمد القبانجي من قبل السلطات الأيرانية.
هناك تبادل ادوار غريب بين المضطهد والمضطهَد- بفتح الهاء او كسرها – فيستعير الضحية كرباج جلاده , ويتفنن في ايجاد ضحية اخرى . والضحية الآن من نفس حوزة قم , ولكنه مختلف عنها في كونه لايسبغ آيات المدح و الولاء لولاية الفقيه , بل انتهج منطقا عقليا في نظرته الى المسائل المختلفة , سواء ما تعلق الأمر بالشريعة او السياسة او المشاكل الحياتية .
غادر القبانجي العراق عام 1979 هاربا من سطوة صدام وبطشه بمعارضيه . واستقر بقم . درس فيها واقام ,ولم يعد الى موطنه العراق الا في عام 2008 . ولولا هربه من النظام لتحول الى رقم من ارقام الضحايا . والقبانجي شخصية دينية غير تقليدية . حاول أنْ يتصدى لكثير من المسائل في الشريعة .بجرأة العالم الواثق من حجته . ولكن كهنوت المؤسسة الدينية اعتبروه قد تجاوز الخطوط الحمراء . فاصبحوا يحيكون الأتهامات له , في كونه عميلا يؤدي وظيفة الأجندات المعادية للأسلام . وانه يتهجم على المسلمات والبديهيات في الفكر الأسلامي . وفي الحقيقة ان اتهاماتهم هذه تدخل في باب الدفاع عن مصالحهم , حيث أنهم جعلوا من معتقداتهم تابوات لايمكن الخوض فيها , او التصدي لها . ولكن القبانجي لم يكترث لأتهاماتهم ومضى في سبيله لأنتهاج جوهر الأسلام الذي يقوم على فكرة تشذيب وتهذيب النفس البشرية , لتصبح مساهمة في اغناء البشرية ومدها بمفاهيم الأخوة والتسامح .
لقد كان القبانجي ومازال مفكرا حريصا على الأسلام والمسلمين . ولكنه متفتح الفكر , يؤمن بمنهج التعايش بين البشر , كما يؤمن بجوهر رسالة الأديان , لذالك حاول لن يتصدى الى الكثير من المفاهيم الممنوع تناولها . فهو يدعو الى صياغة ما يصفه بالأسلام المدني , الذي يتوافق مع لب العدالة وحقوق الأنسان . كما أنه يرى أنّ التمسك الحرفي للنصوص يعرقل مواكبة التقدم المعرفي للأنسان , كما انه تناول مسألة النص . وراى ان النصوص كانت استجابة للمجتمع وظواهره ومشكلاته . لذالك لايمكن الألتزام الحرفي بالنص والأاتزام بمفهومه . كما يرى أنّ الشريعة متغيرة بينما الدين ثابت , ويستند في ذالك الى مسالة الناسخ والمنسوخ .
وبغض النظر عن طبيعة آرائه وجرأتها . ولكنه يمثل الظواهر العقلانية وألأنفتاح على التجديد , واخراج الدين مما لحق بجوهره من التفسيرات المسيئة اليه .
لم تتحمل جمهورية إيران الأسلامية آراء هذا العالم المسالم والمتسلح بالحجة والرأي . لذالك قامت بإعتقاله . متناسية تأريخه النضالي ومواقفه , ومتناسية ثقله الفكري وكونه عراقيا وليس ايرانيا . لذالك فإن كل الأحرار في العالم قلقون على القبانجي , ويطالبون الحكومة الأيرانية باطلاق سراحه فورا.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد عاصمة ..لأية ثقافة
- الوطن بعيون مهاجرة ( الأمن السياحي )
- شكري بلعيد .. وداعا
- لاشيء فوق العراق
- بهاء الأعرجي والمصباح السحري
- مباراة العراق في كأس الخليج
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين
- الفتنة
- جذوع ملّت من الوقوف
- قصة قصيرة اوراق من يوميات حوذي
- هوامش على اقوال ممثل السيد السيستاني
- قسوة الظمأ في مجموعة جذور الفجر
- دراما الموت والحياة
- عفيفة اسكندر والموت الحزين
- عبود الكرخي .. والنبوءات المرّة
- فنانون بلون الشمس
- اللامألوف في برنامج ( خارج عن المألوف )
- قصة قصيرة بعنوان ( اللوحة )
- اوراق من روزنامة كندية
- طعنات في جسد الديموقراطية


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - أحمد القبانجي .. سجينا