أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط مرسى أمام الثوار














المزيد.....

سقوط مرسى أمام الثوار


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تذهب مسيرات وأعتصامات ومظاهرات شعب مصر الثائر ضد الدكتاتور الجديد هباء، وأثبتت أعمال الإرهاب والعنف الجسدى والتحرس بالنساء لإرهابهن حتى يجلسوا فى منازلهم ويخافوا من رجال الإخوان والسحل الفاضح للمتظاهرين أننا أمام دكتاتور من نوع جديد يستخدم لحيته وجماعته التى تتستر وراء الدعوات الدينية، ومع كل هذا نجحت التضحيات الكثيرة لهذا الشعب الثائر ضد النظام الذى أنتخبه عن طريق الخطأ والخديعة، مما يعنى أن مرسى وجماعته السياسية والدينية أكتشفوا أخيراً أن الشعب لا يريدهم وأصبحوا يشعرون بالعزلة مما دفع بجماعة الإخوان أن تنقل مندوبها الرئيس من قصر الأتحادية رمز النضال الشعبى ضده إلى قصر القبة، هذا الهروب الكبير من ثورة وغضب الشعب يعطى البرهان الأكيد أن مرسى وحكومته وسياساتهم العرجاء تعبر عن جهل صريح بأصول الإدارة والأقتصاد والسياسة ورفض جماعى وشعبى كبير.

هذه المحاولة اليائسة لنقل مقر الرئاسة إلى مكان آخر يكشف عن شعور مرسى ورجاله بأنهم مطاردين من الثوار، وإصرار الغضب المجتمعى على أن يكشف للعالم كله أن مرسى ليس رئيساً لأنه أصبح مجرد إنسان يطارده الشعب ليتم محاكمته على الجرائم التى أرتكبها فى حق الثوار من قتل وسحل وتحرش وإغتصاب وتعذيب وتضليل الرأى العام، وهى كلها جرائم مرسى هو المسئول الأول والأخير عنها، لأنه أنشغل فى خلال تلك الشهور من عمر رئاسته وحكومته الفاشلة وسعيهم الدؤوب فى الإطاحة بكل من لا ينتمى إلى جماعتهم الإخوانية بشراسة، كلها مؤشرات تؤكد أنهم عزلوا أنفسهم عن هويتهم المصرية ويحاولون إسناد المناصب والكراسى والقيادات لرجالهم الذين لم يبخلوا بإرهاب الشعب المصرى حتى يسبحوا بالطاعة للجماعة ورجالها.

جهلهم بأصول التعامل مع شعب كبير يعيش عصر الحقوق والحرية الإنسانية التى كانت منتزعة منه سابقاً تحت مسميات كثيرة منها الدكتاتورية والأستعمار والعبودية والتشريعات الدينية والأغتيالات السياسية السرية التى تعرف أسرارها الجماعة المحظورة، والإفلاس العقائدى والأيديولوجى التى تحاول الجماعة المحظورة ترسيخه ونشره بين عامة الشعب، بدأت ثماره المخيبة لآمالهم تتمثل فى الفوضى ولجوءهم إلى البطش بالمتظاهرين من الثوار المصريين، مع إزدياد تراجع التأييد الشعبى لنظام مرسى الذى لم يحقق شيئاً من وعوده بل تدهورت الحالة العامة لدولة مصر وشعبها، وأنها تتراجع إلى الخلف بخطوات سريعة مع الإصرار الإخوانى على البقاء فى الحكم وضرب المواطنين وتجاهل الشرعية والقوانين.

إن مرسى أصبح رمزاً لنظام كاريكاتورى يسخر من حقوق المواطنة والحرية الإنسانية التى يجب أن يتمتع بها المواطن المصرى، ويتحدى جماهير الشعب بالرياء والكذب والخديعة وهى كلها وسائل وأساليب أستبدادية تستخدمها الأنظمة الشمولية الآتية من ظلمات المجتمعات البدائية لتحكم إنسان اليوم بتشريعات القبيلة الجاهلية، هذا التطرف الفكرى والدينى للجماعة المحظورة أتاح الفرصة أمام فئات كثيرة فى المجتمع ليحققوا أهدافهم فى الأنتقام من الآخر الذى لا يعجبه، وحرية ممارسة هذا التطرف أتاحه نظام مرسى وجماعتهم المحظورة والخطرة على حياة المواطنين والتى تهددها فى كل لحظة كأمر واقع بفضل نظام لا يعبأ بحياة البشر المعارضين والمخالفين له، وأهدافه التى تتعارض مع المجتمع الإنسانى الذى أنهكته الحروب والصراعات التى كانت ضحاياها بالملايين.

أصاب الإنحلال كل أجهزة الدولة بعد أن أصبح الولاء للجماعة المحظورة هو الشهادة العلمية والوظيفية التى تتيح لحاملها الإلتحاق بالوظائف فى شتى مؤسسات الدولة الرسمية، هذا هو الإنحلال الذى يعصف بالهوية والثورة المصرية لتتخبط مصر من جديد بين دكتاتورية مدنية سابقة ودكتاتورية دينية تستغل الدين وكأننا نحرث فى البحر وهى عادة عربية أصيلة، بين الثورات والشعارات تسقط الدول فى أيدى من يخربونها ويمتلكونها كأنهم أشتروها وأشتروا شعوبها أيضاً، هذه هى أستراتيجية الجماعة المحظورة التى مارستها على مدى تاريخها من جرائم وأغتيالات والصراعات التى خلقتها لتفرض وجودها بقوة الإرهاب على الوضع السياسى المصرى وغير المصرى، لكن ذاكرة الفرد قصيرة تنسى بسرعة هذه الأحداث عندما تجد من يتلاعب بعواطفها بأسم تأسيس الخلافة فى مصر.

إن تهرب النظام وجماعته المحظورة من المسئولية عن أعمال البلطجة والإرهاب والتعذيب والفوضى الأمنية وإختراق التشريعات والقوانين المصرية، يزيد من الدمار السريع الآتى على دولة مصر وأنتشار الظلم متى كان فعله سيكون لصالح النظام، إن قصر الإتحادية عنوان الفشل الذريع لرئيس مرفوض لا يحترم مواطنيه الغير موالين له ولجماعته المحظورة، إن فرار مرسى إلى قصر القبة هو تكذيب لما كان يتشدق به بأستمرار أنه رئيس لكل المصريين ومحاولة من أجل البقاء، ويؤكد إيضاً أن الوعى المصرى فى إزدياد والغد سيكشف كل خديعة وكل مخادع.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الأغلبية
- الإعجاز الإخوانى
- قناصة بلطجية مجهولون
- بركان الغضب وحالة الطوارئ
- هل للثورة ذكرى؟
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية


المزيد.....




- الإسكندرية: تآكل السواحل يهدد المدينة ومبانيها بالانهيار
- محمود يزبك : -أول مرة نسمع أن حماس منفحتة على نزع سلاحها لكن ...
- عباس عقيل : -موقف ترامب يؤشر الى تبدل في توجه الرئيس الاميرك ...
- هبة البشبيشي: - هناك سعي من حميدتي لفصل اقليم دارفور-
- أوكرانيا: جهازا التحقيق والادعاء يعلنان عن كشف مخطط فساد للك ...
- مصر.. حملة توقيفات لصانعي محتوى في اتهامات بنشر مقاطع -خادشة ...
- ماذا يعني دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من التجويع؟
- مخاطر يواجهها غزيون في أقصى شمال القطاع في رحلة البحث عن الط ...
- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سقوط مرسى أمام الثوار