أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - بركان الغضب وحالة الطوارئ














المزيد.....

بركان الغضب وحالة الطوارئ


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب مشاهدة ما يحدث على أرض مصر ويعتبر ذلك جزء من ثورة طبيعية قام بها شعب حضارى، لأن بركان الغضب الذى أنفجر فى المجتمع المصرى منذ جلوس الرئيس مرسى وجماعته على كراسى الحكم، لم يهدأ لحظة واحدة لأنهم منذ اللحظة الأولى بدأوا برنامجهم فى الثأر والأنتقام وتصفية أعداءهم السابقين ومعارضيهم الحاليين، لذلك أستمر الغضب الشعبى من أفعال الرئاسة والحكومة التى أثبتت أنهم لا يستطيعون تحقيق أحلام الثورة المصرية لأنها ليست أحلامهم التى يجاهدون فى سبيلها منذ عشرات السنين، تلك الأحلام التى تجاهلها المثقفين وعامة الشعب فى لحظة ضعف جعلتهم يسقطون فى بئر الحرمان ، حيث صدقوا الوعود والعهود الأنتخابية والتى كانوا محرومين منها ووجدوا أنفسهم يتصرفون بحرية محكومة بالضغوط العاطفية الروحية.

بركان الغضب لم يستطيع جهاز الأمن والداخلية والمليشيات الدينية وشبابها والجيش إيقافه، مما جعل مرشدى الرئيس مرسى يرشدونه إلى إعلان حالة الطوارئ وهو قرار يدل على عجز النظام على إظهار الثقة فى أفعاله، بل بهذا القرار الذى أعلنه أظهر أنه نزل إلى مستوى سابقيه من الأنظمة الدكتاتورية، وأعلنها بوضوح أن الشعب المصرى لايشغل تفكيره كثيراً لأن الحلول القمعية ما أسهل منها لديه، لأن فلسفة مرشديه ومساعديه هى إجبار الشعب والمعارضة على الطاعة الخضوع للنظام الحاكم بالقوة أو بالحسنى، لأن النظام هو فوق القوانين لأنه أصبح صانع الإعلانات الدستورية التى تخلق القوانين الجديدة فى وقت الحاجة وإلغاءها والرجوع فيها متى رآها غير دستورية، لأن جماعته خلقت منه رئيس فوق العادة فوق الشعوب والقوانين والقضاء.

أن يفرض الرئيس مرسى حالة الطوارئ والشعب ثائر على قراراته وحالة الفقر والبؤس والإنهيارات المتوالية فى المجتمع بجميع أشكالها، يعنى أن الديموقراطية التى أستغلها للوصول إلى كرسى الرئاسة قرر التخلص منها لأن حرية الشعب فى الثورة ضده هى حرية خاطئة لا يحتاجها شعب أعتاد القيود والممارسات القمعية ولا بد له من الأستمرار على خطى سابقيه من رؤساء، هذا الفكر الهزيل أثار الشعب وأشعل فيه روح المقاومة لكل محاولات إخضاعه وتهديد أمنه الإجتماعى ونشر الفتن والبلطجة والصراعات التى يحاول أتباع النظام خلقها فى المجتمع المصرى ليتناسى مشاكله الكثيرة بل ويتناسى سبب تلك المشاكل آلا وهو نظام يجلس على سطح بركان من الغضب الثورى الحقيقى.
إعلان حالة الطوارئ فى وجه آلاف المتظاهرين وأستخدام القوة لتفريقهم هو إعلان عن فشل النظام فى التعامل السلمى مع المظاهرات الغاضبة التى تعلن رفضها للطغيان والأستبداد فى إصدار القرارات العقيمة والتراجع فيها، وفى رفض سياسات نظام يتحالف مع دول عربية وأجنبية لبيع مصر فى المزاد العلنى لمن يدفع أكثر، ما يحدث هو تعبير شعبى عن عصيان مدنى ضد رئيس وحكومة أنتهكوا إنسانيتهم لغياب الحرية والعدالة ونقص الخبز والمواد الأولية لحياة المواطن اليومية، فهل حالة الطوارئ هى مكافأة الرئيس الديموقراطية أم الدكتاتورية؟

بدأ تساقط الأقنعة الزائفة عن الوجوه التى لا تعرف الحياء والتى أستباحت لنفسها النفاق والكذب وظهرت للناس بمظهر التقوى، لكن سرعان ما أنقشع الظلام عن شمس الحرية التى كشفت بأشعتها الذهبية فساد أخلاق النظام وأتباعه، وتجاهلهم المستمر للمشاكل الحقيقية للمجتمع المصرى وعدم المضى قدماً فى دراسة أسبابها ومحاولة علاجها بالأساليب العلمية، إن إنفجار بركان الغضب الشعبى هو نتيجة طبيعية للمعاناة اليومية التى يعانيها المواطن بعد أنتظاره لحلول الرئيس وحكومته، والتى لم يجد منها شيئاً بل وجد وعود كثيرة منذ أنتخاب الرئيس وحتى الآن ولم يتحقق منها شيئاً بل قاموا بالتهرب منها.

المجتمع المصرى يحتاج إلى إستعادة الثقة فى المنظومة السياسية كلها، وهذا لن يتحقق بحالة الطوارئ بل بأعتذار النظام للشعب المصرى عما أرتكبه نحوهم خلال الفترة السابقة من سياسات هزيلة تتجاهل الواقع البائس للمواطن المصرى الذى يكافح من أجل حياة كريمة، ويبدأ الرئيس فى الأستعانة بعلماء مصر ومثقفيها الحقيقيين، الذين يملكون العلم والمعرفة لإدارة مؤسسات الدولة بعيداً عن الإنقسامات والأهواء الشخصية لأتباع الجماعات الدينية التى لا وجود منطقى لها فى عالم اليوم، لأننا نحتاج إلى علوم اليوم لنصنع مستقبل باهر لجميع أبناء الوطن المصرى.

هل لدى الرئيس وأتباعه أستعداد للتنازل عن مصالحهم الفردية لمصلحة مصر وشعبها؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للثورة ذكرى؟
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - بركان الغضب وحالة الطوارئ