أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟














المزيد.....

متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شئنا أم أبينا أصبح التحول السياسى الإدارى لنظام الرئيس مرسى إلى الأسوأ واقع لا جدال فيه، وأصبحت خطاباته لا تأتى من هيئات الدولة بل من أماكن العبادة الوقت الذى يخصصه لممارسة عقيدته وفى نفس الوقت يتستثمر هذا الوقت الملئ بالمشاعر التدينية ليطرح أفكاره ، وهذه صورة مرفوضة لرئيس دولة يلقى خطاباته من على منابر دور العبادة للتأثير إعلامياً ودينياً فى الجماهير المصرية، وكأنه يتعامل مع قبيلة من البشر بكل أستبدادية شيخ القبيلة وبكل أنتهازية يمارسها لأنه أعتبر نفسه الكاهن الأعظم لهذه القبيلة المتخلفة التى يتلاعب بعواطفها الرئيس مرسى ولا يهمه إنهيار الدولة والمجتمع بقدر إهتمامه بتطبيق تشريعاته وقراراته التى سيصل عن طريقها فى النهاية إلى الأستيلاء على دولة بأكملها يتعامل معها بأعتبارها قبيلة لا ترى نور العصر ولا نور الحداثة ولا ضوء الشمعة، بل يعتبرها قبيلة يغمرها ظلام الجاهلية ومن السهل السيطرة على عقولهم ومشاعرهم بأن يقف خطيباً مفوهاً وهم جالسين القرفصاء أمام الرجل الأوحد مطلق السلطات.

من الصعب على إنسان شهد المدنية المصرية وبداية الدخول فى طريق التقدم، أن يرى تساقط كل هذا الواقع الإنسانى الذى بناه إنسان العصر الحديث المصرى والذى يعمل على تدميره هو نظام أقلية لا يؤمن بالديموقراطية إلا للتلاعب بها أمام الشعب الذى عجز عن الوصول إلى فهم من يقول: الحقيقة نظام الأقلية الذى ينافق الجميع أم صوت الواقع المدنى الذى عاش فيه سنوات طويلة رغم الفساد الذى ألقى بظلاله عليه، إن صدور إعلان دستورى طائش يضرب بكل القوانين والقيم عرض الحائط هو إهانة لكل مصرى ذهب ليدلى بصوته فى أنتخابات ديموقراطية، ولم يدر بذهنه أنه أنتخب دكتاتور وأنه أخطأ إذا أعتقد أن رجال الجماعات الدينية سواء معتدلة أو متطرفة تؤمن بالديموقراطية وإنسانية البشر وهى التى روعت المجتمع المصرى منذ عصر السادات وحتى الآن وبأتفاقات مع النظام الأمنى أنذاك.

هكذا تتلبس الأوهام عقول البشر فيتصورون أنفسهم خلفاء ورسل الآلهة على الأرض ليستمر التسيب والإهمال والإنفلات الأمنى والخراب العام، لأن كل فرد صنع منه النظام قنبلة موقوتة تم برمجتها ويمتلك الريموت كنترول النظام السياسى نفسه، إن تخريب العقلية المصرية بالممارسات الغيبية التى يصر الرئيس مرسى على الأتيان بها فى ممارساته اليومية، هى خير دليل على المؤامرة التى تحدث من هذا النظام الذى تحكم فجأة فى لحظة من الزمن من دولة مصر الحضارية ووصل الأمر بأصحاب الرئيس إلى السخرية ممن سبقوه وأنجزوا إنجازات كبيرة ومنها السد العالى، وبالرغم من أختلافى مع شخصية عبد الناصر لكن السخرية منه فى هذا الوقت للتفاخر بالرئيس مرسى صاحب مشروع النهضة فى مائة يوم ومرت الأيام المائة ولم يحدث شيئاً، هو قمة التخلف ومدى النفاق والفشل الذى يتم إخفائه من أصحاب الرئيس مرسى، وعليهم أن يعترفوا بالحق أن الكلام عن النهضة فى الوقت الذى لا يعلمون عن أبجدياتها شئ وإنجاز النهضة وبناءها مثل السد العالى هو شئ آخر، والمكابرة فى ذلك نتركها لهم وللشعب المصرى الحق أن يفضح تلك المحاولات الغيبية التى لن تصنع نهضة أو إصلاحاً بل ستصنع فقراً ومجاعات وإزهاق أرواح المصريين فى قضايا خارجية ليهلل المصريين الذين يسيرون وراء شعارات التخلف الذى يصنعه لهم نظام الرئيس مرسى.

شريعة الغاب معناها القوى يتسلط على الضعيف ويقهره ويسلبه حقوقه ويقيد حرياته، إنها سلطة الدين المطلقة على العقول والعواطف الإنسانية وهى سلطة معروفة منذ القدم بأنها سلطة فاشية لا تهتم بمشاكل البشر لكنها تهتم بتنفيذ البشر لأوامر الدين ورجاله وتفسيراتهم لما يريدون تحقيقه من وراء تلك الفاشية التى يخضع لها البشر وتتزايد معها نسبة الأمية وعشوائية القرارات، فاشية الحاكم والسلطان هى مشروع تجهيل وتخريب وأغتيال وطن بأكمله، لأنها فاشية تخضع لشريعة الغابة تلك الغابة الغائبة التى يستغل رجال الدين والدنيا عدم وجودها وغيبيبتها، لينفذوا مشاريعهم فى أغتيال الشعوب والأوطان.
ستكثر المظالم وسيزداد الإرهاب من كل الجماعات الدينية الداخلية والخارجية التى تسللت فى غفلة أو سماح من النظام إلى سيناء وبقية أرض مصر، ستكثر الأنتهاكات ضد المواطنين وستزداد وسائل وأسباب القمع والأعتقالات، لأن رأس النظام وحاشيته وضعوا كافة السلطات فى أيديهم
وفى النهاية ستكون النتيجة المطلوبة هى الشعب فى خدمة النظام والحاكم بأمره، هل سيتخلى الشعب عن الرئيس مرسى أم سيتمسك به؟
لكن المنطق يقول أنه من المستحيل أن يتراجع الرئيس مرسى وصحابته عن إعلانه الدستورى حتى ولو أضطر ورجال أمنه وأمن جماعته إلى سفك الدماء.
قيام الرئيس مرسى بإلقاء خطاب أمام من يسمونهم أنصاره أو إخوانه فى جماعة الإخوان المسلمين أمام قصر الأتحادية، هو أكبر دليل على أنه رئيس دولة الإخوان وليس رئيس المصريين، وماذا تعنى عبارة وسط أنصاره؟ ألا تعنى أن الرئيس مرسى فقد مصداقيته فى عيون غالبية المصريين وأصبح رئيس طائفى لطائفة واحدة من الشعب المصرى هى أنصاره؟ لقد أثبت الرئيس أنه فقد مصداقيته أمام الملايين من المصريين الذين أنحازوا إليه من منطلق المشاعر الدينية وهذه هى بداية النهاية.

لقد تجرأ الرئيس مرسى ومنح نفسه سلطات مطلقة أمام الغضب المتصاعد من فشل سياساته لأفتقارها للخبرة والدراية بالواقع العصرى، وكأنه يتحدى ملايين المصريين ليعلن مجدداً ومردداً ما قاله سابقاً مرشده العام السابق، لكنه فى هذا الإعلان الدستورى الجديد قالها أكبر مما تصوره المصريون: طظ فيكم جميعاً يا شعب مصر!!!

هذه الطظ الشهيرة تدل على مدى البلطجة التى يتمتع بها ووصل إليها فكر الرئيس الحاكم بأمره، والسؤال المنطقى الآن: متى يتم القضاء نهائياً على تلك الطظ التى يؤمن بها نظام الرئيس مرسى وستدمر الأمة المصرية وشعبها؟
{ مصر فوق الجميع }



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟