أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحاكم بأمر الإخوان














المزيد.....

الحاكم بأمر الإخوان


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نستطيع أن نصف ما يصدر عن الرئيس مرسى من قرارات بأنها صادرة عن رئيس لجمهورية مصر العربية، بل هى قرارات تعزز بأضطراد مركز الرئيس مرسى بوصفه الحاكم الجديد بأمر الإخوان، وليس الحاكم الشرعى الذى يرعى مصالح شعب مصر بل يرعى مصالح الإخوان وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مشاكل دولة مصر فى وادى وترسيخ قواعد دولة الإخوان وأعوانها فى وادى آخر، فالقرارات الأخيرة تقول بصريح العبارة ان هناك حاكماً ينقلب على الشرعية الدستورية ويمارس دكتاتورية علنية تعطيه الحق فى أن يكون الآمر الناهى فى كل شئ أى يكون فوق كل الهيئات والسلطات المصرية الآخرى بل وفوق جميع الشعب المصرى.
الإعلان الدستورى كما سماه الحاكم بأمر الإخوان لا علاقة له بأحكام القانون ولا علاقة له بالشعب المصرى نفسه، الأشياء المنطقية تقول أن الرئيس عندما يجد ظاهرة متفشية فى المجتمع أو مشكلة تسبب خللاً فى المجتمع ونظامه، من الواجب عليه أن يصدر قرارات تخدم وتدعم القوانين الموجودة للقضاء مثلاً على ما يسمى بالبلطجة وأنعدام الأمن فى المجتمع، فهذا واجبه الذى يجب أن يمارسه لو كان حقاً رئيساً منتخباً من الشعب ويعترف هو نفسه بذلك، لكن الذى يحدث منذ توليه الحكم وحتى يوم إعلاناته الدستورية الدكتاتورية الخارجة على القانون أنها ممارسات لتحصين دور وسلطات دولة الإخوان داخل دولة جمهورية مصر العربية.

الحاكم بأمره أو بأمر الإخوان أثبت أنه لا يعترف بشئ أسمه الأعراف الدستورية، لأنه وضع مكانته فوق كل الأعراف الإنسانية والدستورية ليثبت للجميع أنه أول رئيس لمصر المختطفة فى العصر الحديث يحكم بأسلوب من يأتيه الوحى والإلهام أثناء المنام، وعلى بقية الشعب المصرى تنفيذ ما أخرجته قريحته من إبداعات القرارات المرسية التى تسبق زمانها ومكانها وتنقلب على كل فكر ثورى أو شعبى، لأنه يحاول بأستمرار توجيه ضربات أستباقية لمن يعتبرهم أعدائه أو من يقفون فى وجهه ويحاولون تحجيم سلطاته التنفيذية والتشريعية التى لم يسبقه فيها رئيس جمهورية جاء لمنصب الرئاسة على أكتاف الديموقراطية الزائفة.
يفضل الكثيرون قول الرئيس مرسى على رئيس الجمهورية، وهى عبارة تحوى بين طياتها رؤية واقعية لا تجد الرئيس الجديد لدولة بأسم وحجم مصر يمثلها رجل غير قادر على قيادة جمهورية مصر العربية قيادة سياسية تستحق أن تلتف حوله الجماهير المصرية، وأن تكون متيقنة من أنه يحكم للصالح الوطنى المصرى العام بل أفعاله المتكررة تفضح نوايه وأهدافه التى هى أهداف قيام دولة الإخوان، لذلك يحاول الرئيس مرسى الأستيلاء مع جماعته على شعب مصر وتحويله إلى شعب مسلوب الإرادة يقوم أذا قام الرئيس ويركع إذا ركع الرئيس، وكأن هذه الأفعال تعبر عن فضيلة وتقوى وعدالة الرئيس وهى التى ستنهض بمشاكل مصر، لكنها فى الواقع مجرد صور كاذبة فضتحتها إعلاناته الدستورية التى ترفع من نفاذ أحكامه إلى مرتبة فوق البشر، يصدر القوانين كما يشاء ويلغيها كما يشاء يعزل من لا ينتمى إلى فكره وأيديولوجيته كما يشاء ويقوم بتعيين من يشاء وهذه هى الدكتاتورية بأوضح صورها.

خروج آلاف المواطنين فى جمعة الغضب والأنذار رافضين قرارات الحاكم الذى يحكم كما يشاء، هو إعلان صحوة لتلك الجماهير التى غمرتها الشكليات التى يمارسها نظام سياسى بعيد عن هموم المواطنين بأستمرار، يهتم بإقامة مؤسسات بعيدة عن الديموقراطية وتتراجع معها حريات وحقوق البشر فى المجتمع المصرى الذى قام النظام السياسى الجديد بالقضاء على ثورة الشعب لتحل محلها ثورة النظام على الشعب، ثورة تتكامل أركانها يوماً بعد يوم حتى يصل أن يكون الحاكم الأوحد للدولة المصرية.
من الأشياء التى يجيدها نظام دكتاتورى هى أن يقنعك بأنه يريد أن يكون دكتاتوراً لمصلحة الشعب ومصلحة الدولة والنهوض بها، يريد أن يقول للجميع أتركونى أعمل وأحكم بحرية لا أريد منصباً فى الدولة أعلى من منصبى وأريد أن يكون الجميع تحت سلطانى ويخضع لكل ما يصدر عن الرئيس مرسى الحاكم بأمره، يريد أن يؤكد للجميع أنه حتى لو أصبح فرعوناً أو دكتاتوراً لأن ذلك سيكون فى خدمة الشعب المصرى الذى ينتظر خطط كثيرة تعلن عنها حكومة النظام الحاكم بأمره وكلها مجرد خطط إعلامية شفوية كلامية لتحقيق تلك النهضة المنتظرة والتى لن تأتى أبداً لأنها مجرد خطط وأحلام فى أذهان أصحابه تتاجر بمعاناة الشعب اليومية منذ بداية الثورة وحتى اليوم.
هل أصبحت إقالة النائب العام قضية حياة أو موت للشعب المصرى ونظامه السياسى حتى يصدر إعلانات غير دستورية؟ هل أصبح النائب العام هو عدو للثورة وللشعب أم أن النظام هو الذى قضى على تلك الثورة ولا يريد لأحد آخر أن يتكلم بأسمها غيرهم؟
الجميع ينتظر منذ أيام طويلة قرارات تخدم المجتمع وأبناءه وحل مشاكل البطالة ونقص الأغذية وأرتفاع الأسعار وإنعدام الأمن، قرارات لها علاقة بالأنتاج والتصنيع المصرى هذه هى القرارات التى ينتظرها جميع أبناء مصر، لكن أن تصدر قرارات لمصالح فردية تزيد من قدرات بطش الحاكم بأمره لدولة مصر المغلوب على أمرها، فهذا هو بداية السقوط لهذا النظام الذى لا دراية له بالسياسة ولا الاقتصاد ولا بالقضاء، نظام يعمل من أجل نفسه وتوسيع دائرة أعوانه والمنتفعين من سيطرته على مجتمع كبير بحجم مصر ومركزها الدولى والأقليمى الهام.

إن قرارات وإعلانات الرئيس أو الحاكم بأمره مرسى هى نوع من الإرهاب لإسكات أصوات كل من يعارضه ويقف فى طريق أطماعه، قرارات هدفها تعطيل بناء دولة مصر الحضارية وإرجاعها إلى الخلف والتخلف لتظل دائماً فى صراعات لا تنتهى لكنها تخدم قوى التخلف والرجعية التى تقف بالمرصاد لدولة مصر الحديثة، فهل سيقف الجميع وقفة واحدة تعلن صحوتها من السبات الطويل وتخلصها من تخدير مشاعرها بالشعارات الخيالية الظلامية التى لا مكان لها فى أيامنا هذه حتى لا نشجع بصمتنا دكتاتوراً جديداً يحكم مصر؟

الآن الكرة الملتهبة ألقاها الرئيس وتلقفتها الأيدى المصرية، فهل ستصفق له تلك الأيدى أم ستثور عليه وتصد عنها تلك الكرة الملتهبة التى ستحرق مستقبل شعب مصر؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحاكم بأمر الإخوان