أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإرهاب وسطوة الفكر الدينى















المزيد.....

الإرهاب وسطوة الفكر الدينى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الحادى عشر من سبتمبر ذلك التاريخ الفارق فى أعمال الإرهاب الذى صدر من مجموعة دينية إرهابية ضد دولة كبرى، بدأ العالم أجمع يعانى من ويلات ذلك الإرهاب ونتائج مكافحته العمياء، حيث أصابت الهمجية وسوء الإدارة الأمريكية الكيفية التى يمكنهم بها مكافحة ذلك الإرهاب الجديد الذى يقوم به أفراد متسلحين بالفكر الدينى الأصولى المتطرف، ذلك الفكر الذى زرعت بذوره الولايات المتحدة الأمريكية وأمدته بالسلاح والعتاد والتدريبات العسكرية اللازمة، لكنه فى النهاية تحول ضدها وهو التحول الذى لم تكن أمريكا تحسب له حساب.
قبل وقوع الحادى عشر من سبتمبر بأمريكا كانت مصر تعانى من العديد من التنظيمات الجهادية التكفيرية والتى أرتكبت كثير من الجرائم منذ عهد السادات، وصولاً إلى نظام مبارك الذى كان فى أحتياج لتلك الجماعات الإرهابية الفكر والعمل لحسابات أمنية سياسية خاصة، وتزايد هذا الأحتياج فى نظام الإخوان الذى أحتل مكان مبارك، لأن تلك الجماعات الإرهابية لها صلة قرابة شديدة بالإخوان المسلمين الذين ينتظرون تثبيت أقدامهم جيداً فى حكم مصر حتى يبدأوا فى تنظيم عمل تلك الجماعات الجهادية التكفيرية.
إن سياسيين ورجال دين يعيشون ويفكرون بالأفكار الموروثة التى تلائمت مع بيئتها وعصرها وزمانها، يريدون أن نتراجع إلى عصور التخلف والأنحطاط والصراعات والفتن، بدلاً من التقدم إلى الأمام وتكييف أفكارنا السياسية أو الدينية والإجتماعية مع العصر الذى نعيش فيه حتى لا نخسر مكتسبات العصر الذى نستخدمها يومياً، تلك المكتسبات التى صنعها الإنسان بعقله وليس للدين من فضل فى صناعتها، لذلك على كل مواطن أن يشعر بمسئوليته وإظهار عدم مساندته المعنوية لتلك العصابات الإرهابية التى ترتكب جرائمها مع سبق الإصرار والترصد.
إن نار الطائفية والمذهبية يشعلها يومياً دعاة أصبحوا نجوماً يتكسبون الملايين من عملهم هذا لأنهم يعزفون على الوتر الحساس الذى لاقى قبولاً لدى المؤمنين وتر البغض والكراهية ضد الآخر وأن الجنة أعدت لهم خصيصاً لأنهم ليسوا من الفئة الضالة وليسوا من دين الكفار ولا مذهب المخالفين، هذه الدعوات ما هى إلا نار تشتعل فى كل مكان فى أماكن العبادة وعلى مواقع التواصل الإجتماعى واليوتوب والتويتر والمنتديات الدينية، وكلها تستخدم التكونولوجيا الحديثة لإشعال نار التخلف والكراهية والشحن المتواصل لأفكار الإرهاب ضد الآخر الذين يعتبرونه مخالفاً لهم يستحق سفك دمه.

واضح من المقدمة السابقة أن الإرهاب كلمة تعنى بكل بساطة قيام أفراد أو جماعة خارجة عن سلطة القانون والمجتمع لها أفكارها الدينية والأيديولوجية، التى تبيح لها القيام بإثارة الرعب فى نفوس من يختلف معها واللجوء إلى أعمال متطرفة تصل إلى القتل والتفجيرات بهدف إرهاب الآخرين، ويلجأ المتطرف دينياً إلى تكفير الحاكم والمجتمع لينتزع منهم سلطة القانون ويعطيها لنفسه لأن تلك الجماعات تستمد سلطانها من الكتب الدينية مما يجعلهم يؤمنون بأن سلطانهم من الله ، وأن لهم الحق أن يقتلون ويذبحون ويفجرون الآخرين وكأن تلك الحياة الإنسانية لا قيمة لا ، وأن الإله الذين يؤمنون به قال لهم أن حياة الكافر لا قيمة لها.
من هنا تتخذ جرائم الإرهاب شكل عنصرى ضد الإنسانية بشكل عام قائم على الهوس الدينى فى السيادة والسيطرة على بقية البشر بأسم تطبيق الشريعة وإقامة دولة الخلافة وهى أفكار يستخدمها قادة تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة للسيطرة على عقول أتباعهم، حيث أن آلاف الكتب الدينية التراثية المتوارثة كانت تحلم بتحقيق ذلك والعمل على تطبيقه كأنه إرادة إلهية حسب تصورهم الأعتقادى المتوارث وليس المنزل فى كتب مقدسة، أى أن الإرهابى المتطرف الفكر يلجأ إلى الدين لتبرير أعماله الدموية التى يستبيح فيها دماء الآخرين، مما يجعله يعتدى على سلطة الدولة والخروج على القانون.
لذلك أصبحت أفكار وأعمال الإرهاب تلغى عمل العقل وتضع العاطفة الدينية فى المرتبة الأولى ليفكرون بها ويتصرفون على أساسها، لكن أحداً لا يريد الأعتراف بذلك، لأن الضحية الوحيدة هم الأفراد الذين يضعون حياتهم رهن تصرف قادة تلك الجماعات الدينية المتطرفة، التى ترفض طاعة السلطة فى الدولة والخضوع للقانون وهو بداية الفكر الإرهابى وطغيانه فى كل مكان بالعالم، أما النتيجة الحتمية لسياسة التجاهل لذلك الإرهاب والتى تقوم بها الدولة المصرية ومسئوليها، هو أستمرار الهيمنة وترويع الشعب وتعاظم الفاشية الدينية التى تمثلها تلك الجماعات وفاشية الحكم الرافض لمطاردتهم ومحاكمتهم بل وإخراجهم من السجون بأوامر رئاسية.

لا توجد مبررات منطقية للإرهاب سوى الأفكار الغيبية التى تزرع فى عقول المؤمنين بها إلى درجة تكذيب ما عداها وأعتبارها الحق المطلق، ومن هنا فإن نجاح أو فشل محاولات المراجعات الفقهية ترجع إلى مقدار الأستعداد الفردى لقبول أفكار أخرى على أرضية صحية عكس الأرضية المرضية التى يعانى منها المتطرف الذى يعيش فى حالة إنغلاق عقلى متصوراً أن ما ورثه من موروث دينى تحتويه مئات وآلاف الكتب من مختلف الأطياف تكفيه ليعيش الحق خائفاً من الوقوع فى ضلال العقل الذى يتوهم أن العالم من حوله يريد تصديره إليه لذلك يستمر الدعاة فى تثبيت تلك الأفكار الكارهة للآخر مما يعنى أن مشكلة القضاء على الإرهاب لن تنتهى.
إن النهضة التى ينتظرون ثمارها هى نهضة الإرهاب وترسيخه فى المجتمع لتدعيم الإرهاب الفكرى وتكميم الأفواه والحريات ليكون بإستطاعتهم تغيير كل مظاهر الحياة الإنسانية والمجتمعية دون أدنى إعتراض، لأن النهضة فى نظرهم هى نهضة الدين وتطبيق أفكاره أو أفكار قادة الجماعات الدينية سواء الأصولية منها أو غيرها التى تتبع مسميات أخرى لكنها تصب فى النهاية نحو نفس الأهداف، وهى كلها أفكار أيديولوجية تتسر وراء الدين لتحقيق مطامعهم فى السيطرة على السلطة والمجتمع، لأنها بكل بساطة جماعات وتنظيمات دينية سياسية تستخدم الإرهاب وترتكب الجرائم للوصول إلى أهدافها الغير مشروعة مجتمعياً.
بعد هذا العرض السريع وفى ضوء أعترافات بعض تلك الجماعات الإرهابية بعملياتها فى سيناء ومقتل ستة عشر جندياً أثناء إفطارهم فى صوم رمضان، هل هناك تغييب متعمد للأمن والقانون تمارسه السلطة؟ أم هو تواطؤ أمنى يخدم أطراف معينة لها مصالح داخلية وخارجية تعمل على التواجد المستمر لتلك الجماعات؟

إن شعب مصر وضع نفسه أمام سلسلة من المعارك بأختياراته الغير صائبة وهو مجبر أن يخوضها من أجل مستقبله، أمامه الآن معركة الإرهاب ومعركة الحريات ومعركة الهوية والمواطنة، ومعركته الكبرى من أجل الحياة الكريمة فى توفير رغيف الخبز وأنبوبة الغاز وفرصة للعمل يحكمه فى كل ذلك عدالة إجتماعية، فهل الشعب قادر على تغيير ذلك الواقع المريض؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية
- ترشيد البشر لتوفير الكهرباء
- ظلام الديموقراطية الجديدة
- دولة مصر ودولة الإخوان
- علاء الأسوانى والوقاحة العنصرية
- تحية واجبة إلى شعب مصر
- نوال السعداوى وجائزة العقل
- المواطنة والثورة الجريحة
- العمال والجهل بالثورات
- جمعة تخريب المصير
- إهانة العقل فريضة
- كل ثورة وأنت طيب
- حقائق مؤلمة يا أهل العراق
- من الذى فشل فى إدارة مصر
- سوريا وحاجز الصمت
- شريعة الوجود الديناصورى
- المرأة ضحية العقلية البدوية
- المرأة والثورات العربية فى المجتمع الذكورى
- العامرية وغياب القانون


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإرهاب وسطوة الفكر الدينى